الاحتلال واصل الإبادة الجماعية وارتكب مجزرة في بيت لاهيا وبن غفير اقتحم «الأقصى» … شهداء غزة عند 42600.. والمقاومة تنفذ عمليات قنص وتدمر آليات الاحتلال في جباليا
| وكالات
بينما اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين، على رأسهم وزير الأمن في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى، واصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ380، وشدد حصاره لليوم السادس عشر على شمال القطاع، مصعداً من جرائم التطهير العرقي، ومرتكباً مجازر دامية أودت بحياة عشرات الفلسطينيين، في حين واصلت فصائل المقاومة التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مختلف أنحاء القطاع.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن طيران الاحتلال ارتكب مجزرة ليلة أول من أمس، جراء قصفه تجمعاً سكنياً في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 87 فلسطينياً وعشرات الجرحى، كما حاصرت دبابات الاحتلال المستشفى الإندونيسي وهدمت جزءاً من أسواره، واستهدفت الطوابق العلوية لمستشفى العودة ثلاث مرات، وطال القصف مستشفى اليمن السعيد، في حين قصف الاحتلال محيط مستشفى كمال عدوان، إضافة إلى استهداف خزانات المياه وشبكة الكهرباء والمباني السكنية في جباليا ومحيطها، فضلاً عن محاصرة مراكز الإيواء بعدد كبير من الآليات العسكرية، وأخضع النساء والأطفال لفحص أمني وترهيب، قبل السماح لهم بمغادرة مراكز الإيواء، واعتقل عدداً من الرجال، في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها أو منعها من تأدية مهامها.
بدوره، أعلن مدير المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة مروان السلطان، في تصريح صحفي أمس، وصول 73 شهيداً، معظمهم من النساء والأطفال، وعدد كبير من المصابين معظمهم بجراح خطيرة، نتيجة قصف الاحتلال المتواصل على مشروع بيت لاهيا الليلة قبل الماضية، مشيراً إلى ارتقاء اثنين من المرضى نتيجة حصار الاحتلال للمشفى، حيث جرى دفنهم داخل أبنية المشفى، كما أعرب عن عجز الطواقم الطبية أمام حجم الجرحى والشهداء، وأوضح أن «الأوضاع صعبة للغاية إذ لم تمر بصعوبتها منذ بداية العدوان، حيث يجتمع القصف والحصار ونقص المواد الطبية وانقطاع الكهرباء»، مطالباً بتوفير حماية للطواقم الطبية والمرضى والمستشفيات وإدخال الوقود الكافي لتشغيل المشافي.
وقبل ذلك ومن دون احتساب عدد شهداء مجزرة بيت لاهيا، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان نقلته وكالة «سانا» أمس، بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 7 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 84 شهيداً و158 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 42603 شهداء و99795 إصابة منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي، في حين ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وبالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزّة، تواصلت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، حيث أقدمت قوات الاحتلال أمس على دهس شاب فلسطيني بجيب عسكري، خلال اقتحامها بلدة عنبتا شرق مدينة طولكرم ما أدى إلى استشهاده، إضافة إلى اعتقال 30 فلسطينياً من أنحاء متفرقة بالضّفة الغربية، بينهم أسرى سابقون، كما منعت قوات الاحتلال أهالي قرية برقة شرق مدينة رام اللـه من الوصول إلى أراضيهم لقطف الزيتون.
في الغضون، اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين أمس، على رأسهم وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، باحات المسجد الأقصى، بحماية مشددة من قوات الاحتلال، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس في بيان نقلته وكالة «وفا»: إن ما يزيد على 1066 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح الأحد، فيما يسمى ذكرى «عيد العرش»، لافتة إلى قيام الاحتلال بإغلاق باب المغاربة.
ونفذ المستوطنون اقتحامهم لباحات «الأقصى» على شكل مجموعات متتالية من جهة «باب المغاربة» ونفذوا جولات استفزازية في الساحات، في حين قامت مستوطنة بالنفخ بالبوق عند الجهة الشرقية من المسجد الأقصى على بعد أمتار عن باب الرحمة تحت أعين وحراسة قوات الاحتلال، التي عرقلت دخول المصلين الفلسطينيين إلى باحات المسجد الأقصى، ونشرت قوات كبيرة على أبوابه من أجل تسهيل عمليات اقتحام المستوطنين.
من جانبها، اعتبرت الفصائل الفلسطينية أن «اعتداء الإرهابي بن غفير أمس على المسجد الأقصى تجاوز لكل الخطوط الحمر ويكشف مضي حكومة الكيان النازية بمخططاتها التهويدية التي تستهدف المسجد الأقصى وكينونته وهويته الإسلامية»، داعية الأمتين العربية والإسلامية إلى أخذ دورهما في حماية مسرى نبيها والضغط على الاحتلال وداعميه في ظل جرائم الإبادة الجماعية في غزة والانتهاك المتواصل لمقدسات الأمة في فلسطين.
من جهة أخرى، أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في تقريرٍ مشترك، أن حصيلة الاعتقالات التي نفذها الاحتلال في الضفة الغربية، ارتفعت منذ الـ7 من تشرين الأول من العام الماضي إلى أكثر من 11 ألفاً و300 فلسطيني، وجاء في البيان إن الاعتقالات رافقها تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة، واعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني، وتخريب وتدمير منازل الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الاحتلال يواصل اعتقال المدنيين من غزة، وينفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، ويرفض الإفصاح بشكل كامل عن هُوياتهم وأماكن احتجازهم، في حين لم تتمكن المؤسسات المختصة من حصر حالات الاعتقال من غزة، التي تقدر بالآلاف.
على الصعيد الميداني، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أمس، أن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس أعلنت استهدافها جرافة عسكرية من نوع «D9» بقذيفة «الياسين 105» في منطقة الفالوجا غرب معسكر جباليا شمال قطاع غزة، وقنصت جنديين، كما أعلنت عن تمكن مقاتليها من التسلل خلف تحشدٍ لقوات العدو المتوغلة شرق مخيم جباليا واستهداف ناقلتي جند إسرائيليتين بعبوة «شواظ» وقذيفة «الياسين 105» وأوقعوا طواقم آليات الاحتلال بين قتيل وجريح، إضافة إلى تدمير دبابة ميركافا بصاروخ، شرق مخيم جباليا، ونشرت القسام مقطع فيديو لتفجير الدبابة، وقال أحد المقاتلين في فيديو العملية: «من معسكر جباليا، نهدي هذه العملية إلى شيخنا المجاهد القائد يحيى السنوار أبي إبراهيم، الذي ارتقى مقبلاً غير مدبر».
سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أعلنت، من جهتها، قصفها بقذائف الهاون من العيار الثقيل تجمعاً لجنود العدو في محور «نتساريم»، وفي الضفة الغربية استهدف مقاتلو سرايا القدس – كتيبة جنين، مستوطنة «دوثان» ومركبة تابعة لأحد المستوطنين بصليات كثيفة من الرصاص، محققين إصابات مباشرة.