خشية حلها إثر خسارتها «صقور الشمال» و3 ميليشيات وازنة … «الجبهة الشامية» تستقوي بـ«النصرة» لمواجهة أنقرة بريف حلب.. والتداعيات في إدلب
| حلب- خالد زنكلو
تشير كل المعطيات الميدانية بريف حلب الشمالي إلى أن الميليشيا التي ستحلها أنقرة بعد «صقور الشمال» هي «الجبهة الشامية» المعارضة لسياسات الإدارة التركية حيال إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع دمشق، وفي مقدمتها افتتاح منفذ «أبو الزندين»، الذي يصل مدينة الباب حيث سيطرة الميليشيات، مع مناطق الدولة السورية بريف حلب الشمالي الشرقي.
المعلومات المتواترة من ريف حلب تشير إلى استنفار «الجبهة الشامية» في أماكن انتشارها بريفي حلب الشمالي والشمالي الشرقي، والتي هي في حال من العداء مع الميليشيات الموالية للإدارة التركية، ومع ما يسمى «الحكومة المؤقتة» التابعة لأنقرة، والتي أصدرت قراراً في الرابع من الشهر الماضي بحل ميليشيا «صقور الشمال»، التي انضمت إلى «الشامية» قبل أن تحاربها ميليشيات الإدارة التركية المتمثلة بـ«القوة المشتركة» وترغمها على حل نفسها وتسليم مقدراتها إلى ما يسمى وزارة دفاع «المؤقتة».
وتوقعت مصادر معارضة مقربة من ميليشيات الإدارة التركية أن يصدر قرار قريب من «المؤقتة» بحل «الشامية» وتوزيع عتادها العسكري ومسلحيها ومواردها المالية إلى ما يسمى «الجيش الوطني»، الذي أسسته الإدارة التركية في المناطق التي تحتلها شمال وشمال شرق البلاد.
وأكدت المصادر لـ«الوطن» أن متزعمي «الشامية» أصدروا الأوامر بتكثيف الدورات التدريبية لعناصرها في معسكرات التدريب التي تتبع للجبهة في مناطق تمركزها، وخصوصاً في إعزاز شمال حلب عند الحدود التركية، والتي تضم أكبر تجمع لها في الريف الحلبي.
ومعروف أن «الشامية»، توالي بشكل غير رسمي تنظيم جبهة النصرة الإرهابي بواجهته الحالية التي تدعى «هيئة تحرير الشام»، وسبق لها أن أيدت وساعدت التنظيم الإرهابي بالسيطرة على عفرين في ريف حلب الشمالي، الأمر الذي أثار استياء إدارة أردوغان، التي تنتظر الفرصة المناسبة للانقضاض عليها.
وعلى خلفية ذلك، كشفت المصادر المعارضة أن «الشامية» وجهت رسائل إلى أنقرة بأنها ستستعين بـ«النصرة» لمواجهة ميليشياتها في حال صدر قرار بحلها، وأنها أعدت العدة اللازمة للمنازلة المرتقبة ولن تكون فريسة سهلة كحليفتها «صقور الشمال»، على الرغم من الانشقاقات التي حدثت أخيرا في صفوفها بخروج كل من «اللواء الخامس» و«كتائب الساجدون لله» و«تجمع أهل الديار»، والأخير يضم ٣ كتل وازنة داخل الميليشيا، عن بوتقتها وانضمامها إلى «الفرقة ٥١» ضمن الفيلق الثالث في وزارة دفاع «المؤقتة».
وأشارت إلى أن «الشامية» استنجدت بميليشيا «أحرار الشام- القاطع الشرقي» و«أحرار عولان»، وكلتاهما مبايع لـ«النصرة»، لمؤازرتها في مواجهتها المرتقبة والمرجحة مع ميليشيات أنقرة، غير أن الأخيرة مشغولة بما يحدث في منفذ الحمران، الذي يربط بين قرية الحمران الواقعة تحت سيطرة «الجيش الوطني» وقرية أم جلود أول قرية من مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» بمنطقة جرابلس، إثر تورط أحد مسلحيها بقتل أحد مسلحي ما يدعى بـ«الشرطة العسكرية» ومسارعة أبناء بعض العشائر للمطالبة بالقصاص من الميليشيا.
ولم تستبعد المصادر لجوء «الشامية» إلى مبايعة زعيم «النصرة» الإرهابي المدعو «أبو محمد الجولاني» لكسب تأييده ضد أنقرة، عبر إرسال أرتال عسكرية إلى إعزاز والباب، حيث أهم معاقل الجبهة، عدا كسب تأييد «أحرار عولان» و«أحرار الشام- القاطع الشرقي»، المواليتين والمبايعيين له.
وذكرت أن نتائج وتداعيات ما حدث وما قد يحدث بريف حلب بين أنقرة و«الشامية»، سينعكس سلباً على علاقة أنقرة بـ«النصرة» في إدلب، بعد خروج الأخير عن طوع العاصمة التركية بالتجهيز لشن عمل عسكري نحو مناطق انتشار الجيش العربي السوري في محاور جبهات منطقة «خفض التصعيد»، الأمر الذي سيودي باتفافيات المنطقة بين موسكو وأنقرة، ويجعل الأول في حلّ منها، الأمر الذي سينعكس سلباً على تركيا العاجزة عن احتواء نتائج مغامرة الفرع السوري لتنظيم القاعدة بموجة نزوح ضخمة باتجاه حدودها الجنوبية.