شؤون محلية

احتراق 79 ربطة خبز في كل وردية نتيجة قطع الكهرباء الترددي … الخسائر المالية لكل مخبز أكثر من 16 مليون ليرة في السويداء

| السويداء -عبير صيموعة

استطاع فرع مؤسسة المخابز في السويداء من تجاوز حالة احتراق أرغفة الخبز ضمن بيت النار جراء توقف حصير الفرن خلال القطع الكهربائي والقطع الترددي وذلك من خلال وضع مكثف ميكانيكي محلي الصنع قام بتقديمه للتجربة أحد المهندسين في السويداء بعد أن قام بتقديم دراسة كاملة لنسبة التالف من الخبز والمواد الداخلة في عملية الإنتاج.

وأكدت الدراسة خسارة المخابز لمليارات الليرات شهرياً الناجمة عن قطع التيار الكهربائي عن خطوط إنتاج الرغيف أثناء عمليتي التقنين الكهربائي والقطع الترددي للتغذية الكهربائية الناجم عن الحمولات الزائدة وخاصة في فصل الشتاء، واعتمدت الدراسة معدل مقنن كهربائي ساعة وصل وخمس ساعات قطع وست مرات قطع ترددي في الساعة الواحدة، وبالتالي فإن ستة توقفات تقنين وثمانية عشر توقف ناجمة عن القطع الترددي فيصبح المجموع 23 توقفاً وسطياً في الوردية الواحدة.

وبينت الدراسة أن عدد الأرغفة المحترقة في كل توقف 24 رغيفاً لخط الإنتاج الواحد، وعليه فإن مجموع الأرغفة المحترقة في الوردية الواحدة 552 رغيفاً، وهي تعادل 79 ربطة خبز يقابلها 2050 ربطة خبز خلال 26 يوم عمل للخبز على خط الإنتاج الواحد وباعتماد سعر التكلفة الحقيقي لربطة الخبز والبالغ 8 آلاف ليرة فإن الكلفة المالية للخبز التالف على شكل هباب في الشهر تتجاوز 16.4 مليون ليرة، وإذا جرى التعميم على ساحة القطر، وخاصة الأفران العاملة بنظام الإدارة ونظام الإشراف والتي تصل إلى نحو 380 فرناً واعتماد خط إنتاج واحد فقط تكون التكلفة لهذا الهدر أكثر من ستة مليارات ليرة تضاف إليها الحاجة إلى إعادة تعويض الكمية التالفة من الدقيق والخميرة وحوامل الطاقة والجهد البشري وما يعادلها من احتراق أدوات العمل.

ويقابلها في الأفران الخاصة التي تتلافى هذا الخلل بتشغيل المولدات الكهربائية طوال فترة العمل 78 ساعة تشغيل، وعلى اعتبار أن كل ساعة تشغيل للمولدة يتم تخصيصها بـ8 ليترات، وبالتالي فإن كمية المازوت المستهلكة شهرياً بكل فرن 624 ليتراً، ولخط إنتاج واحد بقيمة 7.4 ملايين ليرة وبالتالي فإن الخسائر المالية في الشهر ضمن 720 فرناً خاصاً على مستوى القطر تتجاوز 5.3 مليارات ليرة.

وضمن هذه المعطيات أكد المهندس أن الحلول التقليدية غير مجدية لذا كان لابد من حل استثنائي بمواصفات اقتصادية تفي بالغرض وهذا ما تم إنجازه محلياً، حيث قام بتصنيع مكثف ميكانيكي محلياً وبتكاليف ذات جدوى اقتصادية وصيانة محددة واستهلاك تشغيلي محدود لتحريك حصيرة الفرن بسرعة مناسبة لشروط العمل تضمن تخزين كمية من الطاقة القابلة والكافية لتأمين استمرار حركة حصيرة الفرن عند انقطاع التيار الكهربائي وضمان خروج كامل الخبز إلى نهاية الحصيرة التي تلي حصيرة الفرن بحالة جيدة والحفاظ على السبور البلاستيكية من الاحتراق وهي حالة مهمة تم تحقيقها.

عضو المكتب التنفيذي المختص في المحافظة سمير الملحم أكد لـ«الوطن» أن تجربة المكثف الميكانيكي أثبتت جدواها من حيث تحقيق الهدف الذي تم وضعه لأجلها وأهمها منع احتراق الأرغفة ضمن بيت النار عند أي قطع كهربائي، وبالتالي منع وجود هباب الخبز الذي كان يخلق إشكالية في تسكير خطوط الصرف الصحي للفرن، إضافة إلى تخفيفه الهدر من المواد الأولية الداخلة في عملية الإنتاج من «دقيق وخميرة وحوامل الطاقة من مازوت وكهرباء»، إضافة إلى الحفاظ على السبور البلاستيكية في خطوط الإنتاج من الاحتراق.

وأوضح أنه رغم ما حققه المكثف أثناء عملية تجربته لأكثر من خمسة شهور من نتائج إيجابية إلا أنه حتى اللحظة لم يتم اعتماده بالعمل أو تقييمه لكي يتم تعميمه على كل الأفران رغم تجاوب الإدارة العامة للمخابز في دمشق مع التجربة ودعمها كما لم يتم اتخاذ قرار إعادته إلى المهندس الذي قام بتصنيعه في حال لم يتم العمل على اعتماده.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن