الاحتلال واصل نسف المباني في الشمال.. وأقر بمقتل 49 جندياً خلال عشرين يوماً … عشرات الشهداء بغزة باليوم الـ381 للعدوان والمقاومة تدمر آليات العدو في جباليا
| وكالات
واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة لليوم الـ381، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين، كما واصل حصاره المشدد على الشمال لليوم الـ17 وسط مناشدات من عائلات محاصرة لإجلائها جراء القصف الوحشي، في حين استمرت المقاومة بتصديها لقوات الاحتلال موقعة خسائر في صفوفه وعتاده، في حين جددت الخارجية الفلسطينية تأكيد أن حرب الاحتلال الإسرائيلي تؤكد إخفاق أي رهانات على التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية.
وحسب وكالة «وفا»، أشارت الخارجية في بيان أمس إلى أن رفض إسرائيل المتواصل للمطالبات والقرارات والمناشدات الدولية يستدعي موقفاً دولياً غير تقليدي يجبر كيان الاحتلال على وقف عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني وتفكيك ميليشيات المستوطنين ورفع الحماية عنها.
وقالت: إن «حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة تسابق الزمن في ضرب مرتكزات ومقومات الدولة الفلسطينية المستقلة، وتوجد المزيد من العراقيل بمنع تجسيدها على الأرض، وإفشال الإجماع الدولي على حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، سواء من خلال تعميق حرب الإبادة والتهجير بحق شعبنا وتفريغ الأرض من أصحابها، أم عبر التصعيد الحاصل في جرائم الاستعمار والمستعمرين»، داعية إلى الشروع بتنفيذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي اعتمد الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في غضون 12 شهراً.
بدورها، دعت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، كنائس العالم إلى توحيد الجهود من أجل وقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة، واستعرضت في رسائل متطابقة بعثت بها اللجنة، إلى رؤساء الكنائس والمؤسسات المسيحية حول العالم وممثليها، بشأن ما يقوم به الاحتلال في شمال القطاع من حرب إبادة وتهجير قسري جماعي، استكمالاً لخطتها بتطهير المنطقة بشكل كامل ممن تبقّى من سكانها.
في السياق، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 57 فلسطينياً استشهدوا أمس جراء قصف طيران الاحتلال ومدفعيته مناطق متفرقة في القطاع، منهم 44 ارتقوا شمال القطاع، في حين واصلت قواته نسف المباني السكنية في مناطق متعددة شمال القطاع بالتزامن مع شنه أحزمة نارية وسط تصعيد جرائم التطهير العرقي فيها ومحاصرة مدارس «أونروا» التي تؤوي نازحين بالمخيم، إضافة إلى محاصرة المستشفيات فيها وإخراجها من الخدمة.
وحذر مدير مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع من أن الوضع بات كارثياً مع فقدان الأدوية والوقود والمستلزمات الأخرى، مبيناً أن رصيد الأدوية والمستهلكات الطبية في المستشفى صفر، بدوره، قال المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة «صفا»: إن نحو 200 ألف فلسطيني يقبعون منذ 17 يوماً تحت القصف والحصار في شمال القطاع من دون أن يحرك أحد ساكناً، مشيراً إلى أن الاحتلال حاصر منطقة الشمال ثم بدأ بعمليات قصف وقتل وتجويع واستهداف آبار المياه بشكل كامل، وأضاف: «يصل الكثير من المناشدات من محاصرين وعالقين تحت الأنقاض، لكن لا نستطيع التعامل معها بسبب استهداف الاحتلال لطواقمنا، الأمر الذي يضاعف أعداد الشهداء».
من جهتها، أشارت مسؤولة الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، إلى أن الاحتلال رفض طلباً عاجلاً تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض جراء الإبادة الجماعية التي ترتكب في شمال قطاع غزة، وقالت في تصريح صحفي أمس: «سلطات الاحتلال رفضت طلب أونروا، في حين تستفحل المجاعة في شمال القطاع على وقع إبادة الاحتلال وسياسة التطهير العرقي التي يتعرض لها المواطنون هناك، علاوة على ذلك، فإن الهجوم العسكري في شمال غزة يقطع وصول الناس إلى الضروريات اللازمة لبقائهم، بما في ذلك المياه».
من جانبها، نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الأشغال العامة في قطاع غزة قولها أمس: «إن أكثر من ربع مليون وحدة سكنية تعرضت للتدمير الكلي أو الجزئي، وباتت غير صالحة للسكن، جراء حرب الإبادة المتواصلة على القطاع منذ أكثر من عام، كما أن أكثر من 80 بالمئة من الطرق تعرضت للتدمير الكلي، وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل شامل».
وفي الضفة الغربية، اقتحم أكثر من 1000 مستوطن المسجد الأقصى المبارك على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وقبالة أبوابه وفي أسواق البلدة القديمة في القدس بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، التي عرقلت وصول الفلسطينيين إلى المسجد، كما اقتحم عشرات المستوطنين الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال غرب نابلس، ونفذوا جولات استفزازية فيه، في حين اعتقلت قوات الاحتلال 23 فلسطينياً خلال اقتحامها مناطق متفرقة في الضفة الغربية.
إلى ذلك، أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل 49 من ضباطه وجنوده ومستوطنيه بنيران المقاومة في مختلف جبهات القتال منذ بداية شهر تشرين الأول الجاري، في حين تؤكد مصادر أخرى للاحتلال أن الخسائر أعلى من ذلك بكثير، حيث يتكتم على خسائره مع استمرار الرقابة العسكرية بفرض حظر على نشر الأرقام الحقيقية للقتلى، في حين أعلنت سرايا القدس عن تمكن مقاتليها من تفجير عبوة «ثاقب» مزروعة مسبقاً في آلية عسكرية إسرائيلية متوغلة في منطقة الصفطاوي غرب مخيم جباليا، على حين أشارت كتائب الأقصى إلى تمكنها من قنص جندي صهيوني في أحد المباني شرق مخيم جباليا، في حين أعلن الاحتلال مساء أول من أمس مقتل قائد اللواء «401» وإصابة ضابط آخر بجروح خطيرة في معارك مع القسام في جباليا شمال قطاع غزة أمس، وهو أعلى رتبة وأهم شخصية عسكرية إسرائيلية تقتل منذ بداية معركة «طوفان الأقصى»، وهو أهم لواء نخبوي مدرع في جيش الاحتلال ويعرف بـ«أعقاب الفولاذ» أو العقاب الفولاذي.