بيطار: لجأت إلى الخشب لأنواعه العديدة وتدرجاته اللونية
| جورج إبراهيم شويط
تعود اللوحاتُ الفسيفسائية، في ظهورها الأول إلى بلاد الشام وما حولها، والتي تمتد في عمق الزمن إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام، مع شهرة عالمية اكتسبه هذا النوع النادر من اللوحات.
وقد تفرّد فنانو ذلك الزمان بابتكار وتصميم هذه اللوحات، من خلال رصف حبيبات ومكعبات حجرية صغيرة ملونة ضمن اللوحات التي تمتد لمساحات ومقاسات مختلفة. لوحات مدهشة في طريقة تنفيذها وفي موضوعاتها، مازالت تتصدّر أهم المتاحف في سورية.
رؤوف بيطار فنان سوري 1958 عاشق لتاريخ سورية العريق بأوابده، جذبه هذا النوع من الفن، وغاص في عالمه اللوني والتركيبي والحميمي، لكنه ارتأى أن يستبدل (الحبيبات الحجرية) بِـ(حبيبات ومكعبات خشبية ملونة).
ما الذي جاء بك إلى الفسيفساء؟
شدّتني هذه اللوحات بألوانها وموضوعاتِها وطريقة تصميمها، ويأتي استبدالي للحبيبات، من حجرية إلى خشبية، لوجود أنواع عديدة من الخشب وبألوان متعددة ومتدرجة، ومن هذه الأنواع المثالية من الشجر:
(الزيتون- الجوز- الليمون- التوت- التفاح- الأكيدنيا باللون الغامق- الزان- السوّيد الأول..) مع الانتباه لنسبة الرطوبة، ولقساوة الخشب، وكذلك للكثافة اللونية بمندرجاتها.
ماذا عن موضوعاتك التي تتناولها؟
أما الموضوعات التي اشتغلتُ عليها فهي تنهل من (الميثيولوجيا السورية)، ومِن كتب الباحث الراحل الدكتور وديع بشور الذي تتجاوز مؤلفاتُه الـ15 كتاباً، إضافة إلى صور عديدة منتقاة بعناية تدخل في السياق ذاته. كذلك أمدّتني مديرية السياحة بالوثائق والصور التي تشير إلى عظمة تاريخ سورية مع امتدادها الأوسع في بلاد الشام.
ومن عناوين وموضوعات اللوحات التي أوثق فيها لعظماء وقصص وملاحم وأختام ومخطوطات من تاريخ بلاد الشام: (جلجامش- الإله بعل- عشتار- زنوبيا- سرجون الآكادي- حمورابي- نبوخذ نصر- زينون الفينيقي- أبلودور الدمشقي- الشِعار الفينيقي..)، إضافة إلى مشاهد قداسية متنوعة، وفي هذا الجانب أتممتُ فسيفساء كاملة لواجهة كنيسة قلب يسوع الأقدس (اللاتين) باللاذقية.
وماذا عن مشاركاتك ومعارضك؟
قد شاركتُ في العديد من المعارض، منها معرض دمشق الدولي، بدعوة من وزارة السياحة، وفي بعض المراكز الثقافية بالمحافظات، وجمعية العاديات، كما تتوزع لوحاتي على عدة كنائس في محافظة اللاذقية، إضافة إلى الزيارات العديدة التي قامت بها وفود أجنبية إلى محترفي ومعرضي الدائم والمتجددة.