ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية في لقاء مع «الوطن»: الاحتياجات كبيرة جداً ونحن مدركون أن الاستجابة قليلة … ما يقلقنا أن أغلب الوافدين من لبنان هم من النساء والأطفال
| سيلفا رزوق – تصوير طارق السعدوني
أكدت ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية موريل مافيكو، أن الصندوق ومنذ بداية الأعمال العدائية في لبنان ومع قدوم آلاف الوافدين إلى سورية بدأ بتقديم الاستجابة الإنسانية اللازمة لهم بالتعاون مع الشركاء الحكوميين والجمعيات الأهلية في سورية، مبينة أن أغلب الوافدين هم من النساء والأطفال والرضع كما أن بعض النساء حوامل وبحسب التقديرات فإن ستة آلاف من النساء اللواتي عبرن هن حوامل.
وفي لقاء مع «الوطن»، لفتت مافيكو إلى أن صندوق الأمم المتحدة للسكان يعمل مع العديد من الوزارات في سورية وواحدة من هذه الوزارات هي وزارة الصحة لأن الصندوق يركز على الصحة الإنجابية، كذلك يعمل مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة ومع وزارة التعليم العالي وأيضاً وزارة الأوقاف، مشيرة إلى أنه فيما يتعلق بوزارة الأوقاف يؤمن الصندوق بدور المؤسسات الدينية فهي مهمة جداً للتعايش الاجتماعي.
وبينت مافيكو أن صندوق الأمم المتحدة للسكان على علم ودراية أنه قبل توافد اللبنانيين والسوريين إلى سورية يوجد أكثر من 16 مليون شخص في سورية بحاجة إلى دعم إنساني، كما أن خمسين بالمئة من المؤسسات الصحية في سورية إما تعمل بشكل جزئي وإما لا تعمل بسبب الأزمة وما أصاب سورية.
وقالت: «الاحتياجات كبيرة جداً ونحن مدركون أن الاستجابة قليلة بالنسبة لتوافد الأعداد وبالنسبة للصعوبات التي تعاني منها سورية».
وأضافت: «الرسالة الأساسية نحن بحاجة إلى المزيد من مصادر التمويل، فالاحتياجات تكبر وتزيد والمصادر المالية تقل وتنقص، نحن بحاجة لدعم عاجل ليس بسبب أعداد الوافدين المتزايدين القادمين إلى سورية بل بسبب الأزمة الحالية المستمرة في سورية لأنه يوجد 16 مليون شخص كانوا وما زالوا بحاجة للمساعدات والدعم الإنساني».
مافيكو شددت على أن الصندوق مستمر بتعزيز وتقوية التعاون مع كل الشركاء في سورية وقالت: «دائما نضع نصب أعيننا التركيز على الناس أولاً وقبل كل شيء مهما كانوا وأينما وجدوا بغض النظر عن أي خلفية لهم».
وفيما يلي النص الكامل للمقابلة:
• بداية أود أن أسأل حول استجابة صندوق الأمم المتحدة لمسألة الوافدين القادمين من لبنان إلى سورية
شكراً لكم أنا ممتنة لكم اليوم لمشاركتكم حول استجابة صندوق الأمم المتحدة للسكان حول موضوع الوافدين من لبنان إلى سورية.
منذ بداية الأعمال العدائية في لبنان في نهاية شهر أيلول رأينا آلاف القادمين من لبنان إلى سورية وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 420 ألف شخص حتى الآن عبروا من لبنان إلى سورية أغلبهم كما في كل الأوضاع الإنسانية والأزمات أغلبهم من النساء والأطفال.
نحن قلقون جداً على ما حصل من توافد اللبنانيين والسوريين إلى سورية وما يقلقنا جداً هو أن أغلب الوافدين هم من النساء والأطفال والرضع، كل امرأة مع أطفالها وبعض النساء حوامل وحسب التقديرات فإن ستة آلاف من النساء اللواتي عبرن هن حوامل.
كنت على الحدود منذ فترة وجيزة على واحد من أهم المعابر الحدودية ما بين لبنان وسورية ورأيت بأم العين العديد من النساء والأطفال الصغار في الباصات وكان يوجد العديد من النساء الحوامل، واحد ة من شركائنا أو الجمعيات الأهلية التي تعمل معنا هي الجمعية السورية لتنظيم الأسرة كانت تقدم العديد من الخدمات وبعض هذه الخدمات تعنى بالصحة الإنجابية للنساء، ويتم تقديمها على المعابر الحدودية عند وصول الناس لهذه المعابر.
• لكن ماذا عن الدور الذي يقوم به صندوق الأمم المتحدة للسكان في هذا الإطار؟
يقوم صندوق الأمم المتحدة للسكان بتقديم الاستجابة الإنسانية حالياً للوافدين من لبنان إلى سورية عبر ثلاثة طرق أولاً: عند المعابر الحدودية نعمل مع باقي منظمات الأمم المتحدة وباقي الشركاء سواء كانت الأهلية أم الحكومية عند المعابر الحدودية حيث نقدم العديد من الخدمات في هذه المعابر.
ثانياً: نعمل على تقديم الخدمات المتعددة في مراكز الإيواء التي أقامتها الحكومة السورية في العديد من المحافظات، وقد كنت مؤخراً في زيارة إلى مركز حرجلة في ريف دمشق حيث نقدم هناك الخدمات مع الشركاء الذين نعمل معهم.
ثالثاً: مع المجتمعات المضيفة حيث أغلب الناس الذين وفدوا من لبنان إلى سورية يذهبون إما إلى عائلاتهم وإما إلى مجتمعاتهم المحلية هناك.
• أجريتم عدداً من اللقاءات مع المسؤولين السوريين ومنهم عدد من الوزراء، سؤالي حول طبيعة هذه اللقاءات وماذا عن التعاون بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والحكومة السورية؟
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان مع العديد من الوزارات في سورية وواحدة من هذه الوزارات هي وزارة الصحة لأن الصندوق يركز على الصحة الإنجابية كذلك نعمل مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة ومع وزارة التعليم العالي وأيضاً وزارة الأوقاف، وفيما يتعلق بوزارة الأوقاف يؤمن الصندوق بدور المؤسسات الدينية فهي مهمة جداً للتعايش الاجتماعي وأيضاً بالإضافة إلى العمل مع الوزارات يعمل الصندوق مع العديد من الجمعيات الأهلية وهذه الجمعيات تعمل على الأرض وفي الميدان وتقدم الخدمات الأساسية على الأرض وبشكل يومي.
• هل تعتقدين أن الاستجابة الإنسانية للمنظمات الدولية فيما يخص مساعدة سورية بملف الوافدين من لبنان كافية؟ كيف تقيمين هذه الاستجابة حتى الآن ولاسيما في ظل التحديات والصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها سورية؟
بالنسبة لصندوق الأمم المتحدة للسكان نحن على علم ودراية أنه قبل توافد اللبنانيين والسوريين إلى سورية يوجد أكثر من 16 مليون شخص في سورية بحاجة إلى دعم إنساني، نحن على علم ودراية أن خمسين بالمئة من المؤسسات الصحية في سورية إما تعمل بشكل جزئي وإما لا تعمل بسبب الأزمة وما أصاب سورية.
الاحتياجات كبيرة جداً ونحن مدركون أن الاستجابة قليلة بالنسبة لتوافد الأعداد وبالنسبة للصعوبات التي تعاني منها سورية.
العبء الأكبر اليوم وقع على المجتمعات المضيفة، لأن هذه المجتمعات سابقاً كانت تعاني وتكافح من أجل العيش واستمرار الحياة واليوم أغلب العائدين يتوجهون إلى المجتمعات المحلية المضيفة ونحن على علم بهذا الوضع.
بالنسبة لصندوق الأمم المتحدة للسكان هو يستجيب للأزمة من خلال عدة وسائل وذلك بالعمل مع الجمعيات الأهلية في 14 محافظة سورية تتضمن بعض هذه الخدمات عيادات طبية جوالة أو متنقلة تتضمن فريقاً طبياً متخصصاً يذهب إلى المناطق البعيدة ويقدم الخدمات الطبية بشكل مجاني للمجتمعات المضيفة، إضافة إلى هذه الخدمات يقدم الصندوق أيضاً أجهزة طبية للوزارة والجمعيات الأهلية التي تعمل على خدمات الصحة الإنجابية نحن نقدم أجهزة طبية أساسية وأدوية هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نعمل على دعم تغذية النساء الحوامل والمرضعات تحت عنوان برنامج التغذية.
بالإضافة إلى هذه الخدمات ندعم 32 مركزاً صحياً في المحافظات وندعم مساحات آمنة للنساء وهذه المساحات موجودة في كل المحافظات السورية حيث تتوجه النساء لتتعلم هناك حرفة أو مهنة أو العديد من المهارات في مكان آمن كما تتلقى الخدمات الصحية والدعم النفسي الاجتماعي.
هذه بعض من المجالات التي يعمل بها الصندوق ونحن لسنا وحدنا بل نعمل مع باقي منظمات الأمم المتحدة ومع باقي الجهات التي تعمل في مجال الدعم الإنساني.
الرسالة الأساسية نحن بحاجة إلى المزيد من مصادر التمويل، الاحتياجات تكبر وتزيد والمصادر المالية تقل وتنقص نحن بحاجة لدعم عاجل ليس بسبب أعداد الوافدين المتزايدين القادمين إلى سورية بل بسبب الأزمة الحالية المستمرة في سورية لأنه يوجد 16 مليون شخص كانوا وما زالوا بحاجة للمساعدات والدعم الإنساني.
• سؤالي الأخير حول خطط عمل الصندوق المستقبلية وآفاق التعاون مع الحكومة السورية؟
يعمل صندوق الأمم المتحدة للسكان في سورية منذ سنوات عديدة ونحن مستمرون بالعمل ولدينا علاقات قوية جداً مع كل شركائنا المحليين سواء كانوا حكومة أم جمعيات أهلية نحن جزء مما نسميه العاملين الإنسانيين في سورية ونحن مستمرون بتعزيز وتقوية التعاون مع كل الشركاء ودائماً نضع نصب أعيننا التركيز على الناس أولاً وقبل كل شيء مهما كانوا وأينما وجدوا بغض النظر عن أي خلفية لهم.
إضافة لذلك يوجد في سورية شريحة الشباب وشريحة الشباب لها دور أساسي في هذه المنطقة ونحن فخورون بما يقوم به الشباب، وعملنا مع الشباب ونريد العمل معهم أكثر ودعمهم أكثر لتقديم الدعم والمشاركة في بناء هذا البلد.