قمة «بريكس» انطلقت بمشاركة ممثلي 38 دولة.. «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين» … بوتين: سنتخذ قرارات مهمة.. شي: «بريكس» تسهم بتشكيل التعددية القطبية
| وكالات
بمشاركة ممثلي 38 دولة انطلقت فعاليات قمة مجموعة «بريكس» الـ16 في مدينة قازان بجمهورية تتارستان الروسية أمس الثلاثاء بلقاءات ثنائية جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بعدد من قادة الدول المشاركة وعلى رأسهم نظيره الصيني شي جين بينغ، فيما علقت مصادر إعلامية متابعة بأن الرئيس الروسي يريد من خلال انطلاق القمة من بلاده إرسال رسالة مفادها بأن ضغوط الغرب لا تجدي نفعاً، ولاسيما أن القمة تجمع عدداً كبيراً من الدول وقادة من تلك الدول التي انضمت حديثاً إلى المجموعة.
وفي إطار فعاليات القمة التي افتتحت رسمياً بعشاء ودي للمشاركين، اجتمع الرئيس الروسي، بنظيره الصيني، وقال بوتين خلال الاجتماع: «ننفذ بنجاح مشروعات مشتركة في مجالات الطاقة والصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والنقل والزراعة والعديد من المجالات الأخرى»، وأضاف: «يمكننا أن نؤكد بكل ثقة أنها (العلاقات مع الصين)، أصبحت نموذجاً لكيفية بناء العلاقات بين الدول في العالم الحديث، وأن تعاوننا متعدد الأوجه يتسم بالتساوي والمنفعة المتبادلة وأنه غير انتهازي على الإطلاق».
وأردف بوتين: «التعاون الروسي- الصيني في الشؤون العالمية أحد عوامل الاستقرار الرئيسية على الساحة العالمية، ونعتزم زيادة تعزيز التنسيق على جميع المنصات متعددة الأطراف من أجل ضمان الأمن العالمي والنظام العالمي العادل».
بدوره قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: «العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية وروسيا قطعت شوطاً كبيراً واكتسبت طابعاً غير مسبوق على مدى العقد الماضي»، وأكد أن العلاقات بين الصين وروسيا «ليست موجهة ضد دول ثالثة»، وتابع شي «في سياق التحولات التكتونية التي لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، يشهد الوضع الدولي اضطرابات خطيرة، لكن هذا لا يمكن أن يزعزع اقتناعي بمناعة الخيار الاستراتيجي للبلدين لمصلحة الدعم المتبادل الثابت، وثبات الصداقة العميقة الممتدة منذ قرون بين بلدينا، وثبات الشعور بالواجب كقوتين عظميين، وأردف الرئيس شي: «مجموعة بريكس عامل يسهم في تشكيل التعددية القطبية».
في السياق، عقد بوتين ورئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، أمس الثلاثاء، مباحثات في مدينة قازان الروسية، وأكد الرئيس الروسي أن موسكو تولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع دول القارة الإفريقية، وأضاف: إن كلا الدولتين تؤيدان إنشاء نظام عالمي عادل، مردفاً بالقول: «إن التجارة الثنائية نمت بنسبة 3 بالمئة في الأشهر الثمانية من هذا العام»، ووفقاً له، لا يزال أمام البلدين الكثير للقيام به.
بدوره، قال رامافوزا: إن «جنوب إفريقيا تعتبر روسيا حليفاً وصديقاً قيماً، وهذه الصداقة استمرت لفترة طويلة»، وأكد رامافوزا أنه يعتزم معالجة قضايا السياسة الداخلية في المباحثات، وأشار إلى أن قمة «بريكس» في قازان، ستنظر في قضايا السلام والأمن والتجارة. وعلّق قائلاً: في الواقع، أمامنا الكثير من العمل، لقد تمت دعوتنا إلى هذا الحدث، وفي القمة نفسها سنشارك أيضاً مع الدول الأخرى، وسننظر في القضايا ذات الأهمية الكبيرة من وجهة نظر جيوسياسية، أتحدث عن جميع الأحداث في العالم، وكذلك القضايا المتعلقة بالتجارة والسلام والأمن ودورة التجارة.
بموازاة ذلك، صرح الرئيس الروسي خلال محادثات مع رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي بأن قادة دول «بريكس» سيتخذون قرارات مهمة لتعزيز قدرات المجموعة خلال القمة المنعقدة في قازان الأسبوع الجاري، وأشار بوتين إلى أنه «يتعين على زعماء المجموعة عدداً من القرارات المهمة التي تهدف إلى مواصلة تحسين أنشطة (بريكس) وتعزيز التعاون متعدد الأوجه في إطارها».
بدوره، أكد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي رغبة العديد من الدول حول العالم بالانضمام إلى «بريكس»، وأعرب عن تطلعه إلى المناقشات في إطار الرابطة، وقال: إن «الزيارة الثانية لروسيا خلال الأشهر الثلاثة الماضية تدل على التنسيق الوثيق والصداقة القوية بين موسكو ونيودلهي».
وتنعقد قمة «بريكس» الـ16 في قازان تحت «تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين»، وتعد هذه القمة الأولى بعد انضمام 5 دولة جديدة لمجموعة «بريكس» في العام 2024، وتستمر القمة مدة ثلاثة أيام وتختتم غداً الخميس.
وتترأس روسيا مجموعة «بريكس» هذا العام وخلال هذه الفترة حددت موسكو 3 أولويات هي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول «بريكس»، وعن المواضيع الرئيسية لقمة «بريكس» قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف: إن قمة قازان ستبحث طرق تعزيز التعددية في العالم، ودمج الأعضاء الجدد، وحل النزاعات الإقليمية.
ومن المحاور التي ستبحثها القمة إنشاء منصة مدفوعات رقمية لمجموعة «بريكس» تعرف باسم «بريكس بريدج»، كما من المقرر أن تنظر القمة في مسألة قبول أعضاء جدد للمجموعة، إذ تسعى أكثر من 34 دولة إما للانضمام إلى «بريكس» أو التعاون في بعض الأشكال.
وفي اليوم الثالث والأخير من القمة من المقرر أن تتبنى الدول المشاركة إعلان قازان وهو وثيقة شاملة تلخص إنجازات المنتدى، بل وأيضاً إنجازات الرئاسة الروسية بالكامل، و«بريكس» هي مجموعة دولية تم إنشاؤها في العام 2006، في البداية كانت تضم روسيا والبرازيل والهند والصين، ومن ثم انضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة في العام 2011، ومع بداية العام 2024، انضمت 5 دول جديدة إلى المجموعة وهي: مصر والإمارات والسعودية وإيران وإثيوبيا.
ومع الزخم الذي تكتسبه «بريكس» هذا العام علقت هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، على انطلاق قمة المجموعة في قازان، واعتبرت أن الرئيس الروسى يريد إرسال رسالة مفادها أن ضغوط الغرب لا تجدي نفعاً، إذ يعتقد كريس ويفر، الشريك المؤسس لشركة الاستشارات ماكرو أدفايزوري أن «الرسالة الواضحة هي أن محاولات عزل روسيا فشلت».
صحيفة «إيكونوميست» نشرت مقالاً بعنوان: «خطة بوتين لهزيمة الدولار» تناول نظام الدفع الخاص بدول مجموعة «بريكس» وتأثيره على الهيمنة المالية للولايات المتحدة، وقالت الصحيفة: في قمة «بريكس»، يأمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منح الرابطة وزناً من خلال اقتراح إنشاء نظام مالي ونظام دفع عالمي جديد لتوجيه ضربة للهيمنة الأميركية على التسويات المالية العالمية وحماية روسيا وأصدقائها من العقوبات.