الخبر الرئيسي

المقاومة ردّت على وحشية الاحتلال بضربات دقيقة لمواقع حساسة في حيفا وتل أبيب … حزب الله: ما لا يُؤخذ بالنار لا يُعطى بالسياسة

| الوطن

بغارات وحشية رد العدو الإسرائيلي على صمود مقاومي الجنوب اللبناني، مستهدفاً كل ما طالت إليه صواريخه من أبنية سكنية ومستشفيات وبنى تحتية، وصولاً إلى طواقم الإسعاف والمؤسسات الخيرية، مرتكباً المجازر بحق المدنيين، الذين طالتهم نيران العدو في غير مكان من الضاحية الجنوبية إلى البقاع والهرمل والجنوب وصولاً لمنطقة الأوزاعي للمرة الأولى.

حزب اللـه واجه وحشية الاحتلال بضربات صاروخية دقيقة مستهدفاً مناطق حساسة في حيفا وتل أبيب، مواصلاً في الوقت نفسه تصديه البطولي لمحاولات التوغل في الجنوب والتي باءت جميعها بالخذلان حتى الآن.

وبنداء «لبيك يا نصر الله»، استهدف مقاتلو الحزب، في أولى عملياتهم، صباح أمس، «قبة نيريت» في ضواحي «تل أبيب»، بصواريخ نوعية، ليعود ويدك بعد وقت قصير قاعدتي ستيلا ماريس البحرية شمال غرب ‏حيفا، وغليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 في ‏ضواحي تل أبيب بصليات صاروخية نوعية أيضاً.

صافرات الإنذار دَوَّتْ في 63 منطقة، بينها حيفا وخليج حيفا وعكا وشرق تل أبيب، حسب قناة «الميادين» التي نقلت عن وسائل إعلام إسرائيلية تأكيدها سماع دوي انفجار كبير في مناطق واسعة في الوسط، مشيرةً إلى سقوط صاروخ جنوب «بيت أرييه» قرب مدينة رام اللـه الفلسطينية وسقوط صاروخ ثقيل في المنطقة الواقعة شمال قيسارية، حيث أُفيد عن نقل مصاب جراء سقوط الصاروخ، تزامناً مع دعوة سلطات الاحتلال عدداً كبيراً من مستوطني المستوطنات في الجليل الغربي إلى البقاء قرب الأماكن المحصّنة.

وفي السياق تحدثت الإذاعة الإسرائيلية، عن أضرار كبيرة في 20 منزلاً ومنشأة بكيبوتس معفان ميخائيل جنوب حيفا جراء قصف صاروخي من لبنان.

وفي وقت لاحق من مساء أمس، قصف مقاتلو الحزب شركة تاع للصناعات العسكرية في ضواحي تل أبيب بصواريخ نوعية، وذلك بعد أن هاجموا قوة مشاة إسرائيلية بين العديسة والطيبة بصاروخ موجّه وأصابوها إصابة مباشرة، واستهدفوا دبابة ميركافا في مسكاف عام بصاروخ موجّه أسفر عن احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وتجمعاً لجنود العدو في أطراف بلدة مركبة بصلية صاروخية، قبل أن يعودوا ويهاجموا مجدداً تجمعاً لهم في المكان نفسه بصلية صاروخية أيضاً.

في غضون ذلك، أعلن المتحدث في جيش الاحتلال مقتل ضابط إسرائيلي وإصابة 3 جنود بجروح خطيرة خلال القتال في شمال فلسطين المحتلة، وفق ما ذكر الإعلام الحربي.

وقبل ذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن مستشفى «زيف» في مدينة صفد، استقبل وحده ليل (الإثنين- الثلاثاء) 16 جندياً إسرائيلياً أصيبوا في معارك جنوب لبنان.

جاء ذلك، قبل أن تقر صحيفة «إسرائيل اليوم»، أن الطائرة من دون طيار التابعة لحزب اللـه التي ضربت منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في قيساريا السبت الماضي أصابت نافذة غرفة نوم نتنياهو بشكل دقيق.

من جهته أعلن مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب اللـه محمد عفيف مسؤولية الحزب «الكاملة والتامة والحصرية» عن عملية قيساريا، واستهداف منزل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، مؤكداً أن المقاومة اللبنانية استعادت قدراتها، وعملياتها في تصاعد مستمر، مشدداً على أن لا مفاوضات تحت النار وما لا يُؤخذ بالنار لا يُعطى بالسياسة.

وخلال مؤتمر صحفي في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال عفيف: نعلن عن «مسؤولية المقاومة الإسلامية الكاملة والتامة والحصرية عن عملية قيساريا، واستهداف منزل مجرم الحرب وزعيم الفاشية الصهيونية نتنياهو»، وأضاف من الضاحية الجنوبية لبيروت: إن «المقاومة بخير، ومنظومة الأمرة والسيطرة تعمل على أكفأ وجه، السيطرة بالأسلحة والمديات والأنواع والتنسيق المتزامن للعمليات، خطوط الدعم العسكري واللوجستي عادت إلى ما كانت عليه».

وتابع: يوجد من المقاتلين الأكفياء أعداد تفوق حاجة الجبهة وطبيعة المناورة القتالية في الميدان، والمعدل اليومي للعمليات الهجومية والدفاعية في تصاعد مستمر بما معدله خمس وعشرون عملية يومياً، ولكن نحن نعتبر قصف كريات شمونة على سبيل المثال بعشرات الصواريخ عملية واحدة في ميزان الحسابات الرقمية، وقصف تل أبيب وضواحيها بالمسيرات أو الصواريخ النوعية عملية واحدة في ميزان الحسابات الرقمية، لافتاً إلى أنه «لحق بالعدو خسائر جسيمة في الأرواح والدبابات، ولاسيما في المواجهات في رامية والقوزح وعيتا الشعب».

وأشار إلى أن المقاومة اللبنانية تستمر بقصف قواعد العدو العسكرية وثكناته ومعسكراته وتجمعات جنوده وهو يرد بقتل المدنيين، معلناً أن قصف الشمال والعمق الصهيوني «سوف يتواصل وتزداد قوته نوعاً وكمّاً مع الوقت».

ولفت مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب اللـه إلى أن «وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت يقول: إنه لا مفاوضات إلا تحت النار، هذا مفهوم، فهل أجريتم يوماً مفاوضات في غزة وفي سواها إلا تحت القتل والتدمير والمجازر؟ هل كنت تعتقد أننا سنضع أيدينا خلف رقابنا ونوقع لك وثيقة استسلام؟ هل كنت تعتقد أننا سنرفع الأعلام البيضاء المذلة؟ هل بلغ بك الخيال والجموح حداً أن تحلم بمستوطنات صهيونية على أرض الجنوب أو دويلة عميلة على غرار ما مضى من زمن؟ جوابنا لك أن النار بالنار والدم بالدم والحديد بالحديد».

يأتي ذلك في وقت أعادت فيه جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن التي قد تكون الأخيرة للمنطقة قبيل الانتخابات الأميركية المرتقبة، تحريك المسار الدبلوماسي، حيث زعمت الخارجية الأميركية في بيان لها أن بلينكن الذي يحط اليوم في السعودية طالب رئيس وزراء العدو خلال زيارته لتل ابيب، بإنهاء الصراع الحالي في المنطقة، لكنّ نتنياهو تمسّك بكل أهداف الحرب في غزة وكذلك في لبنان.

وأصدر مكتب نتنياهو بياناً أظهر تمسكه باستمرار الحرب، وجاء في البيان أنه التقى بلينكن في لقاء ودي ومثمر، وناقشا ما سماه التهديد الإيراني، كما أطلعه على ما يقوم به من عدوان على لبنان، و«ضرورة أن تؤدي إلى تغيير أمني وسياسي لإسرائيل بإعادة سكانها إلى منازلهم»!

في الأثناء أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إيران لا تريد الحرب في المنطقة، لكنها مستعدة لها، جاء ذلك في مؤتمر صحفي بعد محادثات مع نظيره الكويتي وولي العهد الكويتي في الكويت أمس الثلاثاء قال خلاله: إن دول المنطقة لديها القدرة على منع وقوع كارثة في المنطقة من خلال بذل الجهود المشتركة.

يأتي ذلك في وقت واصل فيه الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ382، عبر شن مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي، وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 7 مجازر في قطاع غزة وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 115 شهيداً و487 جريحاً، مشيرة إلى أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ382 على القطاع ارتفع إلى 42718 شهيداً و100282 جريحاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن