الأدب وسموّ مقامه
| منال محمد يوسف
إنه الأدب وبحره العظيم، وما يُشكله من مُتسع الأفق الممتد إليه، إلى بدء تكوينه، وكيف لا نعشق الاقتراب من بحره التكويني الجماليّ؟ من أفقية بوحه الكلّامي والأخلاقي؟ وحدود أمر جماله، وفعل انتمائه؟
وهو الذي يمتثل سلوى للعارفين، الواقفين على ضفتيه، عند أحرفه، وعلامات تتبعه، ولا تستغرب جماليات شهده، التي تُسكب كشلالٍ من الضوء الحالم.
وكيف لنا ألا نعشق ماهية الضّوء، وفلسفات أمره؟
ونكتبه على شكل شعرٍ ورواياتٍ قد تبوحُ بأسرار أبطالها وترفد محبرة الأدب بشكلٍ أو بآخر وتُجبرنا على التحادث بلغةٍ قد تنسابُ منها عذوبة الأدب الجميل، وقد تمتثل كقناديل المعرفة المثلى، وتُكتبُ على شكل نثريات من أدبٍ ننثر بها على حافة الوقت أو على حافة نهرٍ من الكلّمات، الذي لا نزالُ نرحلُ منه وإليه، نريدُ أن نعبر ضفتيه، ونصنع نصوصاً، تُضاف إلى ما نريد أن نكتبه في الأدب.
ويبقى السؤال:
كيف نقضي جُلّ الوقت، ونحن نصنع قوارب أدبية نُبحر بها وتليقُ بما نريد أن نقول ونكتب بما يُمكننا من صنع شيءٍ أدبي يجدر التحدث به ولا يزال الأدب يشغلُ بالنا؟ هكذا نتمنى أن نكون أسماكاً ذهبية اللّون في نهره الفضّي، نغتسل ببقايا العطر، الوافد إلينا من أزمنة الأدب القديم، وبهذا الشكل يمكن أن يُضاف إلى «ذاكرة الأدب الإنسانية» وسموّ مكانته ونُبل ما يمكن أن ترجع إليه الذاكرة الإنسانية، وتتحدث عنه، وكأنه يُمثّل شيئاً من فلسفات النور، ومن قبس الوجودية الأولى، وجودية الإنسان وقصتها الموجودة على شطّ الأدب العظيم.
وبما يُليقُ أن نكتبه ونُلقي به على شطّ التوهج الجماليّ، التوهّج المصحوب بألق المعرفة عندما تُكتسب، ويراد التطيّب بشيءٍ من عطر أدبه السامي، الذي لا يزالُ يحادث تيارات الأدب، تيارات الإرسال والتلقي القادم إلينا، القادم إلينا عبر بروقٍ ثقافية ومعرفية، وقد تظهر معرفية النهج الذي يزدادُ اتساعاً، كلّما رسمنا لوحات تعبيرية من الأدب الصريح، والأدب الموجز والتفنّن به. ، التفنن بماهية قولبته، قولبة فنّه المُتسع أدباً، وجماليات وافرة الجودة، الجودة الأدبيّة التي ترتجى، وتظهر وكأنّها في الهرم الأعلى، هرم الشيء المُبتدع حقاً، المُبتدع باتجاهات كثيرة، يبدو ألقها، وكأنه الأدب وبحره الجماليّ، وشموس من معرفته، من فلسفته، هذه الشموس تحتاج إلى أن تشرق من ذواتنا أولاً، من لحظة الإشراق الحقيقي، ولحظة التحقيق الفعلي، تلك اللحظة، كيف نقتنص ماهية تحقيقها، ماهية الجُمل، التي تُضاف إليها، ليس بمحض الصدفة فحسب؛ بل بمحض التناص الإبداعيّ الذي نُريد، ولا نُريد عنه سواه، نريدُ أن تظهر ملامح الحجج الأدبيّة وتظهر وكأنّها تُمثّل ذاك النهر الفضّي الملامح، الفضّي الإبداعات، الذي نريده، نريدُ الاستسقاء من نهره الوجداني والأدبيّ.
نريدُ الكتابة بأقلام الأدب وجماله العظيم.