عدم توفر المازوت يفسد التعليم في ريف حماة … عود تأمين نقل المعلمات إلى المدارس خلابية.. ومدير التربية لـ«الوطن»: المشكلة حلت جزئياً!
| حماة- محمد أحمد خبازي
للعام الثالث على التوالي، ومشكلة تردي الواقع التعليمي في ريف سلمية الشمالي، تتفاقم نتيجة عدم تمكن الكوادر التعليمية من داخل الملاك التربوي وخارجه، من الدوام في مدارس تلك المنطقة لعدم تأمين المازوت للسرافيس التي تنقلهم إلى المدارس في العديد من القرى التي تضم رياض أطفال «استعدوا للمدرسة» التحضيرية للصف الأول، ومدارس حلقة أولى وثانية وثانوية.
وبيَّنت فعاليات أهلية من المنطقة لـ«الوطن»، أن هذه المشكلة تتجدد كل سنة في بداية العام الدراسي، وأن الجهات المعنية والمسؤولة عجزت عن حلها بشكل جذري رغم الوعود والتصريحات التي تطلقها على مدار الساعة وفي بعض مواقع التواصل الاجتماعي، موضحين أنه مضى نحو شهر ونصف الشهر من العام الدراسي، ولم يتعلم أبناؤهم شيئاً في مدارس تلك المنطقة التي لم يصلها المعلمون أو المعلمات إلا فيما ندر!.
ولفتوا إلى أن هذه المشكلة عرضت على كل المسؤولين في المنطقة، الذين وعدوا بحلها من خلال تأمين المازوت الكافي للسرافيس التي تنقل المعلمات من سلمية إلى المدارس، ولكن كل الوعود كانت خلبية، وكل التصريحات ذهبت أدراج الرياح، ولا يداوم في تلك المدارس إلا الكوادر التعليمية من أبناء بعض القرى ذاتها، وبعض المعلمات اللواتي ينقلهن أزواجهن أو أبناؤهن أو أشقاؤهن على متن دراجات نارية إن استطاعوا شراء بنزين لها.
وقال عدد من الأهالي: ونحن نعذر المعلمات فرواتبهن لا تكفي أجور السرافيس التي يطلب أصحابها أجرة مضاعفة لكونهم يشترون المازوت من السوق السوداء، مؤكدين أن المجمع التربوي والإداري بسلمية يعرف هذه المشكلة المزمنة المتراكمة منذ سنوات، ولكن لم يعالجها ويكتفي برفع الكتب فقط.
ومن جانبه، رفض مدير المجمع فادي رشود الإجابة عن أسئلة «الوطن» حول هذه المشكلة، بحجة أنه غير مخول بالتصريح للصحافة، رغم أن المجمع هو المعني الأول والأخير بها لكونه الأدرى بمعاناة المعلمات، وبتردي الواقع التعليمي في المنطقة!
ومن جانبه، أكد مصدر في الأمانة العامة للمحافظة لـ«الوطن» أنه بتاريخ 9 الشهر الجاري رفعت المحافظة كتاباً برقم 5047 /4 إلى الشركة السورية لتخزين وتوزيع المواد البترولية، تطلب فيه إضافة كمية المحروقات لنحو 9 سرافيس مكلفة بنقل المعلمات من سلمية إلى ريفها حسب المسافة والمعايرة، بسبب عدم وجود خط سير لها لهذه المنطقة.
وبين الكتاب أن السرافيس تعمل على الخطوط المسندة لها من سلمية إلى تل ديبة، وطيبة التركي والفانات ودويبة والتينة ورسم الأحمر والعيور وجروح وأبو الغر وأبو حبيلات، وأن المسافات المحددة مابين 90 إلى 130 كم، وأن كمية المازوت المطلوبة لكل سرفيس باليوم مابين 15 و23 ليتراً فقط.
ومن جانبه، بيَّن مدير التربية المكلف إبراهيم المحمد لـ«الوطن»، أن المشكلة حلت بشكل جزئي، فبعض أصحاب السرافيس قبل بكمية المازوت التي خصصتها شركة المحروقات لهم، وبعضهم لم يقبل، موضحاً أن التربية تعمل على حل المشكلة بمساعدة المجتمع المحلي.