السيسي: النظام الدولي عاجز عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم … بزشكيان: للاستفادة من قدرات «بريكس» لإعادة الحق الفلسطيني
| وكالات
دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أعضاء مجموعة «بريكس» إلى الاستفادة من قدراتها لتغيير مسار الأوضاع وإعادة الحق الشرعي للشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن حقبة أحادية القطب تتجه إلى نهايتها، وأن المجموعة في إطار نموذج التعددية، تعد مثالاً رائداً ونموذجاً ناجحاً للتعاون المتطور في قلب جنوب العالم الذي اجتذب مجموعة واسعة من الدول الناشئة.
وفي كلمة له أمام قمة «بريكس» المنعقدة في مدينة قازان الروسية، نقلتها وكالة «إرنا»، قال بزشكيان: «إن عقد قمة استثنائية لقادة بريكس تتمحور حول قضية غزة وكذلك عقد اجتماعات أخرى على مستوى نواب وزراء الخارجية، في ظل تسارع التطورات العالمية وتهديد السلام والأمن الإنساني في منطقة غرب آسيا، هي بمنزلة أمثلة على التعاون في هذه الفترة وقد حققت نتائج جيدة»، وقال: «أرجو للأعضاء الاستفادة من قدراتها الفردية والجماعية من أجل تغيير مسار الأوضاع وإعادتها لمجراها الصحيح وإعادة الحق الشرعي للشعب الفلسطيني».
وجدد بزشكيان دعوة بلاده لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الكيان الصهيوني من المناطق المحتلة، وتقديم الإغاثة الفورية لأهل قطاع غزة والنازحين في لبنان، مشيراً إلى أن نهج الدول الغربية في حل الصراعات العالمية لا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع ولا يسهم في نموها، إضافة إلى أن الولايات المتحدة عملت على تأجيج النزاعات والأزمات خلال السنوات الماضية، معرباً عن أمله بأن توفر «بريكس» فرصة للدول والأسواق الناشئة، ومكافحة هيمنة الدولار، مبيناً أن إنشاء المنصة الرقمية لبريكس، سيسهل تأمين التجارة الدولية بين هذه الدول والتقليل من الاعتماد على السيطرة التجارية الغربية الراهنة.
بدوره، شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على أن النظام الدولي عاجز عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم، فضلاً عن حالة الاستقطاب والانتقائية، التي أضحى النظام الدولي يتسم بها، لافتاً إلى أهمية تعزيز النظام الدولي متعدد الأطراف، وفي قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار والتنمية، والضمانة القوية لحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وقال السيسي في كلمة له خلال قمة «بريكس»: «إن توسيع عضوية تجمع بريكس مطلع العام الجاري، يعكس نية دول التجمع لتعزيز التعاون متعدد الأطراف، وإعلاء صوت ومصالح الدول النامية، في مختلف المحافل الدولية والإقليمية، ومن هذا المنطلق تؤكد مصر دعمها لتعزيز التشاور والتنسيق، بين دول تجمع البريكس، وتكثيف التعاون لمواجهة التحديات الدولية المشتركة»، مشيراً إلى أن بلاده تولي أولوية كبرى لاتخاذ خطوات ملموسة، تضمن اضطلاع المجتمع الدولي بدوره في توفير التمويل الميسر لتحقيق التنمية في الدول النامية، عبر استحداث آليات مبتكرة وفاعلة لتمويل التنمية، وآليات شاملة لضمان الإدارة المستدامة لديون الدول النامية، كما جدد التزام مصر بمبادئ ومحاور عمل تجمع «البريكس»، وحرصها على تعزيز التعاون بين دوله بما يسهم في تعظيم دوره في إرساء الأمن والاستقرار، وزيادة النمو الاقتصادي العالمي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه، كتب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة محمد بن زايد آل ـنهيان، الذي يشارك في قمة «بريكس»، في حسابه على موقع «إكس»: «تدعم دولة الإمارات التعاون الدولي المتعدد الأطراف الذي يخدم التنمية والسلام على الصعيدين الإقليمي والدولي، ويسهم في المكافحة المشتركة للتحديات العالمية المشتركة، وتتعاون دولتنا من خلال عضويتها في المجموعة مع الدول المشاركة الأخرى لتحقيق هذه الأهداف لمصلحة الجميع».
بالتوازي، وفي كلمة له خلال قمة «بريكس»، قال وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والتجارية في الخارجية الإماراتية أحمد الصايغ: «إن هذا الاجتماع هو لرسم خريطة طريق لمستقبل اقتصادي أكثر إشراقاً»، مشدداً على أن الإعلان المشترك الذي سيصدر عن قمة «بريكس» سيكون خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون بين دول المجموعة، إضافة إلى وضعه إطار عمل مشترك لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق الأهداف المشتركة.
وأوضح الصايغ أن «النمو الاقتصادي لم يعد مرتبطاً بالموارد التقليدية فقط، بل يعتمد على قدراتنا على الابتكار وتبني التقنيات الجديدة وإعادة التفكير بكيفية استغلال الفرص المتاحة»، مشيراً إلى أن «الاقتصاد الأخضر» يمثل اليوم أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وقال: «هو جزء من رؤيتنا لتحقيق مستقبل مستدام يراعي الاحتياجات البيئية والاقتصادية للأجيال القادمة».