شي أكد على إلى بناء المجموعة للحفاظ على الأمن المشترك.. وبوتين: تتمتع بإمكانات هائلة … إعلان «بريكس»: الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها ووقف إطلاق النار في غزة
| الوطن - وكالات
بينما أكد إعلان قمة دول «بريكس» الصادر في قازان الروسية أمس الالتزام باحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، وإدانة الاعتداءات الإسرائيلية عليها، طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اقتراحين على طاولة قادة المجموعة لتأسيس بورصة حبوب وإطلاق منصة استثمارية جديدة للمجموعة، التي تضم 10 دول، على حين دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ الدول الأعضاء إلى التوافق مع الاتجاه العام المتمثل في ارتقاء الجنوب العالمي والاستجابة بنشاط لطلبات الدول بشأن الانضمام إلى آلية تعاون «بريكس».
وصدر بيان المجموعة الذي حمل اسم «إعلان قازان» لقمتها الـ16 الذي تضمن الموقف الموحد للدول المجتمعة حول أهم النقاط بشأن الوضع في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الالتزام باحترام غير المشروط لسيادة سورية وحماية سلامة أراضيها، وإدانة جماعية للهجمات الإسرائيلية عليها، كما أدانت دول «بريكس» في بيانها استهداف إسرائيل للمباني الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، معتبرة تفجيرات أجهزة البيجر في لبنان التي نفذتها إسرائيل خرقاً للتشريعات الدولية، حسب وسائل إعلام روسية.
ودعت دول «بريكس» إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن جميع الرهائن من دون شروط مسبقة، كذلك أدانت الهجمات الإسرائيلية على المواقع المدنية والإنسانية والبنية التحتية في فلسطين، وأعربت عن قلقها إزاء الصراعات في مناطق مختلفة من العالم، والتزامها بتسويتها السلمية والقضاء على أسبابها الجذرية، ودعمها انضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة ضمن خطوط 1967، كما أعلنت دول المجموعة إدانتها الهجمات على موظفي الأمم المتحدة وتهديد أمنهم، مطالبة إسرائيل بالوقف الفوري لمثل تلك الأعمال، ودعت أيضاً إلى الإسراع بتنفيذ القرارات المتعلقة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط.
وقبل ذلك أعلن الرئيس الروسي في اجتماع وصف بالضيق مع قادة مجموعة «بريكس» خلال فعاليات القمة، وجود تغييرات جذرية في عالم متعدد الأقطاب، وأكد أن بلاده تسعى إلى تعزيز مكانة المجموعة في العالم، والتركيز على حل المشكلات العالمية والمحلية، وشدد على أن دول بريكس «تتمتع بإمكانات اقتصادية وعلمية وديموغرافية وسياسية هائلة».
ولفت إلى أن روسيا تسعى إلى تعزيز مكانة «بريكس» في العالم، والتركيز على حل المشكلات العالمية والمحلية، مضيفاً إن دول المجموعة «تظهر مسؤولية في تعاطيها حول الأوضاع العالمية بالأفعال وليس بالأقوال»، كما شدد الرئيس الروسي على أن «حصة دول بريكس في الاقتصاد العالمي بنهاية العام الحالي ستمثّل 36.7 بالمئة أي ما يفوق حصة دول مجموعة السبع»، مضيفاً إن «دول بريكس أصبحت أقوى مجموعة اقتصادية في العالم».
وعن توسّع «بريكس»، قال بوتين: «بالطبع، سيكون من الخطأ تجاهل الاهتمام غير المسبوق لدول الجنوب والشرق العالمي بتعزيز الاتصالات مع دول المجموعة، حيث أعربت أكثر من 30 دولة بالفعل عن هذه الرغبة بشكل أو بآخر»، لكن في الوقت نفسه، «من الضروري الحفاظ على التوازن ومنع انخفاض فعّالية بريكس»، واقترح الرئيس الروسي خلال الاجتماع، تشكيل قائمة بالدول الشريكة لمجموعة «بريكس» وتثبيت ذلك في الإعلان الختامي لقمة قازان.
بدوره، دعا الرئيس الصيني، شي جين بينغ، في كلمة خلال افتتاح القمة، تلقت «الوطن» نسخة منها عبر السفارة الصينية بدمشق، الدول الأعضاء بمجموعة «بريكس» إلى التوافق مع الاتجاه العام المتمثل في ارتقاء الجنوب العالمي والاستجابة بنشاط لطلبات الدول بشأن الانضمام إلى آلية تعاون «بريكس»، وقال: يعد توسيع العضوية معلماً مهماً في مسيرة تطور «بريكس»، وحدثاً مفصلياً في ظل تغيرات الأوضاع الدولية، قررنا في هذه القمة دعوة العديد من البلدان لتصبح شريكة لبريكس، وذلك يعد تقدماً مهماً وجديداً لعملية تطور المجموعة.
وأضاف: «يقول الصينيون دائماً «الرجل الشريف يعتبر الحق من مصلحته»، إن ما يجمع دول بريكس هو مساعيها المشتركة المتماشية مع زخم العالم للسلام والتنمية، علينا أن نستفيد من هذه القمة للحفاظ على زخم تطور بريكس، وتخطيط القضايا ذات الطابع الإستراتيجي والمتعلقة بالوضع العام والاتجاه على نحو جيد، والتقدم بشجاعة إلى الأمام بروح الفريق الواحد، بما يدفع دول «بريكس» مجتمعةً للانطلاق من جديد»، ولفت الرئيس شي إلى أن العالم دخل في مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول ويواجه خيارين وهما إما ترك العالم في حالة الاضطراب وإما إعادته إلى الطريق المستقيم من السلام والتنمية، معتبراً أنه كلما زادت شدة الرياح والأمواج، زادت ضرورة الوقوف في الصف الأول لبناء مجموعة بريكس كي تصبح القناة الرئيسية لتعزيز التضامن والتعاون بين دول «الجنوب العالمي» والقوة الرائدة للدفع بإصلاح الحوكمة العالمية، وذلك التزاماً بعزيمة لا تتزعزع والجرأة على الريادة والحكمة لمعرفة التغيرات والتكيف معها.
وتابع: «علينا أن نبني مجموعة بريكس المسالمة التي تحافظ على الأمن المشترك»، واعتبر أنه لا يمكن شق طريق نحو الأمن العالمي إلا من خلال تطبيق مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية اعتبر الرئيس شي أنه ينبغي الالتزام بالمبادئ الثلاثة المتمثلة في «عدم توسيع ساحة المعركة وعدم تصعيد القتال وعدم صب الزيت على النار من أي طرف ثالث»، والدفع بتهدئة الأوضاع في أسرع وقت ممكن.
ولفت إلى أنه في ظل التدهور المستمر للظروف الإنسانية في قطاع غزة، اشتعلت نيران الحرب في لبنان من جديد، إضافة إلى التصعيد المتواصل للصراعات بين الأطراف المعنية. وقال يتعين علينا الدفع بوقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن، ومنع القتال، وبذل جهود دؤوب لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.
الرئيس الصيني أشار في كلمته إلى أن ميزان القوى الدولية يشهد تحولات عميقة، وأن عملية إصلاح نظام الحوكمة العالمية تأخرت، ورأى أنه علينا تطبيق تعددية الأطراف الحقيقية والتمسك بمفهوم الحوكمة العالمية المتسمة بالتشاور والتعاون والمنفعة للجميع، وقيادة إصلاح الحوكمة العالمية بمفهوم الإنصاف والعدالة والانفتاح والشمول، ومواكبة الزخم العام لصعود «الجنوب العالمي» والتجاوب بشكل إيجابي مع نداءات الدول للانضمام إلى «بريكس»، والدفع بعملية توسيع عضويتها ووضع البلدان الشريكة لها، بما يرفع تمثيل الدول النامية وصوتها في الحوكمة العالمية.
وأضاف: «في ظل الظروف الراهنة، يبرز إلحاح إصلاح الهيكل المالي الدولي، يتعين على دول بريكس أن تلعب دوراً ريادياً، وتعمق التعاون المالي، وتدفع بالترابط والتواصل للبنية التحتية المالية، وتحافظ على الأمن المالي العالي المستوى، وتطور وتقوي بنك التنمية الجديد، بما يدفع النظام المالي الدولي ليعكس تغيرات المعادلة الاقتصادية العالمية بشكل أفضل».
وتشارك في القمة نحو 40 دولة، منها 22 على مستوى الرؤساء، وقيادات 6 منظمات دولية، ومن المقرر أن تلخص القمة الـ16 لدول «بريكس» نتائج رئاسة روسيا للمجموعة، التي تضمّ 10 دول، 3 منها عربية، وتعد هذه القمة الأولى بعد انضمام 5 دولة جديدة لمجموعة «بريكس» في العام 2024، وتترّأس روسيا مجموعة «بريكس» هذا العام وخلال هذه الفترة حددت موسكو 3 أولويات وهي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظّمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول «بريكس».