غارات إسرائيلية وحشية على الضاحية والبقاع والجنوب واستهداف لقناة «الميادين» … قصفت ضواحي تل أبيب وحيفا.. المقاومة: العدو لم يسيطر على أي قرية
| الوطن
بضربات صاروخية نوعية وتصد بطولي لجميع محاولات التسلل البري، واجهت المقاومة اللبنانية أمس الوحشية الإسرائيلية التي طالت جرائمها كل البنى التحتية من مبانٍ ومحال تجارية ومستشفيات في بيروت والبقاع والجنوب، وامتدت يد التدمير صوب الأوزاعي وحارة حريك والجناح ومكاتب قناة «الميادين».
المقاومة التي نعت القائد هاشم صفي الدين والذي ارتحل مع خيرة من المقاومين، أكدت أن التضحيات التي تقدمها لن تكسر إرادتها، وزفت رئيس مجلسها التنفيذي، قائداً كبيراً وشهيداً عظيماً على طريق القدس، بعدما ارتحل في غارة إسرائيلية شنّها الاحتلال في عدوانه على لبنان.
وقالت في بيان لها: إن الشهيد التحق بشهداء طريق القدس بعدما «قدّم حياته في خدمة حزب الله والمقاومة الإسلامية ومجتمعها»، وبعدما أدار على مدى أعوام طويلة، بمسؤولية واقتدار، المجلس التنفيذي ومؤسساته المختلفة ووحداته العاملة في مختلف المجالات وكل ما له صلة بعمل المقاومة.
وعاهد حزب الله القادة الشهداء الذين سبقوا السيد صفي الدين، جدّد عهده للشهيد الكبير بـمواصلة طريق المقاومة والجهاد، حتى تحقيق أهدافها في الحرية والانتصار.
المقاومة ردت على العدو في إطار عملية التصعيد التي أعلنتها بصلية صاروخية نوعية على قاعدة «غليلوت» التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية «8200» في ضواحي تل أبيب.
وفي عمق الشمال المحتل، قصفت المقاومة قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية، كما قصفت مستوطنة نهاريا ومسكفعام، وعرض الإعلام الحربي مشاهد من عملية إسقاط المقاومة الإسلامية طائرة مسيّرة تابعة لجيش العدو الإسرائيلي من نوع «هرمز 450 – زيك» في الأجواء اللبنانية.
مقاومو حزب اللـه خاضوا مواجهات بطولية، وتصدوا لمحاولات قوات الاحتلال التوغل برياً في قرى الجنوب واستهدفوا بصليات صاروخية تجمعات لجنود العدو بين بلدتي عديسة ورب ثلاثين، وعند مثلث مسكفعام – رب ثلاثين – مركبا، وعند أطراف بلدات العديسة ورب الثلاثين والطيبة، وعند مثلث رب ثلاثين – عديسة – مركبا، وبين بلدتي العديسة ورب ثلاثين، وعند أطراف بلدتي حولة ورامية.
وفي السياق، تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي انفجارات في منطقة خليج حيفا حسبما ذكر موقع «النشرة» الإلكتروني الذي نقل عما تسمى «الجبهة الداخلية الإسرائيلية» تأكيدها إطلاق صافرات الإنذار في مدينة عكا المحتلة وخليج حيفا وبلدات أخرى.
وأضاف الموقع نقلاً عن «الإطفاء الإسرائيلي»: إن «4 طواقم تعمل على إخماد حريق اندلع بمطبعة في مدينة عكا إثر إطلاق صواريخ من لبنان»، وذلك بعد أن تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، عن «حريق في منشأة بالمنطقة الصناعية في عكا بعد إصابتها بصاروخ أطلق من لبنان».
غرفة عمليات المقاومة أصدرت بياناً عن ملخص عمليات الحزب خلال فترة العدوان، وكشفت أن حصيلة خسائر العدو بلغت ما يزيد على 70 قتيلاً وأكثر من 600 جريح وتدمير 28 دبابة ميركافا و4 جرّافات عسكرية وآلية مُدرعة وناقلة جند وإسقاط 3 مسيّرات من طراز «هرمز 450» وواحدة من طراز «هرمز 900»، وأكدت في بيانها أن العدو لم يتمكن من السيطرة بشكل كامل على أي قرية عند الحافّة الأمامية.
على صعيد موازٍ، أعلنت قناة «الميادين» استهداف مكتبها في بيروت من قبل العدو الإسرائيلي وأشارت إلى أنها كانت قد أخلت المكاتب قبل الاستهداف محملة في بيان لها الاحتلال مسؤولية العدوان على مكتب صحفي معروف لقناة إعلامية معروفة.
وفي قطاع غزة وخاصة في شماله الذي لا يزال محاصراً لليوم الـ19 في ظل القصف الجوي والمدفعي المكثف عليه، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية واستهداف كل ما يتحرك، إضافة إلى التهجير القسري ونسف المنازل ومراكز الإيواء والمدارس، وسط نفاد الأكفان والمستلزمات الطبية من المستشفيات كافة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أمس أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 6 مجازر في قطاع غزة، راح ضحيتها 74 شهيداً و130 جريحاً، مشيرة إلى أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ383 على القطاع ارتفع إلى 42792 شهيداً و100412 جريحاً، في حين ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
على المقلب السياسي، ناقش ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، أمس، وقف العمليات العسكرية في غزة ولبنان، و«التعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية». وناقش اللقاء حسب بيان الخارجية السعودية «مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في غزة ولبنان، والجهود المبذولة لوقف العمليات العسكرية والتعامل مع تداعياتها الأمنية والإنسانية»، إضافة إلى «العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المشترك».
وقبل أن يصعد بلينكن إلى الطائرة في طريقه إلى الرياض، قال بلينكن للصحفيين في جولته الأخيرة للمنطقة: «رغم كل ما حدث، لا تزال هناك فرصة عظيمة في هذه المنطقة للتحرك في اتجاه مختلف تماماً»، وأضاف: «الوقت قد حان لإنهاء الحرب في غزة وهناك فرصة سانحة لإنهاء الحرب».
على صعيد مواز، وبينما رحبت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بالفقرة الصادرة حول لبنان في بيان الاجتماع الوزاري للدول الصناعية السبع، ولاسيما لجهة الدعوة لوقف فوري للأعمال العدائية، والتمسك بالحل الدبلوماسي، وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، حذرت ألمانيا من أن لبنان على شفير الانهيار.
واستقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، وزيرة خارجية ألمانيا آنالينا بيربوك، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمستجدات السياسية والميدانية على ضوء تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان.
الوزيرة الألمانية اعتبرت أن أي «اعتداء متعمد على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يشكل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني».
وأكدت بيربوك «أن الالتزام بحماية قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة يسري على جميع أطراف النزاع»، وأضافت: «إن جنود «يونيفيل» يحظون بدعمنا الكامل. إنهم ضروريون لإيجاد حل سياسي للنزاع».