المظاهر الخادعة
| محمود قرقورا
عندما أحرز منتخب سورية الناشئ بطولة غرب آسيا يوم الحادي عشر من أيلول الفائت على حساب منتخب السعودية عشنا فرحة كروية مطلوبة بعد خيبة المنتخب الأول خلال التصفيات الآسيوية المونديالية التي خرج منها غير مأسوف عليه، وتلك اللحظة انتهى معها شهر عسل المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر في ربوع كرتنا، وليستقر بنا المقام مع مدرب عالمي آخر هو الإسباني خوسيه لانا الذي قاد نسور قاسيون في أربع مباريات ودية عنوانها التعارف.
وبالعودة إلى المنتخب الناشئ فإن تتويجه بلقب غرب آسيا ينتمي إلى المظاهر الخادعة مع أن نتائجه وأداءه يوحيان ببذور يانعة يمكن العمل عليها، ونقول خادعة لأن الفوارق كانت شبه معدومة بيننا وبين المنتخبات التي التقيناها فلسطين والبحرين والأردن والسعودية، حيث لم تكن هناك فوارق في الأداء والنتائج وابتسمت لنا ركلات الترجيح مرتين.
رفع معنويات الكادر الفني واللاعبين كان ضرورياً.. وتأمين معسكر تحضيري لائق كان أمراً جوهرياً.. وكل ذلك لحظته القيادة الرياضية من خلال حفل تكريم لائق، وتمت المتابعة من الاتحاد المعني ضمن الإمكانيات المتاحة على أقل أن يكون المنتخب حاضراً من جميع الجوانب في التصفيات الآسيوية.
بيت القصيد أن منتخبنا لم يكن على ما يرام عند الامتحان الأهم، ولم يستثمر الفوز المبين على منتخب الأردن في مستهل مشوار التصفيات فخسر أمام نظيره الكوري الديمقراطي بهدف لاثنين وكان ممكناً مضاعفة النتيجة لو وُفق الخصم.
وأمام إيران تبدد الأمل بخسارة جديدة انتهت معها الحكاية المشوقة ولكن هل انتهى كل شيء؟
بالتأكيد لا، فالخروج ليس نهاية المطاف والمثابرة على دوريات الفئات العمرية من الناشئين وحتى الأولمبي ضرورة ملحة، وكم نتمنى أن يترافق ذلك مع دوري الرجال كي يعيش اللاعبون الأجواء الجماهيرية الصاخبة.
مرة جديدة نقتنع بها أننا بعيدون عن مواكبة الآخرين ولنا في منتخب كوريا الشمالية مثال حي على العمل الجاد وكيفية البناء من نقطة الصفر.
ولكن ما هو مهم أن العناصر البارزة في تشكيل المدرب المجتهد فراس معسعس يجب متابعتها والعمل على تطورها لأنها بالفعل مفعمة بالموهبة القادرة على الصقل.. فهل نحن فاعلون؟