رياضة

منتخبنا الكروي الصغير ودّع التصفيات ويواجه اليوم هونغ كونغ … المارد الكوري فاجأ الجميع وقلب الموازين وتأهل بقوة

| ناصر النجار

يودع منتخبنا الوطني للناشئين بكرة القدم التصفيات الآسيوية بمباراة رابعة وأخيرة يواجه فيها منتخب هونغ كونغ في تمام التاسعة من مساء اليوم على ملعب الأمير محمد في مدينة الزرقاء الأردنية، المباراة يعتبر الفوز فيها لمنتخبنا معنوياً، ولن يكون في نتيجتها أي تأثير في التصفيات من ناحية التأهل للنهائيات، ويلعب قبل مباراتنا في تمام الساعة الخامسة منتخبا الأردن وإيران.

وحسب المعطيات الأولية قبل أن تنتهي مباريات بقية المجموعات العشر فإن المنتخب الكوري الشمالي تأهل إلى النهائيات بصفته متصدر المجموعة بالعلامة الكاملة، وحظوظ تأهل أي منتخب من مجموعتنا من بوابة أفضل خمسة منتخبات للنهائيات غير وارد وهو أمر صعب قياساً إلى النتائج المحققة حتى الآن.

المنتخب الكوري الشمالي أنهى مبارياته وطار سعيداً إلى بلاده يحمل ورقة الترشح إلى النهائيات، وفي الواقع فقد فاجأ المنتخب الكوري جميع المشاركين بالمستوى الذي قدمه، وكأنه قادم من كوكب آخر، وهو بمستواه الذي ظهر به يضاهي أقوى المنتخبات الآسيوية والعالمية، ووجدنا بقية المنتخبات تقف عاجزة عن توقيف الطوربيد الكوري الذي التهم الفرق بيسر وسهولة وراحة، ولعل منتخبنا أكثر المنتخبات التي عذبته ففاز عليه بشق الأنفس بهدفين مقابل هدف واحد رغم أنه امتلك المباراة من الباب إلى المحراب، وفي النتائج حقق الفوز على منتخب هونغ كونغ 8/2 وعلى منتخب إيران 4/1 وعلى منتخب الأردن 3/صفر.

الأردن أيضاً فاجأ العالم بمستواه المتواضع وهو صاحب الأرض والجمهور وكانت بلاده تعول عليه الكثير ليصل إلى النهائيات، وعلى ما يبدو أن الخسارة الافتتاحية أمام منتخبنا بهدف لثلاثة أحبطت المنتخب الأردني وكادره لأنهم شعروا أن التصفيات ضاعت منهم من المباراة الأولى، المفاجأة الأكبر كانت بخسارتهم أمام هونغ كونغ بهدف لهدفين ثم خسروا أمام كوريا الشمالية بثلاثية نظيفة، وباتوا آخر المجموعة ومباراتهم مع إيران لن تقدم ولن تؤخر في شيء فلو فازوا سيبقون آخر المجموعة لأن هونغ كونغ سيتقدم عليهم بفضل الفوز عليهم في اللقاء الذي جمعهما سوية حسب نظام البطولة.

المنتخب الإيراني سيعيش على بصيص أمل ضعيف، لذلك لا بد من الفوز على الأردن ليرفع رصيده النقطي إلى تسع نقاط ويحتل المركز الثاني، لكن هناك مشكلة ستواجهه إذا تم حذف نتائج من احتل المركزين الرابع والخامس في المجموعة فلن يبقى لديه إلا ثلاث نقاط، فبعد انسحاب فلسطين ولبنان من إحدى المجموعات كما وصل إلينا فإن بعض المجموعات صار عدد فرقها ثلاثة وبالتالي حتى تتساوى المجموعات في حساب أفضل خمسة منتخبات جاءت في المركز الثاني سيتم حذف نتائج ونقاط المنتخبات التي جاءت في المركزين الرابع والخامس.

منتخب هونغ كونغ كان ضيف شرف البطولة قبل أن تبدأ ويكفيه فخراً أن حقق فوزاً كبيراً ربما هو الأول على أحد المنتخبات العربية، ففاز على الأردن بهدفين لهدف، وخسر قبلها أمام كوريا الشمالية 2/8 وأمام إيران 1/7، ولا ندري ما هو فاعل أمام منتخبنا، فهل سيكرر مفاجأته، أم إنه سيخسر كما هو متوقع؟

منتخبنا الصغير كما يعلم الجميع وقع في مجموعة نارية وهي قوية جداً، ودخل بعزيمة كبيرة وإصرار لإثبات وجوده فحقق فوزاً كبيراً ومشهوداً على الأردن بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، ثم خسر المباراة التالية أمام كوريا الشمالية بهدف لاثنين، ولم يكن في المباراة فاعلاً، وربما القوة الكورية عطلت كل مفاتيح اللعب عند منتخبنا، مع إيران بذل منتخبنا كل جهده لتغيير صورته، وكان مهاجماً وضاغطاً على المنتخب الإيراني وخصوصاً في الشوط الثاني لكن إيران عرفت كيف تحافظ على هدفها المبكر.

لا نريد الدفاع عن منتخبنا، لكننا لمسنا الكثير من التطور عن الفترات الماضية، فلم تكن نتائج منتخب الناشئين في العام الماضي مثلاً توازي نتائجه في هذا الصيف ولا أدائه، ولاحظنا تطوراً جيداً، لكنه لم يصل إلى حد الطموح، والعالم في شؤون كرة القدم يعرف تماماً أن أي منتخب ليصل إلى مرحلة التطور والنضوج ودخول عالم المنافسة من أوسع أبوابها يحتاج إلى الكثير من الجهد والعمل والمتابعة.

نخبة لاعبينا الناشئين، لم يعدوا بعد هذه التصفيات ناشئين وسيتحولون إلى فرق الشباب وخصوصاً أنه لا بطولات خارجية لهم على مدار العام، المهم ألا ينفرط عقد المنتخب وأن تتم متابعة أمور اللاعبين في أنديتهم فهم ذخيرة كرتنا في المستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن