شؤون محلية

تحول جذري في نظام التعليم بتطبيق مشروع «المسارات التعليمية» … مارديني لـ«الوطن»: المجتمع الأسري يعاند ميول الأطفال ويضغط عليهم لتحديد مسارهم

| محمود الصالح

كشف وزير التربية محمد عامر المارديني عن عزم وزارة التربية على البدء في تطبيق منهاج المسارات التعليمية على العملية التربوية في البلاد، موضحاً أن الهدف من هذا المشروع الوطني الاستراتيجي هو تحسين جودة التعليم بما يتوافق مع النظم التربوية العالمية، ويصب هذا التوجه في إطار تطوير الواقع التربوي من النمط التقليدي إلى حاجات المتعلمين للوصول إلى مخرجات تعليمية متوافقة مع حاجة سوق العمل في البلاد.

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» بيّن وزير التربية أن هناك ثمانية مسارات تعليمية سيتم العمل عليها بشكل تدريجي، وحتى نتمكن من تحقيق ذلك يجب أن نمتلك أدوات القياس اللازمة لميول الأطفال تعليمياً لتحديد إمكانيات وتوجهات كل طفل في المجال التعليمي، لأننا نجد تمايزاً واضحاً بين الأطفال حتى في العائلة الواحدة، لأن هذه الميول العلمية تكون فطرية وتنشأ مع تكون الطفل.

وأضاف المارديني: إننا في المجتمع والأسرة وللأسف الشديد نعاند هذه الميول، ونعمل على معاكسة هذه الميل ونبدأ بالضغط على الطفل لتحديد مساره التعليمي حتى قبل أن يدخل إلى المدرسة، وبالتالي نجد الطفل يريد أن يصبح طبيباً لكن ليس لديه ميول لأساسيات هذا العلم، وكذلك ليس لديه شغف شخصي نحو هذا النوع من العلوم، لذلك إذا أردنا السير في المسارات التعليمية فيجب أن نقيس الميول لديه، وعلى وزارة التربية بمختلف مؤسساتها أن تكتشف من لديه هذه الكفاءات حسب كل مسار تعليمي.

ولفت إلى أنه في العام الدراسي الماضي طبقنا في الوزارة التجربة على طلاب الصفين الثامن والتاسع، ووضعنا 6 أنماط لميول الطلاب، موضحاً أن النمط الأول يحتاج إلى جهد عضلي، والنمط الثاني يحتاج إلى جهد عقلي، والنمط الثالث هو النمط الفني ويحتاج إلى جهد إبداعي، وهناك النمط الاجتماعي وهو النمط الرابع، وأما النمط الخامس فهو النمط المبادر المغامر، والنمط السادس وهو التقليدي ويحتاج الى الدقة في العمل.

وبين المارديني أن هذه الميول المهنية يجب أن نراها عند التلميذ، مضيفاً: طبقنا مقياس الذكاءات المتعددة وهي ثمانية أنماط «ذكاء لغوي – ذكاء منطقي رياضيات وتفكير – ذكاء شخصي تدرك مظاهره– ذكاء اجتماعي يمكن الفرد من فهم الناس – ذكاء مكاني يمكن الفرد من التخيل – ذكاء جسدي حركي يستخدم الجسد – ذكاء طبيعي يفهم الطبيعة – ذكاء موسيقي».

وأوضح وزير التربية أن الاختبارات خلال العام الدراسي الماضي في هذا المجال شملت 300 ألف تلميذ في الثامن ومثلهم في التاسع، وقد وجدنا أن النمط الواقعي كان 18 بالمئة في الصف الثامن، و13 بالمئة في التاسع، والنمط التحليلي كان 7 بالمئة في الصفين، والنمط الفني كان 9 بالمئة في الصف الثامن، و15 بالمئة في التاسع، والنمط الاجتماعي كان 20 بالمئة في الثامن و23 بالمئة في التاسع، والنمط المبادر كان 18 بالمئة في الثامن و14 بالمئة في التاسع، والنمط التقليدي كان 25 بالمئة في الصفين الثامن والتاسع.

وأكد المارديني أن هذه النتائج دفعت الوزارة إلى التفكير ببدء تطبيق المسارات التعليمية، وستكون البداية في عملية التطبيق كتجربة على مدارس المتفوقين ربما سيبدأ من العام الدراسي القادم، على أن يكون التطبيق في باقي المدارس بشكل تدريجي لدى باقي المدارس حسب توافر الإمكانيات التعليمية لذلك.

وأضاف المارديني: ستكون المسارات التعليمية ثمانية مسارات الأول مسار العلوم ويختص بدراسة الكليات الطبية والصيدلة والعلوم الصحية بعد الثانوية، ومسار الهندسة التطبيقية ويختص الطالب بدراسة الهندسات العمارة والإنشائية، والمسار الثالث الآداب ولغاتها ويختص الطالب بأنواع اللغات، والمسار الرابع هو المسار التربوي والذي يختص بالعلوم التربوية، والمسار الخامس هو مسار المعلوماتية ويدرس الطالب تقانة المعلومات وهندستها والنظم الحاسوبية، والمسار السادس الصناعي ويدرس الطلاب في الجامعة المهن الصناعية على مختلف بأنواعها، والمسار السابع هو المسار التجاري ويدرس الطالب التامين والمحاسبة والمصارف وغيرها، والمسار الثامن هو المسار التجميلي ويدرس فيه الطالب التجميل والحلاقة والخياطة وغيرها من الفنون.

ونوه المارديني بأن صدور قانون جديد لوزارة التربية سيساعد كثيراً على توفير مقومات هذا المشروع، لأنه ضمن القانون هناك مشروع المسارات التعليمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن