شؤون محلية

محمية غابات الفرنلق وحالة فريدة من أشجار السنديان … مدير زراعة اللاذقية لـ«الوطن»: تدار المحمية بالتشاركية مع المجتمع المحلي الذي يعمل على حمايتها وتطويرها

| محمود شاهين

تعد غابات الفرنلق من أهم المحميات الطبيعية، وهي ذات تاريخ عريق، ومشهورة بجمالها وتنوعها، وأهم ما يعرف عنها بأنها من المناطق القليلة التي تحافظ على أصالتها دون تدخل الإنسان فيها، وموقعها أعطاها اسماً مهماً لدى كل السوريين، وعلى المستوى البيئي.. هذا دفع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي لعدها محمية وطنية وفق القانون ليبدأ المشروع الأهم في حفظها وإدارتها، «الوطن» التقت المهندس باسم دوبا مدير زراعة اللاذقية المشرف على محمية الفرنلق، والذي حدثنا حديث الخبير التفصيلي:

محمية الفرنلق وقانونها

عن تاريخ اعتبارها محمية وطبيعة العمل بالقرار حدثنا المهندس باسم دوبا كاشفاً عن اهتمام وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بالمحمية ووضعها قيد العمل وفق القوانين.

تمّ إعلان الفرنلق منطقة محميّة وطنيّة بقرار وزاريّ صادر عن وزارة الزّراعة والإصلاح الزّراعيّ رقم 17/ت تاريخ 18/5/1999، وكانت المساحة الإجماليّة /1500/ هكتار تضمّ نواة منطقة السّنديان شبه العذريّ.

بدأ العمل في محميّة الفرنلق من مشروع حفظ التّنوّع الحيويّ وإدارة المحميّات بين عاميّ 2005-2012، تمّ العمل خلالها على زيادة مساحة المحميّة حيث أصبحت حالياً /5360/ هكتاراً، وكان الهدف الأساس حماية بقعة السّنديان شبه العذريّ على ارتفاع منخفض وهي حالة فريدة.

التنوع الحيوي

وقد نوّه المهندس دوبا بمجموعة من الأنشطة في المشروع والتي تأتي في إطار التنوع الحيوي من خلال كوادر متخصصة، تمّ خلال مشروع حفظ التّنوّع الحيويّ:

– إعداد فريق مدّرب متخصص في إدارة المحميّات الطبيعية.

– إجراء مسوحات بيئيّة (فلورا – فاونا – طيور) ومسوحات اقتصاديّة اجتماعيّة ومسوحات خاصة بالسّياحة البيئيّة.

حيث تمّ بناءً على الدراسات والمسوحات إطلاق مشاريع مدرّة للدخل (مشروع ريادي لتصنيع وتسويق الكونسروة- مشروع ريادي لتصنيع وتسويق الألبان والأجبان- مزارع نباتات طبيّة وعطريّة- مركز لتسويق المنتجات ضمن حديقة مديرية الزراعة).

الغاية من المشروعات

وحدثنا المهندس دوبا عن التشاركية التي صممت مع المجتمع المحلي لتحقيق الفوائد والعمل:

كان هدف هذه المشاريع هو خلق فرص عمل إضافة لتسويق منتجات المجتمع المحلّي، وتمّ تشكيل أربع لجان أهلية ممثّلة لقرى ومزارع المجتمع المحلّي للمشاركة في إدارة المشاريع المدرّة للدخل.

في عام 2012 دخلت المجموعات الإرهابية المسلحة إلى محميّة الفرنلق، وهُجِّر الأهالي إلى القرى المجاورة ومركز المدينة، فاستمر العمل ضمن المنازل التي هُجِّروا إليها بدعم ومساندة من مديرية الزراعة حتى عام 2019، حيث تمّ تأسيس وحدات تصنيع في الجهة الجنوبية للمحميّة بالقرب من سد بلوران والمطعم البيئي ومركز تسويق ضمن حديقة مديرية الزراعة، ومركز تسويق إضافي أمام وحدات التصنيع.

إدارة المحمية

أما إدارة المحمية فقد قال مدير زراعة اللاذقية، بإن الإدارة مشتركة بين المديرية والمجتمع المحلي، بما يحقق المصلحة المشتركة للمحمية والمجتمع الذي يعيش فيها.

تدار حالياً محميّة الفرنلق بالتشاركيّة مع المجتمع المحلّي، حيث أمّنت المحميّة /75/ فرصة عمل وحوالي /1500/ مستفيد، وتسويق نحو /50/ منتجاً بجودة عالية وبكميات مناسبة، ونعمل مع المجتمع المحلّي على حماية المحميّة وتنوعها الحيوّي من خلال الثقة والتشاركية في إدارة المحميّة ومشاريعها المدرّة للدّخل، ونعمل على استدامة وتطوير تلك المشاريع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن