«يونيسيف» أعلنت تراجع معدل إجلاء الأطفال في القطاع … مقررة أممية: الأوضاع الصحية في غزة تنذر بكوارث لا يمكن السيطرة عليها
| وكالات
حذرت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الصحة تالينغ موفوكينج من خطورة الأوضاع الصحية في قطاع غزة، التي تنذر بحدوث كوارث إنسانية لا يمكن السيطرة عليها إن لم تتوقف الجرائم والمجازر الإسرائيلية في القطاع، ويتم إدخال المساعدات الطبية والإنسانية.
ونقلت وكالة «وفا» عن موفوكينج قولها في تصريح لها: إن «إسرائيل تواصل قتل الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، ولا تستجيب للنداءات الدولية التي تدعو إلى وقف هذه الجرائم»، محذرة من ظهور أمراض ناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفيات والمراكز الصحية، وغيرها من الممارسات، التي تؤدي إلى ظروف غير طبيعية تسهم في تكاثر الأمراض.
وأكدت موفوكينج أنه للمرة الأولى في التاريخ تقع هذه الجرائم بحق العاملين في القطاع الصحي والمرافق الطبية، كما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية، موضحة أن إسرائيل تقوم بانتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وهي مستمرة في تجاهل كل المعايير الدولية وقوانين العدالة، وقرارات محكمة العدل الدولية، وترتكب الإبادة الجماعية عن قصد في فلسطين.
وشددت موفوكينج على ضرورة استمرار العمل الإنساني بأمان، ووقف التدمير الذي يتعرض له القطاع الصحي، وقالت: «نعمل من خلال وكالة «أونروا» على توفير الخدمات للفلسطينيين رغم صعوبة تنفيذ ذلك نتيجة تدمير البنية التحتية، وعرقلة إدخال المساعدات من الكيان الإسرائيلي».
ولفتت موفوكينج إلى عدم التمكن من إدخال المساعدات الطبية إلى غزة، أو إخراج الجرحى الذين هم بحاجة للعلاج بالخارج، وهذا يأتي ضمن عملية الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وأكدت ضرورة عقد مؤتمر دولي حول القضية الفلسطينية، وأهمية بحث الإجراءات اللازمة على مستوى العالم من أجل وقف ما يحدث الآن، واستخدام الضغط والقوة لتنفيذ القرارات الدولية عبر كل الطرق السياسية والدبلوماسية من أجل تحقيق ذلك.
في سياق متصل، أكدت ضرورة متابعة ملف الأسرى في معتقلات الاحتلال، وحقهم بالصحة، وتوفر العلاج، وقالت : «نتواصل مع خبراء إنسانيين وحقوقيين للتدخل في هذا السياق، والتواصل مع كل الجهات ذات الصلة ومع الأسرى»، وحول استهداف «أونروا» من حكومة الاحتلال، قالت موفوكينج: «هذا عمل غير مسبوق، وإذا نجحت إسرائيل في وقف عمل الوكالة لإنهاء قضية اللاجئين فهذا يعني إخفاق نظام الأمم المتحدة».
على خط مواز، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»: إن معدل إجلاء الأطفال من قطاع غزة لأسباب طبية تراجع من 296 إلى 22 طفلاً شهرياً، وذلك عقب سيطرة إسرائيل على بوابة رفح الحدودية في السابع من أيار الماضي.
وخلال مؤتمر صحفي، عقد بمكتب الأمم المتحدة في جنيف، مساء أول من أمس الجمعة، قال المتحدث باسم المنظمة الأممية جيمس إلدر: «إن معدل إجلاء الأطفال من غزة في الوقت الحالي يبلغ أقل من طفل واحد يومياً»، وأضاف: «إذا استمرت هذه الوتيرة البطيئة القاتلة، فإن إجلاء 2500 طفل بحاجة إلى رعاية طبية عاجلة سيستغرق أكثر من سبع سنوات»، وأكد المسؤول الأممي أن الأطفال في غزة لا يموتون بسبب القنابل والرصاص فقط، بل أيضاً بسبب عدم حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة.
في الأثناء، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تمكن المنظمة من الاتصال بطاقم مستشفى كمال عدوان الذي اقتحمه جيش الاحتلال الإسرائيلي أول من أمس الجمعة بمحافظة شمال غزة التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي لليوم الـ22 على التوالي.
وأشار غيبريسوس في بيان، أوردته وكالة أنباء «الأناضول» إلى أن «المستشفى لا يزال تحت الحصار (الإسرائيلي)، ومع ذلك تمكنا من الاتصال بالموظفين»، وأضاف: «أصيب 3 من طاقم المستشفى وموظف آخر، وتم احتجاز 44 آخرين، وتضررت أربع سيارات إسعاف»، وأردف غيبريسوس: «حالياً يؤوي المستشفى نحو 600 مريض وفرد وعامل في مجال الرعاية الصحية».
وفي وقت سابق أول من أمس الجمعة، أعلن المكتب الإعلامي في غزة انقطاع الاتصالات بالطواقم الطبية داخل مستشفى كمال عدوان إثر اقتحامه من جيش الاحتلال، كذلك قالت منظمة الصحة العالمية إنها فقدت الاتصال بهذا المستشفى الذي اقتحمه الاحتلال واعتقل منه مئات المرضى والجرحى والنازحين والطواقم الطبية، وفق مصادر طبية في غزة، ويتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة في محافظة شمال غزة بالتزامن مع استمرار محاولات جيش الاحتلال إفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.