مصادر توقعت لـ«الوطن» استمراره لغاية تدمير الشقين الخدمي والاقتصادي … القصف التركي يتواصل على مناطق سيطرة «قسد» في حلب والرقة والحسكة
| حلب- خالد زنكلو
واصل سلاح الجو التركي قصف مواقع عسكرية تابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية-قسد» ومنشآت الطاقة والبنية التحتية في مناطق شمال وشمال شرق سورية، لليوم الثالث على التوالي، مخلفاً ضحايا مدنيين وأضرار مادية جسيمة.
فبعد أن استهدف القصف التركي المكثف، الجوي والبري، الكثير من المواقع والنقاط العسكرية لـ«قسد» في ريف حلب الشمالي وريف الرقة الشمالي ومعظم أرجاء محافظة الحسكة، تابع أمس الاحتلال التركي تدمير كل ما له علاقة بالبنى التحتية وآبار الغاز والنفط وتكريره، ومحطات توليد الكهرباء، التي خرجت من الخدمة وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مساحات واسعة من محافظة الحسكة، كما ركز الطيران الحربي غاراته على أهداف مدنية، يسوق على أنها تستخدم لغايات عسكرية، ما تسبب بارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
وأوضحت مصادر محلية في مناطق نفوذ «قسد» أن القصف، الذي جاء على خلفية اتهامات تركية لـ«حزب العمال الكردستاني «بي كي كي» الذي تصنفه الإدارة التركية تنظيماً إرهابياً، بتنفيذ الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء «توساش» الأربعاء الماضي قرب أنقرة وتسلل منفذه من مناطق نفوذ «قسد»، تسبب بموجة نزوح كبيرة للسكان من المناطق التي شملها القصف، إلى مناطق أكثر أمناً، تقلصت مساحة وجودها هي الأخرى، جراء توسيع نطاق الاستهداف وشراسته وعشوائيته.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن القصف الجوي التركي، ركز الليلة ما قبل الماضية وأمس على العديد من بلدات وقرى ريف الحسكة، كما في قرى معبدة وأم الكيف وتل اللبن بريف منطقة تل تمر، حيث توجد حواجز لـ«قسد»، إضافة إلى مصفاة لتكرير المحروقات وحقول نفط واقعة قرب بلدة القحطانية شمال شرق المحافظة قرب الحدود التركية، بالتزامن مع قصف موقع للميليشيات في محيط مدينة المالكية أمس وموقع آخر داخل معمل أجبان في الريف ذاته، وذلك بعد أن طالت الغارات أول أمس أبراج الاتصالات في مدينة الدرباسية شمال المحافظة، ومواقع ما تسمى قوات «الأسايش» التابعة لـ«قسد» في حي الصناعة، وشركة «سادكوب» ومحيط مشفى «كورونا» في مدينة القامشلي، وأتى القصف على محطة غاز «السويدية 3» في ريفها، وكذلك على محطة الكهرباء في مدينة عامودا ومعمل النايلون ونقطة «الأسايش» على طريق عين ديوار.
أما في ريف الرقة الشمالي، فقالت مصادر أهلية لـ«الوطن»: إن القصف الجوي والبري من جيش الاحتلال التركي وميليشياته التي تدعى «الجيش الوطني»، شمل خلال الـ48 ساعة الماضية، «خطوط التماس» في مدينة تل أبيض ومدينة عين عيسى ومحيطها، واستهدف أمس مدخل المدينة ومخيمها، إلى جانب بلدة صيدا وقرى معلق والمشيرفة ودواليب.
وتوقعت مصادر مراقبة للوضع الميداني شمال وشمال شرق البلاد لـ«الوطن»، استمرار التصعيد العسكري التركي ضد مقار ومنشآت تابعة لـ«قسد» حتى تحقيق أهدافه في تدمير الشقين الخدمي والاقتصادي للميليشيات وتكبيدها خسائر مادية كبيرة ستنجم عن إصلاح تلك المنشآت وحقول النفط والغاز، بالإضافة إلى فرض واقع خدمي سيئ في مناطق سيطرتها.