إدانات عربية ودولية واسعة.. وموسكو: قلقون من التصعيد المتواصل.. بايدن: آمل أن تكون النهاية … الدفاعات الجوية الإيرانية تنجح بالتصدي لعدوان إسرائيلي.. وطهران: أضراره محدودة
| الوطن
أفشلت الدفاعات الجوية الإيرانية الهجوم الإسرائيلي «المتوقع» والذي حضرت له تل أبيب ما استطاعت إليه من صواريخ ومسيرات وتصريحات سياسية ووسائل إعلام، لتكشف ساعات الصباح عن هجوم إسرائيلي ضعيف وركيك حسب توصيف وسائل إعلام العدو نفسها.
الحكومة الإيرانية وعلى لسان المتحدثة باسمها فاطمة مهاجراني، قالت: إن اعتداء الكيان الصهيوني على البلاد خلّف أضراراً «محدودة»، مشيرة إلى أن قوات الدفاع الجوي الإيراني تمكنت بقوتها ويقظتها من التصدي للاعتداء، وقالت: «إن الشعب الإيراني يشعر بالفخر والاعتزاز بالقوة الدفاعية لبلاده ويثق بها عقب التصدي الناجح للاعتداء الصهيوني»، لافتة إلى أن أضرار الاعتداء كانت محدودة، خلافاً للصور المزيفة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام»، مشيرة إلى أن الوضع الحالي في إيران طبيعي وحتى الرحلات الجوية تم استئنافها منذ الساعة التاسعة صباحاً (أمس) بالتوقيت المحلي.
القوات المسلحة الإيرانية بدورها أكدت أن الهجوم الإسرائيلي استهدف منظومات رادار حدودية في محافظتي إيلام وخوزستان وضواحي طهران، وأوضحت هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية في بيان نقله التلفزيون الرسمي أنه «بفضل أداء الدفاع الجوي للبلاد في الوقت المناسب، تسببت الهجمات بخسائر محدودة ولم تتضرر سوى بعض أنظمة الرادار».
وأضافت هيئة الأركان العامة: إنه «تم اعتراض عدد كبير من الصواريخ، ومنعت طائرات العدو من دخول المجال الجوي للبلاد»، وأكدت احتفاظ طهران بحق الرد وضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
من جانبه، نفى مصدر «مطلع» لوكالة «تسنيم» الإيرانية، ادعاء الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف 20 موقعاً في إيران، مؤكداً أنه غير حقيقي وأن الأهداف أقل من ذلك بكثير، ولفت إلى أن إسرائيل لم تستهدف أي مركز عسكري لحرس الثورة في طهران، كما أن الهجوم تم من خارج الحدود الإيرانية وتسبب بأضرار محدودة، مشدداً على استعداد إيران للرد على اعتداء إسرائيل، وقال المصدر: «إن إيران، كما أعلنت سابقاً، مستعدة للرد على اعتداء إسرائيل»، مضيفاً: «إيران تحتفظ بحقها في الرد على أي اعتداء ولا شك أن إسرائيل ستتلقى رداً متناسباً على أي عمل».
في السياق، أعلنت هيئة الطيران في إيران استئناف الرحلات الجوية في البلاد، كما أكدت شرطة المرور الإيرانية أن حركة المرور في طرق البلاد كلها تسير بصورة طبيعية، كذلك أعلنت مصفاة النفط في طهران أن العدوان الصهيوني لم يستهدف أي منشأة في المصفاة، وأن عملية الإنتاج تسير بصورة طبيعية.
وقبل ذلك، أكدت العلاقات العامة للدفاع الجوي الإيراني في بيان أمس نجاح أنظمة الدفاع الجوي في التصدي لمحاولات الكيان الصهيوني استهداف عدة مواقع في محافظات طهران وخوزستان وإيلام، مبينة أن بعض النقاط تعرضت لأضرار محدودة بفعل العدوان، وأن التحقيق جارٍ في أبعاد الحادث، كما دعت الشعب الإيراني إلى التضامن والهدوء وعدم الالتفات إلى ما تشيعه وسائل إعلام الاحتلال عن هذه الحادثة، في حين أعلن الجيش الإيراني في بيان استشهاد عنصرين من الدفاع الجوي خلال التصدي للعدوان الذي شنّته إسرائيل على إيران.
الهجوم الإسرائيلي استدعى إدانات عربية ودولية واسعة، حيث عبرت وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها للاستهداف الإسرائيلي العسكري الذي تعرضت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبرة أنه انتهاك لسيادة إيران ومخالفة للقوانين والأعراف الدولية.
من جانبه، أدان العراق العدوان الصهيوني، مؤكداً تضامنه ووقوفه إلى جانب إيران، مجدداً موقفه الداعي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ولبنان، وأكدت مصر أنها تتابع بقلق بالغ التصعيد الخطير والمتسارع في منطقة الشرق الأوسط، والذي كان أحدثه العدوان الإسرائيلي على إيران، كما أدانت الجزائر والكويت، فيما أعربت الخارجية الإماراتية في بيان عن قلقها العميق إزاء استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة، داعية إلى الالتزام بالقوانين الدولية، واحترام سيادة الدول وتعزيز الحوار، لكونها تشكل الأسس المثلى لحل الأزمات الراهنة.
روسيا بدورها عبرت عن قلقها العميق جراء التصعيد المتواصل «المنذر بخطر الانفجار» في الشرق الأوسط، معتبرة أنه يشكل خطراً «واقعياً» على الاستقرار والأمن في المنطقة، في حين دعت الولايات المتحدة وبريطانيا، إيران إلى عدم الرد على العدوان الإسرائيلي.
وعلق الرئيس الأميركي جو بايدن بالقول: «إن الهجمات الإسرائيلية على إيران ضربت أهدافاً عسكرية فقط على ما يبدو، وأضاف: إنه يأمل أن تكون الهجمات هي النهاية».
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أبدى «قلقه البالغ لاستمرار التصعيد في الشرق الأوسط»، وفق ما أعلن المتحدث باسمه والذي قال: إن «الأمين العام يكرر نداءه الملح لجميع الأطراف ليوقفوا كل الأعمال العسكرية، بما في ذلك في غزة ولبنان، ويبذلوا كل الجهود الممكنة لمنع حرب إقليمية شاملة ويعودوا إلى نهج الدبلوماسية».
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بخطط إسرائيل، وأنه لم يكن هناك أي تدخل أميركي في العملية، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى لمنع تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة قد تقترب من حرب شاملة، مؤكداً التزام واشنطن الراسخ بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها.
يأتي ذلك في وقت تواصل فيه العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وشنّ حزب اللـه أمس، هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الانقضاضية، على قاعدة تل نوف الجوية الإسرائيلية جنوب تل أبيب، محققاً أهدافه بدقة، وذلك بالتزامن مع مهاجمته، بصلية صاروخية قاعدة ميشار التي تعد مقر الاستخبارات الرئيسيّة للمنطقة الشمالية في مدينة صفد المحتلة، قبل أن يدك ثكنتي مربض سنير ومعاليه غولاني بصليات صاروخية أيضاً.
وبينما هاجم الحزب العديد من مستوطناته في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وتجمعات جنوده فيها، تحدث الاحتلال عن حدث وصفه بـ«الأمني والصعب» في جنوب لبنان، وأن طائراته المروحية هبطت في مستشفى بيلنسون على متنها جنود مصابون، وسط مواصلته شن غاراته العدوانية على القرى والبلدات والمدن اللبنانية.
وفي تطور ميداني لافت دعت المقاومة اللبنانية كل المقيمين في 25 مستوطنة صهيونية شمال فلسطين المحتلة إلى الإخلاء فوراً، وقالت في بيان لها مساء أمس: مستوطناتكم أصبحت أهدافاً عسكرية مشروعة لقواتنا الجوية وتحولت إلى مكان انتشار واستقرار لقوات العدو الإسرائيلي العسكرية التي تهاجم لبنان.
بالتزامن ارتكب جيش الاحتلال مجزرة مروعة، في استهداف لمربع سكني في بيت لاهيا شمال غزة، أسفرت عن سقوط 35 شهيداً، وأطلق الأهالي مناشدات لانتشال الشهداء والمصابين في بلدة بيت لاهيا بعد تعطل خدمة الإسعاف شمال قطاع غزة، في حين ذكرت وسائل إعلام محلية أن عدداً كبيراً ما زالوا مفقودين في المربع السكني الذي كان يؤوي عدداً كبيراً من النازحين بسبب اشتداد العدوان على الشمال.