رياضة

الوهم.. والفشل

| غسان شمه

يبدو أننا بارعون في صناعة الوهم بألوان زاهية تدغدغ العيون والقلوب، ومن ثم الصحوة على وقائع الفشل تلو الفشل في دروب كرتنا المختلفة!

بعضنا يقع أسيراً لهذا «المطب» بسبب رغبة دفينة وجارفة بفرح كروي تحمله انتصارات ونتائج جيدة، رغبة يبدو من الواضح أنها لا تستند إلى الواقع بقدر ما يغشاها ضباب حلم واه..! والبعض الآخر يقفز فوق الواقع والمنطق من موقعه المرسوم لتضخيم تلك النتائج المتواضعة، في حقيقتها، وخاصة عندما تكون على حساب منتخبات متواضعة أو بضربة حظ عابرة، لنصحو بعدها على واقع مغاير لتلك الصورة، ونعود إلى مربع الألم حين تدق ساعة الحقيقة الكروية التي تؤشر إلى هزال لا أكثر..!

نعم تفاءلنا بفوز منتخب الناشئين على نظيره الأردني لكننا سرعان ما اكتشفنا أن منافسنا هذا هو أضعف منتخبات المجموعة، وأن فرحنا وهم متعجل سرعان ما تكشف أمام الكوري، أداء ونتيجة، وجاءت الخسارة أمام المنتخب الإيراني لتنهي مشوار تأملنا فيه، على ما يبدو، أكثر من اللازم. نقول ذلك بكل أسف ومرارة لأننا بتنا هذه الأيام مجرد حصادين للخيبات الكروية المتتالية وعلى مختلف المستويات وخاصة حين تكون المنافسات على مستوى رسمي..

إزاء كل ما سبق، وأمام شيء من التفكير المنطقي لا بد من طرح أسئلة الواقع الذي نعايشه في ميادين الكرة: «هل يمكن أن نخرج من هذا النفق في ظل مثل هذا العمل الكروي؟» وهل يمكن للمسابقات الكروية أن تؤدي إلى تطوير كرتنا؟ وهل هناك من المدربين المحليين من يتمتع بجدارة بناء حقيقي لأي منتخب في ظل ما نشهده من وقائع؟

وفي هذا السياق لا بد من التطرق إلى الأندية وإداراتها التي تصب اهتمامها على فرق الرجال سعياً لتحقيق نتائج «تنفخ صدرها فخراً» وغالباً لا تتحقق، بينما لا تحظى الفرق الأخرى بالحد الأدنى من الاهتمام المطلوب، وتالياً سنجد أن من يصعدون إلى فرق الرجال قليلاً ما يمتلكون المفردات السليمة لبناء لاعب جيد على المستوى الفني والمهاري، وبالتالي من الطبيعي أن نصل إلى ما وصلنا إليه على أكثر من مستوى، ومن يتابع الدوري الممتاز يعرف ذلك جيداً..

كلام كثير يتشظى هنا وهناك، والقائمون على كرتنا يعرفون هذا وأكثر، على حين يبقى البحث عن حلول قيد المطاردة في ظل شح مالي لا ينكر أحد أثره على أنديتنا وفرقنا..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن