رياضة

إدارة نادي الوحدة بين حلول الماضي وطموح المستقبل

| مهند الحسني

يبدو أن فصل الخريف الذي حل على إدارة نادي الوحدة السابقة وسارع في إسقاط أوراق أخطائها واحدة تلو الأخرى بعد ملفات التفتيش التي أشارت لحالات متكررة من هدر المال العام وتحت مسميات مختلفة، وبعد الحكم الصادر من الفيفا بتغريم النادي بمبلغ يعادل مليار ليرة سورية وأكثر أدخل النادي في نفق مظلم لا مفر منه بعد تأخر صرف رواتب اللاعبين والمدربين لأشهر طويلة، غير أن هذه المنغصات يبدو أنها تلاشت من دون رجعة في عهد الإدارة الحالية التي نجحت رغم جميع الصعوبات بحل جميع المشكلات وخلق حالة من الاستقرار بجميع أشكاله بمرافق النادي الرياضية والاستثمارية فهي تسعى لتأسيس استثمارات جديدة تسهم في تحسين الواقع المالي للنادي لسنوات طويلة قادمة بعيداً عن تراكم الديون.

خطوات الإدارة تبدو واثقة وتتجه نحو مرحلة أفضل سيكون لها انعكاسات إيجابية على واقع سير ألعاب النادي لا محالة.

طموحات وحلحلة

في موقف لا تحسد عليه وجدت نفسها إدارة نادي الوحدة بعد أن طفا على السطح المزيد من المشاكل والديون التي خلقتها الإدارة السابقة، فرغم الدعم المالي الكبير والمبالغ التي تكاتف أعضاء مجلس الإدارة لتسديدها من مالهم الخاص لتسوية مستحقات وديون اللاعبين والمدربين فوجئت الإدارة مؤخراً بحكم صادر عن الفيفا يفرض على النادي تسديد مبلغ يزيد على مليار ومئتي مليون ليرة سورية مستحقات مدرب فريق كرة القدم السابق الذي أنهت الإدارة السابقة عقده بشكل تعسفي، ولم تسدد مستحقاته المالية.

هذا الحكم أوقف تعاقدات فريق كرة القدم وأعاق المشروع الطموح الذي وضعه المدرب الخبير نزار محروس لبناء فريق منافس يعيد للنادي ألقه وصعوده لمنصة الألقاب بعد سنوات عجاف وتخبطات عميقة عاشها في ظل الفوضى الإدارية في مرحلة الإدارة السابقة.

حيث نجح القائمون على النادي بمساعدة من القيادة الرياضية التي لم تتوان عن تقديم أي مساعدة مالية بتسوية هذا العقد وتم دفع المبلغ وتتجه الأمور إلى تسوية نهائية ليصبح الفريق جاهزاً لخوض غمار الدوري الكروي، ولم تتوقف نجاحات الإدارة عند هذه الحدود بل وجدت أن تطوير ألعاب النادي لا تقتصر على وجود مدربين ولاعبين جيدين فقط، وإنما النادي بحاجة إلى بنى تحتية جيدة وكانت أولى خطوات الإدارة صالة الباسكت التي تمت إعادة تأهيلها تكلفة مالية عالية بعد أن نجحت الإدارة في التعاقد مع أفضل وأقوى الشركات الوطنية التي ساهمت في إعادة تأهيل الصالة التي بدت بحلة جديدة وكأنها عروس في يوم زفافها، وهي من الطبيعي أن تبعد فرق النادي عن عناء تجشم البحث عن جرعة تدريبية هنا وهناك في ظل الضغط الكبير على صالتي الفيحاء الرئيسية والفرعية، وتتجه بوصلة إصلاح الإدارة نحو ملاعب كرة القدم الموجودة بالنادي على أن يبدأ العمل فيها خلال أيام قليلة، كما وتسعى الإدارة إلى تجميل مداخل النادي بحيث يصبح بصورة جميلة تتماشى مع عراقته وتاريخه الحافل.

لكرة السلة نصيب

لم تكن كرة السلة بعيدة عن أذهان واهتمامات القائمين عليها ابتداء من حل المشاكل المالية للاعبين القدامى والحاليين فأصبح تأخر الرواتب في عهد الإدارة الحالية في غياهب النسيان، واللعبة تعيش بأحلى أيامها وما يتقاضاه لاعبو النادي يحلم به جميع لاعبي أنديتنا، فالقائمون على أمور اللعبة قاموا بدراسة واقع اللعبة ووجدوا ضرورة الاهتمام بقواعد اللعبة وبناء جيل سلوي للمستقبل، ونجحوا بتكليف المدرب الشاب المجتهد أشرف دركزلي لقيادة فريقي تحت 18 و20 سنة ونتائجه الحالية في كلتا المسابقتين أكبر دليل على حسن سير اللعبة، حيث يقدم الفريق مستويات تبشر بالخير، وتم تكليف المدرب أحمد لحام قيادة فريق تحت 14 سنة، وتكليف المدربة جيهان مملوك لقيادة فريق تحت 16 للسيدات، والمدربة راما بندقجي قيادة فريق السيدات تحت 18، والمدرب جواد سكر قيادة فريق تحت 14 سنة، كل هذه الفرق تسير ضمن خطة إعداد جيدة ومدروسة وهناك متابعة مستمرة لأدق التفاصيل والسعي لتأمين كل ما يلزمها من دون أي تأخير.

كما أعادت الإدارة المدرب الشاب عبد الله كمونة لقيادة فريق السيدات الذي حقق انتصارين حتى الآن بالدوري ويبدو أنه من أقوى المنافسين على لقبي الدوري والكأس وبدت لمسات الكمونة واضحة على أداء الفريق بشكل واضح.

هذه الخطوات الصحيحة والمتابعة المستمرة سوف تؤتي ثمارها وسوف تحصد سلة الوحدة نتائج أكثر من جيدة في المواسم القادمة خاصة أن فريق تحت 20 سنة يضم نخبة من اللاعبين الشبان المتميزين وسيكون لهم شأن كبير في المستقبل القريب.

خلاصة

لا يمكن إنكار الجهود الكبيرة والمشاريع الإستراتيجية التي تقوم بها الإدارة الحالية لكن من الواضح تماماً أن تسوية مشاكل وأعباء الفترة السابقة لتسلمها مهامها ما زالت تستهلك الكثير من الوقت والكثير الكثير من المال الذي كان كفيلاً بتمويل مستقبل مشرق ومميز للنادي الذي لا بد أن يكون حصاده مثمراً في القريب العاجل.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن