أسعار المنهاج من الأول وحتى السادس 165 ألفاً في المكتبات … الحسكة بحاجة إلى 400 ألف كتاب ولم يصل منها إلاّ 100 ألف
| الحسكة- دحام السلطان
انقضى أكثر من شهر ونصف الشهر على مرور العام الدراسي ولا تزال قضية الكتاب المدرسي الشغل الشاغل لأهالي محافظة الحسكة إلى الآن، وبقيت كل الاستجداءات والنداءات من تلاميذ وطلاب المدارس وذويهم على حالها ولم تكن كل تلك الاستجداءات والنداءات سوى صيحة في واد ودون جدوى، وهذا كله يأتي تماشياً مع الواقع المأزوم الذي يعيشه التعليم في المحافظة وما يرافقه من منغصات طويلة ومزمنة في ظل سنوات الحرب الراهنة التي تشهدها البلاد بشكل عام، وظروف التضييق والحصار الذي تعيشه محافظة الحسكة بشكل خاص بوجود الاحتلالين الأميركي والتركي الذي استولى على أكثر من 90 بالمئة من المدارس وحوّلها إلى مقرّات عسكرية تابعة له.
حاجة مدارس محافظة الحسكة من الكتاب المدرسي، تقلّصت أعدادها خلال هذه السنوات بشكل كبير، وبحسب إحصاءات المعنيين بالحسكة فإن الحاجة تصل إلى 400 ألف كتاب جديد، مع وجود الكتاب المدوّر «القديم» ليغطي كل منهما حاجة المدارس الموجودة حالياً على أرض الواقع، بعد أن خرج أكثر من ألفي مدرسة عن يد التربية بالمحافظة، وانحصر التعليم من خلال ما هو متوافر منها ضمن عدة مدارس في أحياء وسط مدينتي الحسكة والقامشلي وفي عدة قرى ريفية أيضاً تتبع لكلتا المدينتين، وسط وجود مناهج مغايرة غير المناهج الحكومية المعتمدة لدى وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية، وبالرغم من ذلك فإن هذه الحاجة لم يصل منها إلى الآن سوى 100 ألف كتاب، أي إنها لم تغط سوى نسبة 25 بالمئة من حاجة التلميذ والطالب.
وفي ظل الواقع الحالي اليوم، ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن الكتاب المدرسي بدلاً من أن يكون بالمجان للتلميذ، أصبح سلعة قرطاسية تجارية تُباع في المكتبات الخاصة في أحياء وسط المدينتين وبأسعار متفاوتة تتراوح بين 110إلى 165 ألف ليرة لكل منهاج صفي على حدة وعلى مستوى الحلقتين الأولى والثانية، أي من الصف الأول ولغاية الصف السادس، وهذا ما شكل أزمة أخرى أرهقت كاهل المواطن بالمحافظة بشكل كبير في ظل ظروف حاجتهم المتعلقة بشراء صهاريج المياه واشتراك كهرباء الأمبيرات والضائقة الاقتصادية المعيشية التي يعيشها هو كمواطن وسوى ذلك من أزمات حياتية يومية.
وفي اتصال هاتفي لـ«الوطن» مع مدير عام المطبوعات والكتب المدرسية فهمي الأكحل، أكد فيه أن المؤسسة طبعت من الكتاب المدرسي خلال العام الدراسي الجاري ما قيمته التي تفوق حجم قيمة الاعتماد المالي المخصصة لها الموازنة المالية المعتمدة، وأنه أتُخذ ذلك على عاتق الوزارة لتغطية حاجة مدارس القطر من الكتاب الجديد إلى جانب الكتاب المدوّر، موضحاً أنه وصل إلى الحسكة مع بدء العام الدراسي نحو 25 بالمئة من استحقاقها من الكتاب المدرسي الجديد، وأن هناك دفعة أخرى تصل كمياتها إلى نحو 100 ألف كتاب لمختلف الصفوف المدرسية، وستصل الحسكة قريباً فور توفر الظروف الملائمة والمناسبة لظروف النقل والشحن الذي يتم جواً عبر طائرة «اليوشن»، وإن إدارة المؤسسة بانتظار موافقات الجهة المعنية بأمر الشحن، وسط هذه الظروف الراهنة التي منعت المؤسسة من إيصال الدفعة الثانية من الكتاب في موعده المحدد.
وأكد الأكحل أن المؤسسة العامة للمطبوعات تعمل في ظروف قاهرة جداً للسهر على إيصال الكتاب المدرسي إلى كل مدارس القطر، مشيراً إلى أنه في ظل حجم الظروف الحالية فإن هذا لن يعفي إدارة المؤسسة من مهامها ومسؤوليتها الحالية والتراكمية وستكون على مسافة قريبة جداً مع أي مستجدات تخص الكتاب المدرسي، لافتاً إلى أن الدفعات المتبقية من الكتاب المدرسي ستكون بمتناول التلميذ والطالب في مدارس الحسكة فور السماح بذلك منذ الآن وحتى بدء الفصل الدراسي الثاني، مشيراً إلى أنه سيكون هناك تصوّرات جديدة مع بدء العام الدراسي المقبل وفق نماذج تخطيط وتنظيم بشكل أفضل من الظرف الذي عليه الواقع هذا العام.