أكدت حقها بالرد على العدوان الصهيوني.. طهران تطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن … الخامنئي: على الكيان أن يدرك قوة إيران.. وعراقجي: لن يمر من دون رد
| وكالات
أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي أنه يتوجب على الكيان الصهيوني أن يدرك قوة إيران وإرادة شعبها، وأشار إلى أن تحديد كيفية تفهيم الكيان الصهيوني ذلك يقع على عاتق المسؤولين الإيرانيين، كما دعا إلى إنشاء تحالف عالمي لمواجهة جرائم الإسرائيليين، في حين جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي تأكيد حق إيران القانوني والمشروع في الرد على العدوان الصهيوني عليها.
وخلال لقائه مع ذوي الشهداء الأمنيين، أمس الأحد، قال الخامنئي: «يجب عدم تضخيم اعتداء الكيان الصهيوني الذي حدث ليلة السبت ولا التقليل من حجمه بل يجب أن يتم إرباك حسابات الكيان الصهيوني وإفهامه قوة وإرادة الشعب الإيراني وشباب البلاد»، داعياً إلى ضرورة القيام بما يصب في مصلحة هذا الشعب والبلاد، وفق وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا».
وفي الشأن الفلسطيني، أوضح الخامنئي أن هناك تقصيراً عالمياً كبيراً تجاه ما يحدث في غزة، إذ إن المجتمع الدولي والحكومات واللاعبين الدوليين يتنصلون من واجبهم إزاء حقوق الشعب الفلسطيني، وقال: «الكيان الصهيوني يمارس أبشع الجرائم الحربية في فلسطين ولبنان، حيث ينتهك الكيان الحقوق الدولية والقواعد المرتبطة بالحروب كافة»، داعياً العالم وخاصةً الدول الإسلامية الوقوف أمام هذه الوحشية وإنشاء تحالف عالمي سياسي واقتصادي، ولو لزم الأمر عسكرياً، لمواجهة الكيان الصهيوني وإيقاف هذه الجرائم المستمرة بحق شعوب المنطقة.
بدوره، وفي رسالة وجهها أمس الأحد، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن الدولي، جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، تأكيد حق إيران القانوني والمشروع في الرد على العدوان الصهيوني عليها، وذلك تماشياً مع المبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن القوانين الدولية تعتبر تصرفات الكيان الصهيوني تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، وتزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، وأكد أن مثل هذه الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لن تمر من دون رد، وفق وكالة «إرنا».
وحذر عراقجي من عواقب الهجمات المستمرة التي يشنها الكيان الصهيوني، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ موقف حاسم وإدانة هذه الأعمال العدوانية التي يقوم بها الكيان بقوة ومن دون قيد أو شرط، كما طلب عقد جلسة عاجلة لمواجهة هذا الانتهاك الجسيم والإجراءات غير القانونية وضمان محاسبة هذا الكيان الإجرامي.
في سياق متصل، بيّن عراقجي أن واشنطن شريكة في العدوان الإسرائيلي على بلاده وفي جميع جرائمه بحق شعوب المنطقة، لأنها تتم بأسلحة الولايات المتحدة وبدعمها السياسي، لافتاً إلى أن الأميركيين وفروا ممراً جوياً للقوات الإسرائيلية، إضافة إلى التجهيزات الدفاعية التي أرسلوها لها مسبقاً والتي تعدّ نوعاً من المشاركة في العدوان الأخير».
وخلال لقاء تلفزيوني أمس، قال عراقجي: «إن القوات العسكرية والأمنية والقوات المسلحة الإيرانية تراقب عن كثب التحركات العسكرية للصهاينة والولايات المتحدة في المنطقة»، وأردف: «حصلت قواتنا المسلحة على تقييم جيد وكانت قادرة على التنبؤ بالعدوان الصهيوني في الوقت المناسب، وواجهت قواتنا المسلحة هذا الهجوم بكل جاهزية»، مشدداً على أن إسرائيل لا يمكنها الاستمرار بجرائمها في المنطقة من دون دعم أميركي.
وأوضح عراقجي أن بلاده ستواصل مساعيها الدبلوماسية لحشد إجماع دولي ضد الكيان واعتداءاته، مبيناً أن الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن سيكون فرصة مناسبة لإدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، وقال: «طالبنا باجتماع لمجلس الأمن رغم أنه لا أمل في تحقيق نتيجة بسبب مشاركة الولايات المتحدة ودول أخرى»، وأشار إلى تلقي إيران رسائل من دول مختلفة، وكذلك الكثير من البيانات التي تضمّنت إدانات واسعة سواء في المنطقة أم على المستوى الدولي»، لافتاً إلى أن الإدانة العالمية لهذه العملية العدوانية للكيان الصهيوني كانت كبيرة جداً وهو أمر لافت للنظر.
من جهته، أوضح رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران محمد باقر قاليباف أن الهجوم الذي قام به الكيان الصهيوني ضد بلاده كان طائشاً وتحول إلى هزيمة أخرى بفضل نجاح القوات الإيرانية بصده، معتبراً أن الكيان الإسرائيلي أصبح موضع استهزاء على مستوى العالم إثر هذا الهجوم.
وفي كلمة ألقاها في مستهل جلسة للمجلس أمس قال قاليباف: «إن إيران لها الحق في الدفاع عن نفسها وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وسيتم الرد على هذا العدوان بالتأكيد»، مطالباً أميركا الداعم والشريك الرئيس في كل جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الصهيوني بلجم جماح هذا الكيان لوقف قتله الأبرياء في غزة ولبنان، ومنع انتشار حالة عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة بأكملها، والعمل على فرض وقف دائم لإطلاق النار، وعدم السماح لهذا الكيان بخلق مصير كارثي عبر تهوره وتسعيره للحروب.
من جهة أخرى، انتقدت السفارة الإيرانية في بروكسل البيان السلبي للاتحاد الأوروبي عقب العدوان الصهيوني على إيران، معتبرة أن الاتحاد يفضل مصالحه الخاصة على القوانين الدولية، وقالت في رسالة نشرتها على منصة «إكس» أمس: «إن موقف الاتحاد الأوروبي عاجز بشكل ملحوظ عن إدانة هجوم الكيان الإسرائيلي على إيران وانتهاك سيادتها».
وامتنع الاتحاد الأوروبي في بيان له عن إدانة العمل العدواني الصهيوني ضد إيران، مكتفياً بالدعوة إلى أقصى درجات ضبط النفس من الجانبين لمنع تصعيد التوترات.
وفي سياق توالي الردود الدولية المنددة بالعدوان الإسرائيلي على عدد من النقاط في إيران، فقد أدانت كوبا بشدة هذا، محذرة من خطورة هذا التصعيد الإسرائيلي الجديد على أمن المنطقة، وقال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز في تصريح أمس: «ندين الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، الذي يشكل تصعيداً جديداً وخطيراً للصراع الحالي في الشرق الأوسط»، محذراً بأن التصرفات الإسرائيلية التي تحظى بدعم سياسي ولوجستي وعسكري أميركي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة لا رجعة فيها على المنطقة.