التدخل الايجابي… «النفعي»!!
| هني الحمدان
صدعت ما يسمى مؤسسات التدخل الايجابي رؤوسنا كمواطنين بشعارات «طنانة»، وما زالت تورط الحكومة بإطلاق تصريحات وردية تفرح ذاك المستهلك البائس..!
في كل يوم نسمع جديدا… «لا نرى طحناً» كما يقولون يسد جوع الناس ويؤمن احتياجاتهم بأنسب الأسعار، بعد غول الأسعار التي لم يعد لها معيار أو ضابط.
مؤسساتنا ذات التدخل الايجابي، لا تحمل سوى اسمها، لا يزال دورها قاصرا، وكأنها في نفق معتم، وحتى خطط إداراتها تبدو «خلبية» ليس إلا.. مؤسسات بتجهيزات وكوادر يؤهلها ما يمكن أن تنافس للحصول على أرقام «غينس» بمجال التدخل السليم، لكن مؤسسات لم تغن المواطن ولم تسد جوعه، قصرت بأداء واجباتها التي جاءت من أجلها بتوفير احتياجات العباد وتحقيق التوازن السعري..
الخزن والتسويق والاستهلاكية وسندس الممتهنة للتدخل الايجابي، مؤسسات ضخمة بلا أي شك، لكنها مع الأسف كأنها تحولت إلى منافذ لكبار التجار وحيتان السوق، فغابت عن مهامها بتلبية متطلبات الناس، حتى أسعارها المعروضة تشابهت مع أسعار الباعة أولئك السماسرة وناهبي الجيوب، وهنا عديد من إشارات الاستفهام عن مثل تلك التصرفات..!
هل بات دور المؤسسات مسوقاً للتجار وتكديس عوائد مالية على حساب المواطن….؟! ما ذنب المنتج للحمضيات لكساد إنتاجه في وقت يصل السعر للمستهلك بعشرات الأضعاف ما يحصل عليه المنتج…؟! الفرق يذهب للتجار وغيرهم من الحلقات الوسيطة، أضف إلى ذلك مواد مهمة كالسكر تقوم الحكومة بتغطية نفقات استيرادها لمصلحة مؤسسات الايجابي، لكنها لا تصل للمواطن..؟ وقد تباع أحياناً للتجار..!!
حال المواطن يقول: لمصلحة من تعمل تلك المؤسسات، ولماذا لم يكن دورها فاعلا..؟ أين تكمن العلة؟ بإداراتها..؟ أم بالمصالح الضيقة..؟! لماذا العلاقة مع التجار علاقة ود و«تدخل إيجابي »…؟!
فتشوا عن الأسباب.. قد تكون بالإدارات التي لم تعد تعير حالة الناس وتضخم الأسواق أي انتباه، وكأنها انشغلت بما هو أهم وأنفع…!!