بداية متعثرة وباهتة للدوري الكروي الممتاز … تأجيل نصف مباريات الدوري يرسم إشارات استفهام؟ مباراة متواضعة في حمص وديربي دمشق للجيش
| ناصر النجار
انطلق يوم الجمعة الماضي الدوري الكروي الممتاز بنسخته الـ54 قيصرياً بمباراة واحدة وجرت السبت مباراة أخرى وتأجلت مباراة لظروف خارجية بسبب مشاركة فريق الفتوة في بطولة التحدي الآسيوية التي انطلقت أمس ولعب فيها الفتوة أولى مبارياته مع السيب العماني مستضيف فرق هذه المجموعة.
بينما تأجلت ثلاث مباريات بسبب عدم جاهزية أوراق فرق جبلة والطليعة والوحدة الرسمية، فما زالت هناك عوائق دولية تمنع هذه الفرق من تسجيل أي لاعب جديد في هذا الموسم بسبب وجود شكاوى من لاعبين ومدربين تقدموا بها إلى الفيفا، وطالبوا فيها بمستحقاتهم المالية المتأخرة.
أنديتنا حسبت التعامل مع القوانين الخارجية سهلة، وظنوا أن الفيفا مثل اتحاد كرتنا يتعامل مع أنديته بالبال الطويل، لذلك وقعت أنديتنا في المحظور، وهذا درس كبير لجميع أنديتنا لكي تتعامل حسب مواد القانون في كل عقودها المحلية والخارجية، واليوم إذا كانت الشكاوى من لاعبين ومدربين جاؤوا إلى أنديتنا من بلاد شتى، فقد نجد مستقبلاً أن بعض المحليين قد يلجؤون إلى الخارج في سبيل تحصيل حقوقهم المالية وخصوصاً أن مكاتب اتحاد كرة القدم مملوءة بشكوى المدربين واللاعبين على الأندية، والمحاولات هنا تشبه محاولات المختار الذي يفض النزاع بين طرفين وحسب المواسم السابقة، فلا بد حتى تنتهي هذه الشكاوى أن يتنازل المدعي عن نصف حقوقه المالية أو أكثر لكي يقبض ما يستحقه بعد سنوات عجاف.
لكن أصل المشكلة لم تعالج ولم يعرف لها حلول، المشكلة تكمن في جذورها أن إدارات الأندية التي توقّع العقود مع اللاعبين والمدربين سواء كانوا أجانب أم عرباً أو محليين، يوقعونها دون أي حساب منطقي وواقعي، فمثلاً ميزانية النادي مليار ليرة، يتم التوقيع بمليارين وهناك مصاريف عديدة وكبيرة إضافية، لذلك تقع هذه الإدارات بالعجز، وعلى الأغلب تستقيل وتخلف وراءها ديوناً بمئات الملايين وقد تكون أكثر، وتأتي الإدارات الجديدة لتجد ناديها غارقاً بالديون وهو في عجز، ولاحظنا أن الانتخابات الأخيرة فشلت في أكثر من نصف الأندية فلم تعقد مؤتمراتها الانتخابية لأن أحداً لم يتقدم إلى الترشح لأن الأندية في عجز وعليها ديون كثيرة، وأمامها مصاريف كبيرة، وفي المحصلة العامة صار انتقاء إدارات الأندية مبنياً على القدرة المالية، فمن رضي بدفع ديون النادي وتسديد التزاماته السابقة، وتمويل النادي للموسم الجديد أصبح رئيساً للنادي دون قيد أو شرط.
الحلول تكمن بمحاسبة إدارات الأندية على عقودها وعلى ديون النادي، فهي المسؤولة الأولى والأخيرة عن كل عجز يلحق بالنادي، وبالتالي عند إقالة أو استقالة الإدارات لابد من أن ينال المستقيلون والمقالون براءة ذمة مالية قبل مغادرتهم النادي، حتى لا يبقى النادي ألعوبة بيد هذه الإدارات أو تلك.
ولأن القرارات السابقة من اتحاد كرة القدم كانت بوقت مسبق وأكد أكثر من مرة على تفادي هذه المشكلة والمبادرات إلى تسوية أوضاعها المالية، فكان يجب أن تأخذ هذه الإدارات هذا الموضوع من باب الجدية الكاملة وخصوصاً أن الإدارات الجديدة استلمت مناصبها قبل أكثر من ثلاثة أشهر، وهذا الوقت كاف لحل كل المشاكل المالية العالقة، كما فعلت أغلب الأندية.
لذلك رأى البعض أن استمرار تأجيل المباريات لا يحل المشكلة، وخصوصاً أن اتحاد الكرة أجّل الدوري كرمى هذه المشكلة أسبوعاً ولم يصل إلى الحالة المطلوبة، وكان لزاماً عليه أن يطلق كامل الدوري ولتتحمل الأندية تقصيرها فتلعب بما تيسر لها من لاعبين، وهذا الأمر يشبه (الدلال) الذي لا لزوم له أمام تحديات أصعب يواجهها اتحاد الكرة.
كما كل موسم
لا جديد في الموسم الجديد، وسيكون كما كل موسم، لكن هذا الموسم بدأ باهتاً يتيماً، فاقداً للإثارة والتنافس من الصافرة الأولى، ودوري ينطلق بمباراتين هو عاجز بالمطلق والكلية.
وكل ما تم الوعد به في الصيف، لم يتم تنفيذه، ولعل الظروف الراهنة والأوضاع المحيطة ساهمت بشكل مباشر بعدم تنفيذ كامل الأجندة الموضوعة مسبقاً، فالفار لم يصل رغم كل الوعود المسبقة والدورات التي أقيمت للتدريب عليه، والسبب خارجي، وعملية تسويق الدوري فشلت، لأن الأوضاع الاقتصادية صعبة من جهة، ومن جهة أخرى لا شيء يشجع على الاستثمار في النقل التلفزيوني وغيره، من خلال شكل الملاعب، وضعف الدوري، وضعف الضخ الإعلاني، وعلينا ألا ننسى أن أجواء المنطقة (المكهربة) تساهم بالركود الاقتصادي والاستثماري والتسويقي.
أغلب الملاعب بوضع غير سليم، فالجميع شاهد ملعب الباسل في حمص، وملعب الجلاء بدأ يلفظ أنفاسه والتارتان أصبح مؤذياً أكثر من ذي قبل، وبقية الملاعب التي دخلت في الصيانة لا نعلم عنها أي شيء سوى أنها صارت جاهزة، ونأمل أن تستوعب هذه الجاهزية كامل الموسم لا أن تتأثر بالأمطار!
تقدير خاطئ
الفتوة أحد أركان الدوري الكروي الممتاز وهو بطل الدوري والكأس، تعثر كثيراً على الصعيد الإداري هذا الموسم، ثم تم حلّ كل مشاكله، ولكنه بهذا التردد والضياع فقد شيئاً مهماً وهو رصيده الجيد من اللاعبين، اليوم يستغرب كل المراقبين وأبناء النادي على وجه الخصوص كيف أن (كنز) النادي المالي فُتح على مصراعيه أمام المشاركة الآسيوية فتم التعاقد مع عشرة لاعبين من الجزائر وتونس ومصر ومالي إضافة إلى مدرب جزائري مع طاقمه، وهذه الأموال التي دفعت بالعملة الصعبة لن تغني أو تسمن من جوع وخصوصاً إذا علمنا أن أحداً منهم بمن فيهم المدرب لن يبقوا مع الفتوة في موسمه المحلي، لذلك نتساءل: هل هذا الإنفاق يسير في الطريق الصحيح؟ وإلى متى سيعتمد النادي على أسلوب شراء البطولات عبر الفرق جاهزة الصنع؟
بمثل هذا الأسلوب لن تقوم لنادي الفتوة أي قائمة هذا الموسم وفي المواسم القادمة، والمفترض أن يكون ما حدث للنادي هذا الموسم عبرة للجميع، وأن يبدأ النادي من هذا الموسم ببناء فريق أغلبه من أبناء النادي وأن يعطي اهتمامه الكبير إلى الفريق الأولمبي وفريق الشباب بالدرجة الأولى وأن يولي بقية الفرق الصغيرة الاهتمام والدعم المطلوبين، هذا هو الطريق الصحيح، ومن أخطاء كرة القدم الإيمان بالنتائج مهما بلغت كلفتها وتناسي عملية بناء كرة القدم حسب الأصول، ومع كل الحشد في البطولة الآسيوية لم يظهر الفتوة في مباراته الأولى أمام السيب بما يليق فخسر بالخمسة مع الرأفة، وكأننا أمام مشهد أسود لموسم الفتوة الجديد!!
التلميذ شاطر
وجه الشبه بين مباراة الوثبة وأهلي حلب هذا الموسم وذهاب الموسم الماضي أن أهلي حلب خسر كلتا المباراتين في الدقيقة الأخيرة، وفي ملعب حمص، ذهاب الموسم الماضي وكان آخر أسبوع فيه فاز الوثبة بهدف المدافع قاسم بهاء الدين في الدقيقة 94 وهذا الموسم كانت المباراة في افتتاح الذهاب وسجل الهدف أيضاً مدافع، وكان الوافد الجديد للفريق من نادي الجيش الدولي مؤيد الخولي في الدقيقة 89.
من الناحية العامة تواجد في نادي الوثبة ثلاثة من نادي أهلي حلب، أولهم المدرب معن الراشد ولاعب الوسط زكريا رمضان والمهاجم عبد الله نجار، المدرب المخضرم حسين عفش لم يستطع قيادة المباراة إلى شواطئ الفوز والفرح رغم أنه زج في الشوط الأول بثلاثة مهاجمين أحمد الأحمد ومحمود البحر ومحمد كامل كواية، لكنهم لم يفعلوا شيئاً ولم يهددوا مرمى الوثبة بأي كرة خطرة، فريق أهلي حلب لم يكن قادراً على تشكيل حالة من الرعب في ملعب الوثبة، صحيح أنه كان الأكثر سيطرة والاستحواذ على الكرة، لكنه كان هباء، لم يقدم مدرب الأهلي فريقاً يملك شخصية البطل لذلك وضع محبو الفريق أيديهم على قلبهم وهم يمنون أنفسهم بفريق قادم نحو اللقب، بكل الأحوال المباراة كانت سيئة من الفريقين، ولم تمنحنا المباراة التفاؤل نحو موسم أ فضل من الموسم الماضي، ولا أظن التبرير بأن المباراة الافتتاحية يجب أن تكون حذرة وبهذا الشكل من السوء فنياً وتكتيكياً فالفريقان تحضرا واستعدا لهذه المباراة منذ شهرين ولعبا أكثر من ست مباريات استعدادية جربا فيها الكثير من اللاعبين وأساليب اللعب، لذلك لا عذر لهما بمثل هذا الأداء المتواضع.
المباراة الأولى انتهت، والفريقان عليهما نسيانها، سواء الخاسر أم الفائز، فتصحيح الأخطاء يجب أن يكون في أولويات التمارين الاستعدادية للمباراة القادمة، الكلام يخص الوثبة أكثر من الأهلي، فالفوز قد يعمي الأبصار عن أخطاء مرتكبة كثيرة، فالفوز حتى يستمر يحتاج إلى دراسة الثغرات ومعالجة الأخطاء والوثبة عليه أن يبني على فوزه الأول ليستمر وليحقق النجاح تلو الآخر.
هدف مؤيد الخولي كان الهدف الأول في الدوري لهذا الموسم، والبطاقة الحمراء التي نالها مدافع أهلي حلب زكريا حنان هي البطاقة الحمراء الأولى في هذا الموسم.
فوز صريح
المباراة الثانية التي جرت السبت وجمعت أول ديربي في الدوري وكانت بين الجارين الجيش والشرطة، الجيش لم يتعذب ليحقق فوزه الأول، واستغل عدم توازن دفاع فريق الشرطة فسجل هدفين في الشوط الأول وكان بإمكانه إضافة المزيد، لكن مهاجميه لم يستثمروا الفرص المتاحة الكثيرة، وهذا الأمر لا يصب بمصلحة الفريق بشكل عام، والمفترض أن يبقى الفريق واللاعبون في تحفيز للتسجيل من كل الفرص المتاحة، وهذه من أهم علل أنديتنا في التعامل مع المباريات، فكم من فريق سجل هدفاً ونام عليه، ولم يحاول تسجيل المزيد ومثل ذلك مباراة السبت حيث اكتفى الجيش بالهدفين وكأنه ضمن المباراة من شوطها الأول، الفاعلية الهجومية الجادة يجب أن تستمر في كل مراحل المباراة بغض النظر عن النتيجة والأهداف.
الشرطة أتعبه دفاعه، وكما ظهر في بطولة الدرع أمام الوحدة بدفاع هش، ظهر أمام الجيش بالصورة ذاتها، وعلى مدربه أن يبحث في الحلول قبل أن يفوته الركب ويندم، ولات ساعة مندم!
المباراتان سجل فيهما ثلاثة أهداف، وبطاقة حمراء على فريق أهلي حلب نالها المدافع زكريا حنان، وغابت ركلات الجزاء.
رفع الحكام البطاقة الصفراء تسع مرات، فالوثبة نال أربع بطاقات، والشرطة ثلاث بطاقات وأهلي حلب بطاقتين، وبقي سجل الجيش نظيفاً من البطاقات.