محافظ ريف دمشق يبحث مع نائب مركز التنسيق الروسي توسيع التعاون لتقديم المساعدات للوافدين … حبوباتي يعرض من جنيف الاحتياجات الإنسانية في سورية
التحاق العديد من التلاميذ والطلاب الوافدين من لبنان بمدارس حماة
| دمشق- الوطن – حماة- محمد أحمد خبازي
تستمر الدولة السورية في تقديم الاستجابة الطارئة لمئات آلاف الوافدين من لبنان جراء العدوان الإسرائيلي مع استمرار توافد الوافدين عبر الحدود، وحسب مصدر في إدارة الهجرة والجوازات فإنه دخل أمس من الوافدين اللبنانيين نحو ألفين وافد ونحو 1500 عائد سوري حتى ساعة إعداد الخبر.
وفي الغضون وعلى عرض رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خلال لقائه الصليب الأحمر السويدي والكوري الاحتياجات الإنسانية في سورية مع استمرار تداعيات الأزمات الإنسانية والاقتصادية والتغير المناخي على هامش الاجتماعات الدستورية للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، التي تنعقد بين الـ22 والـ31 من تشرين الأول 2024 وتتضمن مجلس المندوبين الدورة الـ24 للجمعية العامة والمؤتمر الدولي الرابع والثلاثين.
وانطلقت أمس أعمال المؤتمر الدولي الرابع والثلاثين للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنيف بمشاركة رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري خالد حبوباتي.
ويبحث ممثلون 191 جمعية وطنية وعن حكومات العالم قرارات تهدف إلى توجيه العمل الإنساني العالمي ومعالجة التحديات الناشئة.
جهود كبيرة واستجابة سريعة
من جهته أكد محافظ ريف دمشق أحمد خليل الجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة السورية في الاستجابة السريعة للوافدين إلى سورية من لبنان جراء جرائم العدو الإسرائيلي من تأمين إقامتهم وحاجاتهم الأساسية، مؤكداً أنه تم تقديم كل التسهيلات والإمكانات المتاحة في هذا الإطار.
وبحث أمس خليل مع نائب رئيس مركز التنسيق الروسي في دمشق والمنطقة الجنوبية أليغ إيغناسيوك آليات العمل المشترك وسبل توسيع التعاون في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الروسية للوافدين من لبنان الشقيق جراء العدوان الإسرائيلي، وللمناطق الأكثر احتياجاً في المحافظة.
وخلال الاجتماع أشار خليل إلى الجهود التي يبذلها مركز التنسيق الروسي على الصعيد الإنساني ومساهمته في دعم المناطق السورية الأكثر احتياجاً والتي عانت من الإرهاب وتقديم المساعدات الطبية والغذائية للوافدين اللبنانيين في بلدة الحرجلة، مبيناً أن الحكومة السورية تقدر عالياً مواقف روسيا الداعمة للشعب السوري ووقوفها إلى جانبه في مختلف المراحل والظروف، ولاسيما في حربه ضد الإرهاب.
من جانبه أوضح إيغناسيوك أن مركز التنسيق الروسي لديه الرغبة بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وبعض الحقائب والمستلزمات المدرسية إلى مركز الإيواء في الحرجلة وإلى المناطق التي عاد إليها السوريون والتي خربها الإرهاب، لافتاً إلى أن المركز يتطلع للمساهمة في دعم جهود المحافظة بإعادة تأهيل بعض المباني التي دمرها الإرهاب كالمدارس والمستوصفات الصحية وغيرها.
ونوه إيغناسيوك بالجهود التي تقوم بها سورية في تنشيط الصناعة وعملية الإنتاج، وهو ما لمسه خلال زيارته إلى إحدى المناطق الصناعية بريف دمشق، مبيناً أنه يجري العمل والتنسيق لتقديم 3 محولات كهرباء وسيارة ترحيل قمامة للمناطق الصناعية.
مدارس حماة تستقبل أولاد الوافدين
وبيَّنَ مدير التربية بحماة المكلف إبراهيم المحمد لـ«الوطن» أن العديد من الأطفال اللبنانيين والسوريين الوافدين مع ذويهم من لبنان الشقيق جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم، أُلحقوا بمدارس المحافظة وفقاً لتعليمات وزارة التربية وحسب الأسس الناظمة لذلك كي يتابعوا تحصيلهم الدراسي.
وأوضح أن عدد التلاميذ والطلاب الذين التحقوا بالمدارس في المحافظة متغير بشكل شبه يومي، وأن العديد من ذوي الطلاب قدموا الوثائق والثبوتيات اللازمة لقبول أبنائهم في المدارس، ومن لم يكن يملكها كان يُكتفى منه بجواز السفر أو أي وثيقة ثبوتية أخرى، وإجراء سبر للتلاميذ والطلاب لإلحاقهم بالصفوف النظيرة للصفوف التي كانوا يدرسون فيها بلبنان الشقيق قبل العدوان الصهيوني الغادر عليه.
ولفت المحمد إلى أنه تم توجيه مديري المدارس كافة، باستقبال أي تلميذ أو طالب سوري أو لبناني وافد، وإلحاقه بأقرب مدرسة لمركز الإيواء أو لمكان إقامته الذي استأجرته عائلته، وفق التعليمات الوزارية، وتقديم كل التسهيلات الممكنة لهم ولذويهم، ليتمكنوا من متابعة دراستهم بكل يسر وسهولة.
وأكد أن تعليمات الوزارة تقضي بقبول التلاميذ والطلاب الوافدين من لبنان في مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي، وذلك لمن يرغب في متابعة تحصيله العلمي داخل المدارس السورية في جميع المحافظات، وأن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز العلاقات الأخوية بين سورية ولبنان وتقديم الدعم للتلاميذ الذين يواجهون صعوبات في مواصلة تعليمهم بسبب الظروف الحالية.
وذكر المحمد أن المديرية حريصة كل الحرص على تطبيق التعليمات الوزارية وتعمل بكل الإمكانات على تسهيل التحاق الطلاب الوافدين من لبنان من دون تعقيدات إدارية، ما يضمن لهم بيئة تعليمية مناسبة ومستقرة.
وأشار إلى أن هذه المبادرة دليل على التزام الحكومة السورية بدعم التعليم وفتح أبوابه لكل من يرغب في متابعة مسيرته التعليمية، بغض النظر عن جنسيته أو الظروف التي يمر بها.
وأكد أن المدارس السورية مستعدة لاستقبال الطلاب الوافدين وتوفير الموارد التعليمية اللازمة لهم، بالإضافة إلى تأمين الأجواء الملائمة لمواصلة تحصيلهم الدراسي بشكل طبيعي، ولتخفيف المعاناة التي قد يواجهها الطلاب الوافدون من جراء التحديات الاقتصادية والاجتماعية.
وذكر المحمد أن هذه الخطوة تجسد الروابط الأخوية بين البلدين الشقيقين، وأن المصير واحد ومشترك بكل الأوقات والظروف.
وتشارك منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، ممثلةً برئيسها المهندس خالد حبوباتي والسيد طلال المصري أمين عام المنظمة، بأعمال مجلس مندوبي الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر التي تنعقد في جنيف.
ويناقش مجلس المندوبين أعمال واستراتيجيات تتعلق بعمل الحركة فيما يخص الحماية والهجرة وإعادة الروابط العائلية ودورها كعامل للسلام والقدرة على الصمود مع إطلاق دعوات ومناشدات لمنع العواقب الإنسانية للحروب واحترام العمل الإنساني ودعمه.