رام اللـه حذرت من مخططات الكيان ضد «أونروا» وإطالة أمد الحرب … عباس: جرائم الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين لن تفلح بكسر صمودهم
| وكالات
أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بشدة، أمس الإثنين، ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال من تنكيل على يد سلطات الاحتلال، وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي، عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، بالتزامن مع تحذيرات رام اللـه من مخاطر «تشريع» الاحتلال ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
عباس اعتبر وفق ما نقلت وكالة «وفا» أن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال، يأتي في سياق الحرب الشاملة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، مؤكداً أن هذه الجرائم الإسرائيلية لن تفلح في كسر صمود الأسرى الأبطال، الذين دفعوا حريتهم ثمناً لكرامة وطنهم وشعبهم.
وطالب عباس، المنظمات الدولية، وخاصة منظمات حقوق الإنسان، بالتدخل الفوري والقيام بمسؤولياتها وفق الاتفاقيات الدولية الخاصة بالأسرى، لإجبار كيان الاحتلال على وقف جرائمه المتصاعدة بحق الأسرى الأبطال، وعلى رأسهم القائد مروان البرغوثي، الذي يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته وحياة الأسرى المعزولين عن العالم جراء الإجرام الإسرائيلي بحقهم.
في سياق متصل، اعتبرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين ونادي الأسير الفلسطيني أن تكرار عمليات الاعتداء من قوات الاحتلال الإسرائيلي على قيادات ورموز الحركة الأسيرة هو محاولات لاغتيالهم، وأوضحت الهيئة والنادي في بيان أمس نقلته «وفا» أن قوات الاحتلال نفذت في التاسع من أيلول الماضي جريمة جديدة بحق الأسير مروان البرغوثي ومجموعة من رفاقه المعزولين في معتقل «مجدو» تمثلت بالاعتداء الوحشي عليهم، ما تسبب له بعدة إصابات وخاصة في الجزء العلوي من الجسم.
بالتزامن، حذرت الرئاسة الفلسطينية، أمس الإثنين، من مخاطر «التشريع» الإسرائيلي ضد وكالة «أونروا»، وأشارت إلى أنه يشكل خرقاً للقانون الدولي، واستفزازاً للمجتمع الدولي بأسره، وحيت الرئاسة، مواقف الدول التي حذرت من مخاطر هذا التشريع، ومنها كندا وأستراليا وفرنسا وألمانيا واليابان وجمهورية كوريا والمملكة المتحدة، التي عبرت عن ذلك في بيان مشترك، أول من أمس.
وأكدت الرئاسة حسب «وفا» أن وكالة «أونروا» خط أحمر، وأن قضية اللاجئين هي جوهر القضية الفلسطينية، وأنه لا حل من دون حل قضية اللاجئين حلاً عادلاً وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، لافتة إلى أن «أونروا» أنشئت وفق قرار أممي في الـ18 من كانون الأول عام 1949.
وأوضحت الرئاسة الفلسطينية أنه لولا الدعم الأميركي المتواصل سياسيا ومالياً وعسكرياً لمصلحة الاحتلال، لما تجرأ على تحدي المجتمع الدولي، واتخاذ سياسات أغرقت المنطقة بالعنف وعدم الاستقرار، جاء ذلك قبيل تصويت لـ«كنيست» الاحتلال الإسرائيلي، بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروعي قانونين يهددان مستقبل «أونروا» في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويتعلق القانون الأول بحظر عمل الوكالة في القدس المحتلة، أما الثاني فيشمل سحب الامتيازات والحصانات الممنوحة لموظفي الوكالة الأممية.
في الأثناء، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، أن حكومة الاحتلال تتعمد إطالة أمد الحرب وتفاقم الأوضاع بهدف تعطيل أي جهود دولية لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، محذرة من استغلال حكومة الاحتلال إخفاق المجتمع الدولي بفرض التزامها بقرارات الشرعية الدولية وقوانينها الإنسانية.
وأوضحت الخارجية، في بيان أوردته «وفا»، أن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل تستخدم هذه الأوضاع لتعميق عمليات الإبادة الجماعية والتهجير القسري بحق الشعب الفلسطيني، مستغلة الوضع لتنفيذ جرائم التطهير العرقي وتسريع الضم التدريجي لأراضي الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.
وحذرت من أن إسرائيل تسعى لإعادة تشكيل المنطقة وفق رؤيتها القائمة على فرض القوة بعيداً عن السعي للسلام والحلول السياسية، وبينت أن هذه الحرب تبررها حكومة الاحتلال بذريعة «الوجودية»، في محاولة لإخفاء الانتهاكات الصارخة بحق الفلسطينيين، بما في ذلك عمليات التهجير الجماعي في غزة.
وجددت الخارجية الفلسطينية التأكيد على أن الحلول العسكرية لن تحقق الاستقرار والأمن في المنطقة، مشيرة إلى أن عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قراراته يساعد إسرائيل في التمادي بسياساتها الاستعمارية، ما يفاقم دوامة العنف ويعيق فرص السلام المستدام.
على صعيد متصل، أكد وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، في اتصال هاتفي مع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ موقف سلطنة عُمان الثابت والراسخ في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وحسب وكالة «وفا»، قال الشيخ: إنه بحث هاتفياً مع البوسعيدي، التصعيد الإسرائيلي الخطير في فلسطين ولبنان، وتحديدا ما يتعرض له شمال غزة، وضرورة وجود موقف عربي إسلامي لوقف هذه المجزرة، وأضاف إنه ناقش أيضاً مع الوزير العماني، موضوع المصالحة الفلسطينية الداخلية وضرورتها لمواجهة العدوان الإسرائيلي والمشاريع التآمرية التصفوية للقضية الفلسطينية، وأكد البوسعيدي، موقف سلطنة عُمان الثابت والراسخ في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.