طهران أكدت أن تداعيات عدوان الكيان ستكون مؤلمة وخارجة عن تصوره … بزشكیان: الكيان الصهيوني فشل بتحقيق أهدافه ولن نذعن أمام أي معتدٍ
| وكالات
أكد الرئیس الإيراني مسعود بزشكیان أن الكیان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه، في حين أوضح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان أن عدوان الكيان الصهيوني لم يكن له أدنى تأثير في القوة العسكرية الإيرانية، بينما شدد مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران علي أكبر ولايتي على أن بلاده ستتعامل مع كل عدوان بحزم، كما أعلنت الخارجية الإيرانية أن طهران لن تعدل عن حقها في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، وأن طبيعة الرد مرتبطة بشكل العدوان الذي تعرضت له.
وخلال اجتماعه بعدد من أعضاء مجلس الشورى الإسلامي، أمس الإثنين، قال بزشكیان: «الكیان الصهيوني كان يسعى إلى إعادة فتح سفاراته في الدول العربية، لكن اليوم الدول نفسها تدين الأعمال الوحشية لهذا الكیان»، مبيناً أن «الدبلوماسية تشكل إلى جانب المقاومة الشجاعة، تحدياً للكیان الصهيوني في مواصلة طريقه، وفق وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
وفي السياق، وخلال ترؤسه اجتماع الحكومة أول من أمس الأحد، شدد بزشكيان على أن بلاده لا تريد الحرب، لكنها ستدافع عن حقوق الشعب الإيراني، ولن تذعن أمام أي معتد، وأضاف: إن «الدول الحليفة لهذا الكيان الغاصب وعلى رأسها الولايات المتحدة تدعي الدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان، بينما التزمت الصمت أمام المجازر التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من النساء والأطفال بفعل ممارسات الكيان الصهيوني السفاح»، لافتاً إلى أن «الضمائر الحية في شتى أنحاء العالم أعربت عن استنكارها لجرائم هذا الكيان».
إلى ذلك، وخلال تقديمه واجب العزاء في مكتب حركة حماس في طهران باستشهاد القائد يحيى السنوار، أوضح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي أكبر أحمديان، أن قوة إيران لا تزال قائمة، وأن جبهة المقاومة منتصرة وستحقق أهدافها، وشدد على أن «ميدان اليوم يظهر حالة المقاومة وفشل العدو الصهيوني في تحقيق أهدافه بعد عام » حسب «إرنا».
بدوره، أشار مستشار قائد الثورة الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إلى أن «إيران لم تبدأ أي حرب في التاريخ، لكنها تتعامل مع كل عدوان بحزم، بحيث تدفع المعتدين إلى الندم»، وخلال مقابلة مع صحيفة «فایننشال تایمز» البريطانية، قال ولايتي: «من وجهة نظر المراقبين، فإن الدولة الوحيدة في العالم التي تمكنت من كسر القبة الحديدية للكيان الصهيوني، هي إيران، وبالتالي العدوان الأخير لم يكن له أي أهمية في الواقع».
وفي سؤال عن الثقة في الأميركي لوضع حد للتوتر في المنطقة، رأى ولايتي أن الولايات المتحدة أظهرت أنها لا تريد خفض التوتر، وأضاف: «تجربتنا الطويلة والمريرة مع الولايات المتحدة في التفاوض تظهر أنه لا يمكن الوثوق بها أبداً»، واستدرك قائلاً: «ما يقوله بايدن بهدوء، يصرخ به ترامب».
من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في مؤتمر صحفي أمس، أن إيران لن تعدل عن حقها في الرد على الاعتداءات الإسرائيلية على أراضيها، مبيناً أن طبيعة الرد مرتبطة بشكل العدوان الذي تعرضت له، وقال: «موقفنا واضح، وسنستخدم جميع الوسائل المتاحة للرد بشكل حاسم على العدوان الإسرائيلي، وهذا الأمر يقرره المسؤولون في البلاد»، وأردف: «القوات الإيرانية المسلحة كانت تتابع وترصد تحركات الاحتلال الإسرائيلي، ورأينا نتائج ذلك عند نجاح دفاعاتنا في التصدي لعدوان الاحتلال».
وأشار بقائي إلى أن هناك إدانات واسعة النطاق في المنطقة لاعتداءات الصهاينة، حيث تم التوصل لنتيجة مفادها أنه ينبغي اتخاذ موقف ضد الأعمال الإجرامية الصهيونية، مبيناً أن الدبلوماسية لا تزال وسيلة لمنع انتشار الحرب في المنطقة، وقال: «إن المشاورات الدبلوماسية في الأسابيع الأخيرة أكدت أنه يجب على جميع الدول مراقبة الوضع، وإذا لزم الأمر إبلاغ بعضها بعضاً بالوضع غير المناسب», ولفت بقائي إلى جهود وزارة الخارجية الإيرانية لوقف جرائم الكيان الصهيوني وعمليات الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مشيراً إلى أن وقف هذه الإبادة هو الهدف الذي سعت إليه طهران منذ البداية، ولكن الأطراف الأخرى أظهرت عدم جدية في ذلك وكان حضورهم يزيد التوتر بدلاً من تهدئته، وأوضح أن السبب الرئيسي لبقاء وتوسع الكيان الصهيوني هو الدعم الأميركي اللامحدود، وقال إن النهج الأميركي في هذا الخصوص كان واضحاً ويجب على الإدارة الأميركية إيقاف هذا الكيان عند حده من خلال وقف الأسلحة والدعم الاستخباري والسياسي له.
وبشأن موقف إيران من العقيدة النووية قال بقائي: «موقفنا من أسلحة الدمار الشامل واضح فنحن لا نؤمن أبداً بتحويل برنامجنا النووي إلى برنامج عسكري»، ورداً على سؤال حول عدم تزويد روسيا لإيران بمنظومات دفاعية أو مقاتلات «سوخوي 35»، قال بقائي إن «إيران تعتمد على قدراتها وتفتخر بأن ما أنجزته هو ضمن قدراتها الدفاعية، وأن ما يحفظ أمن إيران هو الاعتماد على قدراتها وإمكاناتها».
من جانبه، شدد قائد حرس الثورة في إيران اللواء حسين سلامي، على أن تداعيات خطوة الكيان الإسرائيلي الأخيرة ستكون مؤلمة وخارجة عن تصوره، وأثبتت خطأ حسابات الكيان وعجزه في ساحة القتال أمام المقاومة، خاصة في غزة ولبنان.
وفي رسالة تعزية باستشهاد عدد من قوات الدفاع الجوي خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران وجهها أول من أمس الأحد، إلى القائد العام للجيش الإيراني اللواء عبد الرحيم موسوي، قال سلامي: «أتقدم بالتهنئة والتعزية بالاستشهاد المشرف لـ4 من قوات الدفاع الجوي في العدوان الصهيوني الأخير»، مؤكداً أن جاهزية الدفاعات الجوية الإيرانية أفشلت العدوان الإسرائيلي غير القانوني على إيران.