عربي ودولي

المشاركون بمنتدى «الاتحاد من أجل المتوسط» دعوا إلى وضع حد لما تقوم به إسرائيل … بوحبيب: تعزيز قدراتنا الدفاعية.. إسبانيا تندد بهجمات الكيان.. وبوريل: وقف إطلاق النار

| وكالات

دعا وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد اللـه بوحبيب أمس إلى مساعدة لبنان لتحقيق وقف النار وتنفيذ الـ1701 وتعزيز قدراته الدفاعية، على حين دعا المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مجدداً إلى وقف إطلاق نار فوري في لبنان وغزة، في حين نددت إسبانيا بالهجمات «التي تستهدف المدنيين» في لبنان وطالبت بوقفها فوراً.
وعقدت أمس في مدينة برشلونة الإسبانية أعمال منتدى «الاتحاد من أجل المتوسط» برئاسة بوريل ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وتضم منظمة «الاتحاد» 43 بلداً، من بينها فلسطين والأردن وألبانيا والمغرب وتونس والجزائر ومصر ولبنان وموريتانيا، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
وفي كلمة له خلال الافتتاح، دعا بوريل مجدداً إلى وقف إطلاق نار فوري في لبنان وغزة، معتبراً أن العدوان الإسرائيلي المتكرر على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب اللبناني «يونيفيل» غير مقبول وقال: إن «الاتحاد الأوروبي يطلب وقف إطلاق نار فورياً في لبنان وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة»، معتبراً أن هجمات الجيش الإسرائيلي على منشآت وموظفي «يونيفيل» غير مقبولة أبداً، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس».
كما دعا بوريل إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولاسيما في شماله، حيث يواجه أسوأ أزمة إنسانية، وقال: «الطريقة التي تشن فيها هذه الحرب ضد المدنيين تثير مخاوف خطرة وتطرح الكثير من الأسئلة بلا أجوبة»، مطالباً دول الاتحاد من أجل المتوسط بالضغط من أجل وضع حد لهذا الوضع المأساوي.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في كلمته أمام المنتدى أن إفلات إسرائيل من العقاب مكنها من مواصلة خروقاتها، وقال الصفدي: إن إسرائيل تخرق اتفاقياتها مع الاتحاد الأوروبي وإذا لم يواجه ذلك بجرأة فلن تكون هناك مصداقية للاتحاد، وأضاف الصفدي، إن الحكومة الإسرائيلية الحالية تريد إبعاد كل الفلسطينيين من أراضيهم ولا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي، مؤكداً أنه لا بديل من حل الدولتين سوى مزيد من الحرب، حسب وكالة عمون الإخبارية الأردنية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع بوريل ووزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس في وقت لاحق، قال الصفدي إن ما تقوم به إسرائيل في شمال غزة هو جريمة تطهير عرقي عبر قتل الأطفال وتجويعهم وقصف المساجد والكنائس، إلى جانب ما تقوم به في لبنان من دون إجراءات رادعة من مجلس الأمن، داعياً الاتحاد الأوروبي للتحرك ووقف هذا العدوان، ووقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وفرض عقوبات عليها.
وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد اللـه بوحبيب قال في كلمته أمام المنتدى حسبما نقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن لبنان يعاني اليوم ويلات حرب طاحنة تهدد مصيره، ومستقبل أبنائه، وقد تحوّلت معظم المناطق اللبنانية التي لم تتعرض للقصف والدمار لتاريخه إلى ملجأ ومأوى لمليون وأربعمئة ألف نازح لبناني.
وأضاف إن أكثر ما يقلقنا اليوم في لبنان هو الفتنة الداخلية نتيجة توسع الاحتكاكات بين النازحين اللبنانيين، وسكان المناطق التي نزحوا اليها، فلبنان يعاني أزمة اقتصادية حادة منذ العام 2019، ولم يتعافَ منها لتاريخه إذا لم تتوقف الحرب فورًا.
وقال: بوحبيب: نحن نريد أن نعيش بسلام وأمان، ولتحقيق ذلك، نطلب دعمكم ومساعدتكم لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل مندرجاته بصورة متوازنة من الطرفين، إضافة إلى انسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها خلال عدوانها المستمر، وعودتها إلى جانبها من الحدود المعترف بها دولياً.
كما دعا إلى تعزيز القدرات الدفاعية للبنان، لنشر الجيش اللبناني معززاً بالعتاد والعناصر على طول الحدود الجنوبية الدولية وجنوب نهر الليطاني، مع التأكيد أن السلطة الوحيدة الشرعية هي سلطة الدولة اللبنانية، وفقاً لما جاء في القرار 1701، مشيراً إلى أن الاستقرار والهدوء يحتاج إلى قوات مسلحة لبنانية قادرة على تحويل ضعف لبنان إلى قوة.
كما طلب المساعدة في إعادة النازحين على طرفي الحدود إلى قراهم وبلداتهم، وتقديم مساعدات إنسانية عاجلة لمليون وأربعمئة الف نازح لبناني، وقال: «تحويل المساعدة الدولية للنازحين السوريين الذين عادوا إلى وطنهم أقل كلفة وأكثر فعالية، ونظراً للوضع الحالي في لبنان، أصبحت سورية أكثر أمنا، إضافة إلى تعزيز فرص السلام من خلال المساعدة بإعادة الإعمار في المناطق اللبنانية المنكوبة من أجل تأمين مقومات الحياة الكريمة والآمنة للعائدين إلى ديارهم».
وفي بيان مشترك للبنان وإسبانيا بعد اجتماع بوحبيب ونظيره الإسباني عممته وزارة الخارجية اللبنانية حسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، شدد البلدان على الدعوة إلى وقف دائم وفوري لإطلاق النار يسمح بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، بما في ذلك «إعادة بسط سيادة الدولة على كامل ترابها، ويضمن عودة النازحين على كلّ من جانبَي الخط الأزرق إلى منازلهم».
وجاء في البيان: «تدين إسبانيا ولبنان الهجمات ضد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وضدّ الجيش اللبناني، كما تدين حكومتا البلدين الهجمات ضد الأطقم الطبية والمرافق الصحية، الصحفيين والمدنيين وتطالبان بالاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف. وتلتزم إسبانيا ولبنان بالعمل معًا من أجل استقرار الوضع في جنوب البلاد وبناء سلام دائم في المنطقة. وقبل ذلك نقل موقع «النشرة» الإلكتروني عن ألباريس قوله «نندد بالهجمات التي تستهدف المدنيين في لبنان ونطالب بوقفها فوراً»، مؤكداً أننا «نسعى للتوصل إلى هدنة مستدامة في لبنان»، وأضاف إن قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان يعيشون منذ عام «تراجيديا تهدد استقرار منطقة دول البحر الأبيض المتوسط».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن