من دفتر الوطن

علم المعجزات

| عبد الفتّاح العوض

في علم الاقتصاد لا يوجد تعبير معجزات اقتصادية لكن المعجزات الاقتصادية حدثت فعلاً وهذه المعجزات ليست بعيدة زمنياً ولا مكانياً، عندما أطلق الاقتصاديون مفهوم المعجزة الاقتصادية كانت تتعلق بألمانيا بعد الحرب العالمية وباليابان أيضاً والآن يتحدثون عن المعجزة الصينية مروراً بما تم الحديث عنه خلال فترة طويلة عن النمور الآسيوية.

وحكماً لا يوجد شيء اسمه علم المعجزات إلا أنه تعبير عن دراسة الظواهر الغريبة والخارقة من هنا فإن المعجزة الاقتصادية التي تسجل لنا هي: قدرة الأسرة السورية على تأمين الحدود الدنيا للمعيشة في ظل ارتفاع أسعار وانخفاض الدخل.

المعجزة الاقتصادية عالمياً نمو كبير وسريع يفوق توقعات خبراء الأعمال.

لاشك بأننا نعيش في عالم فيه الكثير من المعجزات لكننا لم نكن جزءاً منها في الاقتصاد، وإذا كان هناك احتمال ما ولو كان مستبعداً فلن يكون على المدى القريب، فالمسألة تتعلق بالظروف التي نعيشها ويعيشها العالم من اختلالات كبيرة وهائلة سببت الكثير من المشاكل التي لا يمكن حتى التنبؤ بمواعيد حلها، المعجزة الاقتصادية السورية مستبعدة لأننا حتى الآن لم نسلك أي طريق يوحي بأننا عرفنا المخرج، لكن إن أردنا أن نتحدث عن علم الاقتصاد فإن المعجزات الاقتصادية تحدث بعد الحروب، ففي هذا الوقت يصبح النمو الاقتصادي مرتفعاً وتعلن الدورة الاقتصادية عن مرحلة الازدهار، وفي بلدنا كل القطاعات بحاجة إلى نمو ولديها فرصة كبيرة لتتطور لأنها في القاع أو قريبة منه، وبالتالي أي إنجاز في أي قطاع سوف ينعكس رقمياً وعملياً بشكل كبير.

سيكون مبالغاً أن نأمل بمعجزة اقتصادية في هذه الأحوال، لكن من واجبنا قبل أن يكون من حقنا إحداث حالة جديدة في الاقتصاد.

– حان الوقت لأن نتقدم بجرأة نحو التغيير، وهذا لا يحدث ونحن نعمل بعقلية العمل «يوم بيوم» ونقدم أفكارنا نحو الإصلاح بخجل.

– القصة هنا تتعلق بقدرة الاقتصاد السوري على أن يرمم نفسه ويتيح لكل القطاعات إعادة الحياة من جديد.

– حتى الآن المواطن يريد الحد الأدنى، لكن الحد الأدنى غير كافٍ، ويجب ألا يكون طموحنا فقط الحد الأدنى، صحيح أن أي معجزات لن تحدث ليس لأنه لا يوجد في الاقتصاد معجزات من الناحية العلمية وإن كانت موجودة من الناحية الواقعية، لكن لا يوجد أي غيوم في السماء توحي بأننا مقبلون على تطورات اقتصادية مهمة وفاعلة.

نحن الآن نحاول إدارة الأزمات – لم نحقق علامة النجاح – وليس حلّها، وفارق كبير بين أن تعمل على إدارة الأزمات والمشاكل، وبين أن يكون لديك خطة أو خريطة طريق لحل هذه المشاكل.. المواطن السوري لا يطالب بمعجزة اقتصادية لأنه يدرك أنها غير ممكنة، لكنه يطالب بأن تساعدوه على تحقيق معجزته الشخصية، وهي تأمين الحدود الدنيا من متطلبات الحياة اليومية.

أقوال:

• المعجزات تحدث لمن يؤمن بها.

• لقد رأيت الثقب في سفينتك منذ اليوم الأول للرحلة، ولكنني قررت الإبحار معك، ظناً مني أن الحب يصنع المعجزات.

• المستحيل قد لا نبلغه، ولكنه يفيدنا كفانوس أو كدليل نهتدي به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن