منظمات دولية حذرت من قرار الاحتلال بشأن «أونروا».. و«آكش أيد»: أرعن … غوتيريش : عواقبه مدمرة.. لازاريني: سابقة خطيرة.. «الصحة العالمية»: غير مقبول
| وكالات
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن تنفيذ إسرائيل قرارها منع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من مواصلة تنفيذ عملها في الأراضي الفلسطينية يحمل عواقب مدمرة على اللاجئين الفلسطينيين.
وطالب غوتيريش في منشور له على منصة «إكس» الكيان الإسرائيلي بالعمل وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وأشار إلى أنه ليس بإمكان «التشريعات» التي تصدرها إسرائيل أن تبدل وتغير من هذه الالتزامات، وتابع: «إنني ألفت انتباه الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى هذه القضية، كما إنني سأبقي الجمعية على اطلاع مع تطور الوضع»، مشدداً على أنه ليس هناك أي بديل من أونروا».
وأول من أمس الإثنين، أكد غوتيريش أن محنة الفلسطينيين المحاصرين شمال قطاع غزة لا تطاق جراء الإبادة الجماعية المتواصلة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
بدوره، حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس غيبريسوس من أن قرار الكيان الإسرائيلي بحق «أونروا» سيؤدي إلى عواقب مدمرة، وكتب غيبريسوس على منصة «إكس» قائلاً: «تم إنشاء أونروا من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وسيؤدي القرار الإسرائيلي الذي يمنعها من تنفيذ مهامها إلى عواقب مدمرة، إنه أمر غير مقبول ويتناقض مع التزامات وواجبات إسرائيل، ويهدد الأشخاص الذين تعتمد حياتهم وصحتهم على هذه المنظمة الدولية».
في السياق، اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فيليب لازاريني أن إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي قراراً بمنع أنشطة الوكالة في الأراضي الفلسطينية يعد تصعيداً تاريخياً غير مسبوق ويشكل سابقة خطيرة، ويعارض ميثاق الأمم المتحدة وينتهك التزامات «إسرائيل» بموجب القانون الدولي.
وأوضح لازريني في منشور له على منصة «إكس» الليلة قبل الماضية، أن هذا التشريع هو الأحدث في الحملة المستمرة لتشويه سمعة «أونروا» ونزع الشرعية عن دورها في تقديم المساعدات والخدمات التنموية والإنسانية للاجئي فلسطين وسيؤدي إلى تعميق معاناتهم، وخاصة في قطاع غزة الذي يعيش منذ أكثر من عام في جحيم مطلق، وسيحرم أكثر من 650 ألف طفل هناك من التعليم، ما يعرض جيلاً كاملاً من الأطفال للخطر.
بدورها، أدانت منظمة «آكشن أيد» الدولية غير الحكومية بشدة «التشريع» الذي أقره «كنيست» الاحتلال الإسرائيلي، وأشارت إلى أن هذا القرار يعيق قدرة الوكالة على تقديم المساعدات الإنسانية الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين.
وحسب وكالة «وفا»، قال المدير العام للمنظمة في فلسطين جميل سوالمة: «هذا الحظر على أونروا، التي تقدم خدمات إنقاذ الحياة، هو هجوم أرعن على الإنسانية، وسيؤدي إلى كارثة إنسانية تهدد حياة عدد لا يُحصى من الفلسطينيين، إننا ندين هذا التشريع بأشد العبارات، ونقف متضامنين مع أونروا التي لا غنى عن دورها في دعم الملايين من اللاجئين الفلسطينيين، هذا القرار المرفوض الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية سيُضعف البنية الأساسية للاستجابة الإنسانية في غزة، ويقطع شريان الحياة الأساسي عن ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون أوضاعاً لا تُحتمل».
وأوضحت «آكشن أيد» في بيان أن «أونروا»، بتفويض من الجمعية العامة للأمم المتحدة، تقدم خدمات حيوية تشمل التعليم والرعاية الصحية والدعم الاجتماعي لملايين الفلسطينيين، واعتبرت أن هذا القرار لا يمثل فقط إهانة للقيم الدولية القائمة على التعددية، بل يعد أيضاً سابقة خطيرة ذات أبعاد عالمية.
وقالت المنظمة: جاء هذا التصويت وسط تصاعد العنف في غزة، حيث تواصل القوات الإسرائيلية قصف المناطق المأهولة بالسكان، ما أدى إلى خسائر بشرية فادحة ودمار هائل في البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات الأخيرة المتبقية في القطاع، وقد هُجر مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرا، بينما يقف العالم متفرجاً، مكتفياً بالصمت تجاه هذه الكارثة الإنسانية.
وأقر «الكنيست» الإسرائيلي، أول من أمس الإثنين، بشكل نهائي، بالقراءتين الثانية والثالثة، قانوناً يحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من خطورة هذا التشريع الذي ينتهك المواثيق والقوانين الأممية والدولية.