«البنتاغون» متخوف من نفاد صواريخه الاعتراضية وصراع محتمل مع الصين … «ناشونال إنترست»: إسرائيل تسعى لجر أميركا إلى حرب مباشرة مع إيران
| وكالات
أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، بأن وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» تخشى نفاد مخزونها من الصواريخ الاعتراضية من دون التمكن من تعويضها، في حين لفتت مجلة «ناشونال إنترست» إلى أن إسرائيل تسعى لجر الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع إيران.
وفي التفاصيل، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين قولهم: إن «البنتاغون» بات يعاني من نقص في بعض أنواع صواريخ الدفاع الجوي، الأمر الذي يُثير تساؤلات حول استعداداته للتدخل في الشرق الأوسط وأوروبا والصراع المحتمل في المحيط الهادئ، مشيرين إلى أن الصواريخ الاعتراضية أصبحت بسرعة كبيرة أكثر الذخائر المطلوبة خلال الأزمة في الشرق الأوسط، حيث تواجه إسرائيل تهديداً متزايداً من الصواريخ والطائرات من دون طيار.
كما لفتت الصحيفة إلى أن النقص يصبح أمراً مقلقاً، ولاسيما بعد «الضربات» الإسرائيلية ضد إيران، التي يخشى المسؤولون الأميركيون أن تؤدي إلى موجةٍ أخرى من الهجمات المضادة من جانب طهران، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة أطلقت أكثر من 100 صاروخ «قياسي» منذ السابع من تشرين الأول من العام الماضي، في حين لا تكشف وزارة الدفاع الأميركية علناً عن مخزوناتها لأنّها «معلومات سرية» تخشى واشنطن من أن تستثمرها دول معادية لها.
وأضحت الصحيفة أن الاستخدام المكثف لمخزون البنتاغون «المحدود» من الصواريخ الاعتراضية يثير مخاوف بشأن قدرة واشنطن وحلفائها على مواكبة الطلب المرتفع غير المتوقع الناجم عن الحرب الإسرائيلية على دول في الشرق الأوسط، وكذلك دعم واشنطن لكييف، كما يخشى البنتاغون أن ينفد مخزونه بشكلٍ أسرع مما يتم إنتاجه، ما يجعل الولايات المتحدة عُرضة لصراع محتمل مع الصين في المحيط الهادئ.
وبيّنت الصحيفة، أن الولايات المتحدة «لم تطور قاعدة صناعية دفاعية مخصصة لحرب استنزاف واسعة النطاق في كل من أوروبا والشرق الأوسط، مع تلبية معايير استعدادها الخاصة»، وقال نائب مدير برنامج الدفاع التقليدي في مركز «ستيمسون» الأميركي، إن «كلاً من هاتين الحربين (الشرق الأوسط- أوكرانيا) عبارة عن صراعات ممتدة، وهو أمر لم يكن جزءاً من التخطيط الدفاعي للولايات المتحدة».
وكشفت الصحيفة أنه ثبت لواشنطن أن زيادة إنتاج الأسلحة أمرٌ صعب بالنسبة إلى البنتاغون، لأنه يتطلب غالباً أن تفتح الشركات خطوط إنتاج جديدة، وتوسع المرافق وتوظف عمالاً إضافيين وغالباً ما تكون الشركات مترددة في الاستثمار بهذا التوسع من دون إن تعلم إن كان البنتاغون ملتزماً بالشراء بمستويات متزايدة على المدى الطويل أم لا.
وفي وقتٍ سابق، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أن إسرائيل تُواجه نقصاً «وشيكاً» في الصواريخ الاعتراضية، في حين تعمل على تعزيز الدفاعات الجوية بمساعدة واشنطن لحمايتها من الاستهداف، وتعد «الصواريخ القياسية» التي تُطلق عادةً من السفن وتأتي من أنواع مختلفة، من بين الصواريخ الاعتراضية الأكثر شيوعاً التي استخدمتها الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل من الاستهدافات الصاروخية الإيرانية، ومن الاستهدافات اليمنية للسفن الإسرائيلية أو الغربية المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من خلال البحر الأحمر.
إلى ذلك، تحدثت مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية عن سعي إسرائيل لجر الولايات المتحدة إلى حرب مباشرة مع إيران، في حين أن رؤية واشنطن مختلفة وحذرة تجاه هذه الخطوة، موضحةً أن على «تل أبيب» أن تكون حذرة فيما تتمنى، حيث إن آخر ما قد تريده هو أن يُنظر إليها في واشنطن باعتبارها عبئاً إستراتيجياً.
وأشارت المجلة إلى تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي أكد فيها أن «إسرائيل تحمي المصالح الأميركية من خلال الوقوف في وجه طهران»، مضيفاً: «امنحونا الأدوات بشكل أسرع وسننجز المهمة»، حيث أجرت الصحيفة مقارنةً بين طلب نتنياهو، وطلب رئيس الحكومة البريطانية ونستون تشرشل، في أربعينيات القرن الماضي، المساعدة المالية والعسكرية من الولايات المتحدة لمساعدته في محاربة أدولف هتلر، وقالت: «التكهنات في واشنطن في السنوات الأخيرة كانت أن نتنياهو، مثل تشرشل في بداية الحرب العالمية الثانية، كان يأمل في إيجاد الظروف التي من شأنها أن تدفع الأميركيين إلى التدخل العسكري المباشر إلى جانب إسرائيل في الحرب ضد إيران»، لكن في أعقاب التدخلات العسكرية الفاشلة في العراق وأفغانستان، «أصبح من الواضح أن الأميركيين غير مهتمين بالانجرار إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط»، وفق المجلة.