عربي ودولي

توعدت الرد «بأفضل طريقة» على الكيان.. إيران ترفع ميزانيتها الدفاعية 200 بالمئة … عراقجي للسفراء الأجانب: بذل الجهود لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان

| وكالات

جدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، دعوة بلاده إلى بذل الجهود الدبلوماسية الجماعية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، مطالباً المجتمع الدولي بإجراءات عاجلة وحاسمة لوقف إبادة الشعبين الفلسطيني واللبناني، ومعالجة الأوضاع الإنسانية المتفاقمة وإيصال المساعدات إلى النازحين، في حين أعلنت الحكومة الإيرانية أن طهران قررت رفع ميزانية القطاع العسكري للعام المقبل بنسبة 200 بالمئة، مؤكدة أن إيران ستستخدم حقها في الرد على العدوان الإسرائيلي على أراضيها بـ«أفضل طريقة».
وخلال لقاء مع السفراء الأجانب المعتمدين لدى طهران، أمس الثلاثاء، قال عراقجي: إن «استمرار الجرائم الإسرائيلية يعرض السلم والأمن الدوليين للخطر، وعلى مجلس الأمن الوقوف في وجه إسرائيل، وفرض عقوبات عليها بناء على الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لإصرارها على مواصلة الحرب وقتل الأبرياء في غزة ولبنان»، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا».
على خط موازٍ، وفي مؤتمر صحفي أمس، نقلته «إرنا»، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني: «إن الميزانية يجب أن تغطي كل نفقات البلاد، والآن كل الجهود موجهة لتلبية الاحتياجات الدفاعية، حيث تم إيلاء اهتمام خاص لهذا الموضوع، لذلك نشهد زيادة كبيرة في الميزانية العسكرية بنسبة أكثر من 200 بالمئة».
وأضافت مهاجراني: إن «إسرائيل تظن أن بمقدورها ضرب الوحدة الوطنية في إيران من خلال إجراءاتها، لكنها ستعزز بذلك الوحدة والانسجام الوطني بين الإيرانيين»، مشددة على أن المجلس الأعلى للأمن القومي سيحدد زمن وكيفية الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي، مبينة أن الدبلوماسية النشطة لوزارة الخارجية الإيرانية تتواصل، كما أن تضامن الدول الإقليمية والأوروبية مع إيران أمام العدوان الإسرائيلي يحمل رسائل مهمة، وأضافت: «كما شهدنا فإن إرادة العدو للعدوان على إيران تراجعت».
ولفتت مهاجراني إلى أن الأجواء في المنطقة متوترة، وهذا الأمر يعود إلى مطامع الكيان الصهيوني، حيث قام بتصعيد التوتر لأنه لم يتمكن من الانتصار في الحرب ضد شعب غزة ولبنان، مشددة على أن سياسة إيران هي إزالة التوتر وتقليل التهديدات، وحول الحظر المفروض على إيران، قالت مهاجراني: «تزعم الدول الغربية أن الحظر المفروض علينا هو عسكري فقط، وليعلم الشعب أن الحظر ليس عسكرياً فحسب، بل إن هذا الحظر غالباً ما يسبب مشكلات في توريد وتأمين المواد الخام الصيدلانية»، مشيرة إلى أن الحكومة تخطط لاستيراد اللقاحات على المدى القصير وتعزيز القاعدة المعرفية للبلاد على المدى الطويل.
ورداً على سؤال حول موقف إيران من الفائز في الانتخابات الأميركية، قالت مهاجراني: «مسألة هذه الانتخابات تتعلق بالشعب الأميركي ولا يهمنا أياً من هذين المرشحين سيفوز في الانتخابات، نأمل أن يقوم أي مرشح يفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية بتصحيح السياسات السابقة واحترام السيادة الوطنية للدول الأخرى وتجنب الإجراءات المسببة للتوتر التي شهدناها على مر السنين».
بدوره، وفي كلمة له خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول العدوان الصهيوني الأخير على إيران ليلة الإثنين الثلاثاء، أشار مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إلى أن دعم الولايات المتحدة غير المشروط للكيان الإسرائيلي وعرقلتها أداء مجلس الأمن الدولي واجباته، جعلا هذا الكيان أكثر وقاحة في جرائمه واعتداءاته، وأردف قائلاً: «الولايات المتحدة متواطئة سابقاً في جرائم الحرب المستمرة التي يرتكبها الكيان، إضافة إلى حملة الإبادة الجماعية بحق المدنيين والبنية التحتية في غزة ولبنان، حيث إن معظم القنابل التي يسقطها الكيان الإسرائيلي على غزة ولبنان هي من صنع أميركي».
وشدد إيرواني على أن الكيان الإجرامي الإسرائيلي، بارتكابه عملاً عدوانياً متعمداً ضد سيادة إيران وسلامة أراضيها انتهك بوضوح القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقال: «سيكون ردنا وفق القانون الدولي وفي الوقت المناسب وهو ما أقرته المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أنه لا يمكن للمجتمع الدولي، ولا ينبغي له أن يظل صامتاً في مواجهة مثل هذه الانتهاكات، وتتجلى تكاليف هذا الصمت في فلسطين ولبنان، حيث تعمل حصانة الكيان الإسرائيلي على إدامة دائرة من العنف وعدم الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة.
وأضاف إيرواني: «نحن ندين عدوان الكيان الإسرائيلي بأقوى طريقة ممكنة، وإن الأعمال العدائية التي يقوم بها هذا الكيان تشكل انتهاكاً واضحاً وخطراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة مبدأ السيادة وسلامة الأراضي وحظر التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد سيادة الدول، فهذه المبادئ ليست مجرد أفكار، بل هي الأسس الأساسية التي يقوم عليها السلام والاستقرار الدوليان»، مشيراً إلى أن ميثاق الأمم المتحدة يكلف هذا المجلس تحديد أي تهديد للسلام أو خرق له أو أي عمل عدواني واتخاذ إجراءات حاسمة لاستعادة السلام والأمن الدوليين، وبموجب الفصل السابع يتمتع المجلس بسلطة وواجب الرد بقوة على التهديدات التي يتعرض لها السلام الدولي، وأعمال العدوان تتطلب المسؤولية أكثر من مجرد كلمات أو نصائح، بل يتطلب الأمر اتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة».
إلى ذلك، أدانت مملكة بروناي في بيان، العدوان الإسرائيلي على إيران، مؤكدة أنه يشكل انتهاكاً خطراً للقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك احترام سيادة أي دولة وسلامتها الإقليمية، كما أعربت عن قلقها العميق إزاء الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة ولبنان، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته القانونية والأخلاقية، وخاصة منع قتل المدنيين الأبرياء واستخدام التجويع القسري للشعب الفلسطيني، والتي تندرج كلها في إطار الإبادة الجماعية للفلسطينيين من الكيان الإسرائيلي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن