موسكو: واشنطن حرضت على التصعيد ضد إيران.. وبكين: قلقون من أعمال إسرائيل … بوتين يطلق تدريبات إستراتيجية: استخدام الثالوث النووي إجراء أخير لضمان أمن البلاد
| وكالات
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا لن تنجر إلى سباق تسلح، لكن ستحافظ على القوات النووية عند مستوى الكفاية اللازمة، مؤكداً أن «الثالوث النووي» لا يزال ضامناً موثوقاً لسيادة روسيا، في حين أوضح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن الولايات المتحدة وحلفاءها تسببوا بالمزيد من التصعيد في الشرق الأوسط من خلال دعمهم الهجوم الذي قام به الكيان الصهيوني ضد إيران.
وخلال جلسة تدريبية لقوات الردع النووي الإستراتيجي، أمس الثلاثاء، قال بوتين: «أود أن أؤكد أننا لن ننجر إلى سباق تسلح جديد، لكننا سنحافظ على القوات النووية عند مستوى الكفاية اللازمة»، مبيناً أنه خلال تدريب قوات الردع النووي الإستراتيجية، سيتم التدرب على إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وقال: «نحن نفهم جيداً أن الثالوث النووي هو الذي لا يزال ضامناً موثوقاً لسيادة وأمن بلدنا، ويسمح لنا بحل مشكلات الردع الإستراتيجي، فضلاً عن الحفاظ على التكافؤ النووي وتوازن القوى في العالم، أنها حقيقة موضوعية للاستقرار العالمي».
وبيّن بوتين، أن قوات الردع الإستراتيجية الروسية، زادت قدراتها للتغلب على أنظمة الدفاع الصاروخي، إضافة إلى أن إدخال أحدث طرادات الغواصات النووية إلى البحرية مستمر، فضلاً عن تحديث القاذفات الإستراتيجية بعيدة المدى،
وأضاف: «وفقاً لبرنامج التسلح الحكومي، سنقوم بشكل منهجي بنقل قوات الصواريخ الإستراتيجية، إلى أنظمة صاروخية جديدة ثابتة ومتحركة، والتي تتمتع مقارنة بالأجيال السابقة بدقة أعلى وتقليل وقت التحضير للإطلاق، من المهم للغاية زيادة القدرات للتغلب على أنظمة الدفاع الصاروخي».
وفي سياق منفصل، وخلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول العدوان الصهيوني الأخير على إيران ليل الإثنين الثلاثاء، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا: «إن الولايات المتحدة وعدداً من حلفائها لم يحاولوا إقناع إسرائيل بضرورة التخلي عن هذه المغامرة الخطيرة للغاية، بل كانوا يشيرون بشكل مباشر أو غير مباشر إلى أن من حقها الإقدام على مثل هذا الرد»، وتابع: «هم تصرفوا بشكل غير مسؤول، لأنهم كانوا يحرضون بشكل متعمد على جولة جديدة من التصعيد في الشرق الأوسط، بدلاً من محاولة إقناع الأطراف بالامتناع عن تبادل الضربات من جديد»، لافتاً إلى أن واشنطن كانت تزود إسرائيل بالمعلومات الاستخبارية الضرورية لتوجيه تلك الضربات، وفق «روسيا اليوم».
وأوضح نيبينزيا أن الهجوم لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يزعزع استقرار الأوضاع المتفاقمة أصلاً إلى أقصى حد في منطقة الشرق الأوسط، داعياً الولايات المتحدة إلى أن تتعامل بمسؤولية مع التزاماتها كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، وتسمح للجهاز الرئيس للأمم المتحدة المسؤول عن الحفاظ على السلام والأمن الدولي بأن يستخدم كل الأدوات الموجودة لديه لوقف النزاع وتنفيذ القرارات ذات الشأن حول التسوية في الشرق الأوسط، وأردف بالقول: «هذا فقط سيشكل الأساس لإعادة إطلاق عملية التسوية السلمية للقضية الفلسطينية على أساس المرجعيات الدولية المعترف بها، المبنية على مبدأ حل الدولتين، الذي نؤيده جميعنا دائماً».
في السياق، أوضح مندوب الصين في مجلس الأمن تشانغ جون، أن الوضع في الشرق الأوسط هش، وأن وقف إطلاق النار في غزة ما زال بعيد المنال، وقرارات مجلس الأمن تم تجاهلها، وقال: «إن بكين ضد أي أعمال عدوانية تهدد السلم والأمن الإقليميين، ونشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد والأعمال التي تقوم بها إسرائيل».
من جهة أخرى، تجري وزيرة خارجية كوريا الديمقراطية تشوي سون هوي، على رأس وفد كوري، زيارة رسمية إلى العاصمة الروسية موسكو، لبحث التعاون المشترك بين البلدين، وذكرت السفارة الروسية في بيونغ يانغ في بيان عبر حسابها على «تلغرام»، أمس الثلاثاء، أن «السفير الروسي ألكسندر ماتسيغورا، التقى، الوزيرة، في مطار بيونغ يانغ الدولي، وذلك قبيل مغادرتها إلى موسكو»، حيث تأتي هذه الزيارة في إطار الحوار الإستراتيجي الذي اتفق عليه الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري كيم جونغ أون خلال قمتهما في حزيران الماضي، وتم توقيع اتفاقية شاملة للتعاون الإستراتيجي، من جهتها، أوردت وكالة الأنباء المركزية الرسمية الكورية أن وفداً برئاسة تشوي غادر للقيام بزيارة رسمية إلى روسيا، من دون الخوض في التفاصيل.
في سياق آخر، صرح نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، أن قمة «بريكس» التي عقدت في قازان الأسبوع الماضي، أظهرت أن هيمنة بعض الدول تقترب من نهايتها تدريجياً، وأنه سيتم استبدالها بنظام عالمي أكثر إنصافاً، لافتاً إلى أن قمة «بريكس» أصبحت مؤشراً لأغلب دول العالم إلى أن هناك جزءاً كبيراً من المجتمع العالمي يحمل وجهات نظر مختلفة قليلاً عن بلدان ما يسمى بـ«المليار الذهبي»».
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن رودينكو قوله خلال وجوده في بكين أمس: «إن لديهم وجهات نظر مختلفة تماماً حول الوصفات التي يجب أن يتطور بها عالمنا، وكيف ينبغي بناء العلاقات بين البلدان، وعلى أي مبادئ يجب أن تعمل، يبدو لي أن هذه إشارة واضحة إلى أن هيمنة بعض البلدان أصبحت تدريجية ومع اقترابنا من نهايتها، فإن هذه الهيمنة سيتم استبدالها بنظام عالمي أكثر عدلاً، وسنرى في المستقبل القريب إلى متى ستستمر هذه العملية، وما هي السمات المميزة التي ستكتسبها».
وانعقدت قمة «بريكس» بمشاركة رؤساء الدول في مدينة قازان في الفترة، من 22 إلى 24 تشرين الأول الجاري.
ميدانياً: أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدتي دبروفوليه وكاترينيفكا، ومدينتي سيليدوف وغورنياك بجمهورية دونيتسك والقضاء على 2240 عسكرياً وتدمير عشرات الأسلحة الغربية لقوات كييف خلال 24 ساعة.