تشكو من أنه ليس لديها «شريك جاد».. وهناك بعض الضعف في واشنطن … تخبط في مواقف معارضة الرياض حول المشاركة في جولة الـ25
| وكالات
لم تستطع «معارضة الرياض» اتخاذ موقف محدد من المشاركة في الجولة الثانية من محادثات جنيف 3 المقرر عقدها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، لكنها عادت إلى محاولة وضع الشروط المسبقة، ومهاجمة حليفتها واشنطن التي اتهمتها بـ«التآمر» بعدما دعتها لاتخاذ موقف أكثر صرامة من الغارات الروسية في سورية. وقال المتحدث باسم «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة سالم المسلط: «سنذهب إلى محادثات السلام، ليس لدينا شروط مسبقة، ونطالب فقط بتنفيذ قرار مجلس الأمن»، وأضاف: «كنا هناك كي تتكلل بالنجاح لكن ليس لدينا شريك جاد».
وأعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في الثالث من الشهر الجاري عن تعليق المحادثات، إلى 25 شباط الحالي، بعدما اتهم الوفد الحكومي الرسمي المبعوث الأممي بمحاولة التغطية على قرار وفد معارضة الرياض الانسحاب من المباحثات، على حين قالت معارضة الرياض: إن شروطها المسبقة لم تنفذ.
ورداً على سؤال عما تطلبه معارضة الرياض من الرئيس الأميركي باراك أوباما، قال المسلط: «أعتقد أنه يمكنه بالفعل وقف الهجمات الروسية على السوريين، إذا كان يرغب في إنقاذ أطفالنا فهذا هو وقت قول «لا» لتلك الغارات على سورية». مضيفاً بحسب وكالة «رويترز»: «أعتقد أنه يستطيع فعلها لكننا نستغرب حقاً لعدم سماع هذا منه. لا بد أن يوقف شخص ما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأسد، ولا أعتقد أن روسيا قوية جداً لكن بعض الضعف من الجانب الآخر جعل بوتين يتصرف على هذا النحو». وأكد المسلط أنه «فيما يتعلق بالقرارات السياسية هناك بعض الضعف في واشنطن، لا يرى النظام السوري وروسيا وإيران من يقول لهم لا ولذلك يرتكبون المزيد من المذابح في سورية»، كاشفاً أن معارضة الرياض «ستشارك في محادثات في ألمانيا (اجتماع مجموعة الدعم الدولية بشأن سورية في ميونيخ) يوم الخميس (اليوم)».
تصريحات المسلط أكدها رئيس وفد «العليا للمفاوضات» أسعد الزعبي، بالقول: «لم نر أي شيء من سعي وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع الجانب الروسي لوقف إطلاق النار في سورية»، متهماً في تصريحات لقناة «سكاي نيوز عربية» نقلتها موقع اليوم السابع المصري روسيا بأنها «لا تدعم إلا الإرهابيين في سورية وهو انتصار لداعش، والولايات المتحدة لم تثبت أي مصداقية وفقدت ثقة الشعب السوري قائلاً: «هناك تآمر أو تراجع أميركي بشأن الأزمة السورية».
وكانت تقارير صحفية أكدت أن كيري الذي زار الرياض قبل انعقاد جنيف 3 حذر الهيئة العليا للتفاوض من الانسحاب مهدداً بفقدانها للدعم.
موقف المسلط والزعبي ناقضه موقف المنسق العام للهيئة رياض حجاب من لندن الذي أكد خلال مؤتمر صحفي إثر لقائه وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند وقال فيه: «قبل الذهاب إلى جنيف في 25 شباط، يجب أن تطبق سلسلة إجراءات»، مشيراً بحسب وكالة الأنباء الفرنسية إلى رفع الحصار وضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية ووقف قصف المدنيين، على حين نقل بيان الخارجية البريطانية عن هاموند قوله: «توافقنا على ضرورة إنهاء معاناة السوريين في شكل عاجل وعلى وجوب أن يوقف النظام وروسيا فوراً الهجمات على المدنيين مع السماح بوصول تام إلى المناطق المحاصرة»، مضيفاً: إن «روسيا والنظام السوري يتعمدان استهداف المعارضة ويعززان تالياً داعش».
تأتي تصريحات معارضة الرياض في ظل التقدم اللافت الذي تحققه وحدات الجيش العربي السوري مدعومة بغطاء جوي روسي في ريفي حلب الشمالي والشرقي وكذلك في ريف درعا على وجه الخصوص.
من جهته أعرب عضو مجلس الرئاسة في الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير قدري جميل، أمس عن رأيه بوجود فرصة كبيرة حالياً لإشراك الأكراد في جولة المفاوضات المقبلة في جنيف.
وبحسب جميل من المفترض، أن يناقش مؤتمر مجموعة دعم سورية الذي ينعقد اليوم قضيتي وقف إطلاق النار ووضع قائمة بالمنظمات الإرهابية.
وكانت ضغوط تركية خلال الجولة الأولى من جنيف 3 أدت إلى استبعاد رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي صالح مسلم من المحادثات.