الفنانة أمل الزيات نموذج للمثابرة في فن النحت
| مايا حمادة
وجدت الفنانة «أمل الزيات» النحت بمنزلة المجال التعبيري عما يجول بداخلها من أفكار وهواجس عميقة، صاغتها في أعمالٍ لطالما أثبتت فيها حبها وجدارتها لهذا لفن الجميل.
تأثرها بجمال دمشق وبيوتها
موهبتي في النحت بدأت منذ الصغر، لأنني بالأساس ابنة البيئة الشامية وترعرعت في البيوت العربية تقول النحاتة «أمل زيات» في حديثها لـ «الوطن» وتتابع: «كنت شغوفة دائماً بالديكورات والهندسة المعمارية ولدي اهتمام كبير لاكتشاف أسرارها المخفية في تداخل البيوت مع بعضها بعضاً، تأثرت ببداياتي في جمال دمشق القديمة وركزت على هدفي بالتعرف على مدى تفاعل الإنسان مع العمارة، باعتبار أنه ابن بيئته ومتأثر بالمكان الذي يعيش فيه، كما تولعت بالبحث الفني وانعكاس سحر المكان وخصوصيته ومدى انسجام الإنسان معها، لأنتقل بعد ذلك إلى منحوتات أبسط بطريقة أكثر عمقاً وتفاعلية، حيث كنت أميل إلى تخفيف عبء العمل وتفاصيله باتباعي لطرق التجريد والبساطة في التفاصيل وإضفاء جميع الحالات الإنسانية من مشاعر حزن وتحدٍّ وفرح وأمل، كل هذه الأفكار التي طرحتها سابقاً عبرت عنها إما من خلال لغة حركة الجسد أو من خلال البورتريه، الذي رافقني طوال حياتي الفنية ومنه اكتشفت ما يوجد بداخلنا من أحاسيس فيَّاضة لا يمكن التعبير عنها بالكلمات».
بالبحث والمعرفة نعطي الأجمل
وتقول الفنانة «أمل» إن النحات لا يمكنه الوقوف عند حد معين في عمله سواء بالموضوعات المطروحة أم المواد المستخدمة أو بالطرق الفنية النحتية التي يعبر بها عن نفسه، موضحةً أن لكل مادة أسلوبها الخاص المختلف عن غيرها، استخدمت مثلاً الحجر السيراميك الصلصال البرونز الخشب والحجر، وصولاً إلى الأسلاك، والأقرب إلى قلبها هو الخشب بكل حالاته حقيقة لأنه يمر بمراحل شبيهة بمراحل نمو الإنسان، ومن الممتع معاودة النحات صنع منحوتات من الخشب لا يمكن أن تموت، وبالنسبة لمادة البرونز أيضاً ترى له أناقة خاصة تثري تجربة الفنان، فالنحات الباحث يروي شغفه بالاطلاع على شتى أنواع المعرفة على حد تعبيرها مستفيداً من عدة تجارب ليقدم الأجمل والأفضل، وليس ضرورياً الانتهاء عند نقطة معينة في إنتاجه لمشاريع وقطع نحتية ولاسيما أنها تُفاجئ النحات بجمالها وشكلها بشكل لا يمكن توقعه.