رياضة

الدوري الكروي الممتاز في أسبوعه الثاني … أسرار الدوري على بساط ملاعبنا الكروية .. مباريات تنافسية في حمص واللاذقية

| ناصر النجار

يستأنف الدوري الكروي الممتاز مبارياته لحساب الأسبوع الثاني في خمس محطات، ويستمر غياب الفتوة المشارك في بطولة التحدي الآسيوي التي تقام في مسقط العمانية بضيافة نادي السيب العماني، كما يستمر غياب الشعلة المفترض أن يستضيف الفتوة في درعا حسب برنامج المباراة، وبالتالي سيغيب قسراً كما غاب الأسبوع الماضي لتأجيل مباراته مع جبلة لأسباب تخص موضوع تسجيل اللاعبين ودفع المبالغ المتأخرة على بعض الأندية.

في هذا الأسبوع سيكون الظهور الأول للوحدة والكرامة والطليعة وجبلة وتشرين وحطين، بينما سيلعب الجيش والشرطة والوثبة وأهلي حلب مباراتهم الثانية على التوالي.

قرعة الدوري لم تنصف فرق اللاذقية، فوضعت مباراة تشرين وحطين على أرضهما في مرحلة واحدة، مثلما كان غيابهما معاً عن اللاذقية في الأسبوع الماضي وهذه ثغرة من المناسب أن تكون انتبهت إليها لجنة المسابقات حتى لا يلعب فريق الجمعة وآخر السبت، من مبدأ العدالة فقط.

من الطبيعي أن يكون سعي فريقي الجيش والوثبة يصب في الاستمرار، وتحقيق الفوز، ونلمس هنا صعوبة مباراتيهما، فالجيش سيقابل الكرامة في حمص، والوثبة سيحل ضيفاً على تشرين، أما الشرطة وأهلي حلب الخاسران في الأسبوع الماضي، فالغاية هي التعويض، والقناعة أن مهمة الشرطة أكثر من صعبة، على عكس أهلي حلب الذي سيواجه فريقاً مجهولاً، لكنه ودخل مرحلة التحضير والاستعداد متأخراً وهذا في مصلحة أصحاب الأرض.

في مباراتي الأسبوع الماضي لم نشهد أي احتجاج على التحكيم، ولاحظنا تقبل جمهور الفريق الخاسر للخسارة دون أي شغب أو إثارة مشاكل، والأمل دوماً أن يتحول الجمهور إلى جمالية المباراة وتفاصيلها ليكون المعين الأول لفريقه فيرفع من حماسه ويشد أزره ويمنحه العزيمة والقوة.

لذلك اقتصرت المخالفات على بطاقة حمراء واحدة نالها مدافع أهلي حلب زكريا حنان وبالتالي سيغيب عن لقاء الغد مع الطليعة.

مصادر اتحاد كرة القدم أوضحت في بحر هذا الأسبوع أنه لن يتم تأجيل أي مباراة من مباريات الدوري بعد أن منح أنديته الفرص الكاملة لتسوية أوضاعها، وحسب المعلومات فمن المفترض أن يكون فريقا جبلة والطليعة قد أنهيا عملية تسجيل اللاعبين بعد مراجعة الشؤون القانونية في المكتب التنفيذي بعد وصول كتاب من الاتحاد الدولي يفيد بالسماح لهما بتسجيل اللاعبين الجدد دون أي محترف خارجي، أما نادي الوحدة فالمفترض أن يكون قد أنهى كل العوائق التي تمنعه من تسجيل لاعبيه حسب تصريح إدارة النادي لوسائل الإعلام.

وهذه المشكلة ببساطة تعبر عن سوء العمل الإداري في أنديتنا، وهذا الخطأ ليس وليد هذا الموسم، بل هو نتيجة تراكمات المواسم السابقة، والخلافات مع اللاعبين والمدربين الأجانب والعرب، وهي مسؤولية الإدارات السابقة التي تركت أمور أنديتها معلقة، وتحملت الإدارات الجديدة مشكورة تبعات كل أخطاء الإدارات السابقة.

لذلك ولأن هذا الموسم بقراراته الإدارية والتنظيمية والاحترافية الجديدة، كان مفاجئاً للبعض، فالمفترض أن يكون عبرة للأندية لتسوية أوضاعها المالية لترتيب عقودها والتزاماتها ضمن الأصول، وألا تتأجل التزامات اليوم وغرامات الدوري إلى الغد، حتى لا تنمو المبالغ المستحق دفعها وحتى تتحمل الإدارات الحالية مسؤولياتها بالكامل.

الديربي الثاني

ملعب الجلاء في دمشق يستقبل مباراة الجارين الشرطة والوحدة وهي ثانية مباراة ديربي في دمشق، وكانت الأولى في الأسبوع الماضي وفاز فيها الجيش على الشرطة بهدفين نظيفين.

مباراة الغد قد لا يكون فيها الوحدة كامل الصفوف إن لم يصلح أوضاعه المالية مع الفيفا، وهذا الأمر غير مهم جداً غداً لأن الوحدة فاز على الشرطة قبل شهر من الآن وجلّ لاعبيه كانوا من الأولمبي 3/1 وذلك في الدور الأول من بطولة درع اتحاد كرة القدم.

أسباب خسارة فريق الشرطة كانت دفاعية بحتة، لكن هذه المشكلة لم تجد طريقها للحل رغم مضي أكثر من شهر، وشاهدنا في الأسبوع الماضي الضعف الدفاعي الذي كان سبباً مباشراً في خسارة الفريق أمام الجيش.

من الخطأ أن ينتهج الشرطة أسلوب اللعب المفتوح وهو يواجه فرقاً أوزن منه وأكثر خبرة، والمفترض أن يعود إلى أسلوب إغلاق مناطقه الدفاعية مع تفعيل دور خط الوسط في الدفاع والهجوم ليصل إلى معادلة مقبولة في عالم كرة القدم المحلية.

المباراة الأولى مع الجيش كشفت الكثير من العيوب والثغرات في الفريق، وإن لم يتم التعامل مع مباريات الدوري بإحساس الدرجة الممتازة فإن الفريق سيعاني الكثير من المتاعب هذا الموسم.

فريق الوحدة بطل درع اتحاد كرة القدم يخوض أولى مبارياته الرسمية في الدوري، وسنجد حرص الفريق على تقديم نفسه بشكل لائق وقوي من البداية ليعلن شخصيته القادمة الذي سيخوض بها الدوري، جمهور الفريق يأمل أن يكون فريقهم هذا الموسم منافساً وقوياً بعد أن عاش في الظل في المواسم الماضية وربما تتحقق هذه الأمنية.

في درع الاتحاد فاز الوحدة 3/1، سجل للوحدة قيس الحسن هدفين وكرم الحجي وللشرطة محمود عقلة، وفي موسم 2021-2022 فاز الوحدة ذهاباً بهدفين نظيفين سجلهما حسين شعيب وإبراهيم سواس، بينما فاز الشرطة إياباً بثلاثية يوسف عرفة ومعن الحسن وصهيب الشرعبي.

الديربي الأسخن

اللاذقية تحتضن الديربي الأول بين حطين وجبلة، وهو ديربي تنافسي مثير ومهم على صعيد المدينة الساحلية أو على صعيد الدوري، حطين حضّر نفسه ليكون أحد شركاء الدوري في مربح الكبار، وكان الأكثر تحضيراً من جبلة والأكثر استحواذاً على اللاعبين ومؤخراً استرجع عدداً من لاعبي الموسم الماضي ليعزز صفوفه ويقوي خطه الاحتياطي.

جبلة يتحضر بصمت وتأخر كثيراً بالتعاقد مع مدربه الجديد محمد شديد، لكن لاعبيه يملكون الخبرة الكافية لخوض الدوري وإن كانت بعض المراكز في الفريق ضعيفة، وخصوصاً خط المقدمة الذي يحتاج إلى جهد أكبر من المهاجمين لتحقيق التوازن في الفريق.

مباريات الفريق الاستعدادية كانت قليلة وآخرها تعادله السلبي مع تشرين، واللقاء الأخير الذي جمعه مع حطين كان في نصف نهائي كأس الاتحاد وفاز به حطين 4/1 وسجل لحطين عبد الهادي دالي وسعد أحمد ومحمد عنز وضياء الحق محمد، بينما سجل لجبلة أحمد حديد، في الموسم الماضي تعادلا في الذهاب بلا أهداف، وفاز حطين في الإياب بهدف عبد الهادي دالي.

من الناحية النظرية يبدو حطين بتشكيلته الحالية أقوى وأكثر توازناً في كل المراكز، وهذا يمنحه أفضلية صريحة على ضيفه، لكن على أرض الملعب قد يكون لجبلة كلام آخر.

القوة والمتعة

لا يمكننا مقارنة مباراة الكرامة مع الجيش بالمباراتين اللتين جرتا في الموسم الماضي، فالفريقان تغيرا شكلاً ومضموناً من ناحية الإدارة والمدرب وبعض اللاعبين، وإن كان التغيير في الكرامة أشمل وأوسع، الكرامة أعدّ موسمه الجديد ليكون اللقب من نصيبه وربما في أسوأ الأحوال ألا يخرج من دائرة الكبار أو المنافسين، لذلك تحضر بشكل مبكر واختار لاعبيه بعناية وثغرته الوحيدة أنه تأخر باختيار مدربه، فريق الجيش على النقيض تماماً، فقد تعاقد مع المدرب مبكراً قبل أي لاعب، وبعده تم اختيار اللاعبين، مع الإشارة إلى أن تعاقدات الكرامة الجديدة كان أكثر ثقلاً على صعيد الأسماء وعلى ما يبدو أن الميزانية المالية لكلا الفريقين هي التي فرضت هذا التباين في العقود مدربا الفريقين فجر إبراهيم في الكرامة وماهر بحري في الجيش لا ينقصهما خبرة التعامل الجيد مع المباريات القوية، لذلك نحن مقبلون على مباراة قوية وتنافسية من دقائقها الأولى وعسى أن تكون جماليتها تسعد جمهور الفريقين.

الفوز السهل الذي حققه الجيش الأسبوع الماضي ليس بمقياس، وقوة الفريق سيكشفها لقاء الغد، وفي المقارنة لاشك أن الكرامة أميز وله الأفضلية من ناحية الأرض والجمهور والعديد من الأوراق الرابحة المفترض أن تكون قد تجانست مع الفريق تماماً، في حال انتهت المباراة إلى التعادل فهو مكسب للجيش، والفوز حتماً لأي الفريقين مكسب أكبر، في الموسم الماضي تعادلا في الذهاب 1/1 سجل للجيش أسامة أومري وسجل للكرامة تامر حج محمد في الدقيقة 95، وفاز الكرامة في الإياب بهدف مهند فاضل.

رد الاعتبار

فريق أهلي حلب على أرضه مدعو لرد اعتباره أمام جمهوره بعد خسارته الأولى في الدوري أمام الوثبة بهدف، رد الاعتبار ليس للهزيمة فقط، بل للأداء السيئ الذي قدمه الفريق طوال المباراة ولم يعكس الدعم المقدم له أو الاهتمام به أو فترة التحضير الطويلة، وأكثر ما عاب الفريق في المباراة العقم الهجومي وسوء التصرف بمنطقة الخصم، وهذه مشكلة كبيرة إن استمرت فستضيع كل أحلام الفريق وآماله، والفرصة غداً أمام الأهلي سهلة لتحقيق كل شيء وخصوصاً أنه يواجه فريقاً طري العود، على صعيد التحضير والجاهزية وتشكيلته المتوقعة التي هي خليط بين مخضرمي الفريق وواعديه وبعض الجدد.

المباراة تشكل تحدياً للطليعة في هذا الموسم ليغير صورته القاتمة التي ظهر عليها في المواسم السابقة، وهذا التحدي سيكون صعباً بامتحان عسير لا يؤمن جانبه، كل الخبراء وضعوا توقعاتهم في مصلحة أهلي حلب الذي فاز في ذهاب الدوري الماضي برباعية سجل منها أحمد الأحمد هاتريك وسجل الرابع عبد الله نجار، وجدد الأهلي فوزه في الإياب بهدفين لهدف ولعب شوطاً كاملاً بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه إبراهيم الزين، سجل الأخوان حسن وأنس دهان هدفي الأهلي وسجل هدف الطليعة عدي حسون من جزاء.

هموم ساحلية

من المعلن أن نادي تشرين يعاني أزمات عديدة هذا الموسم، والإدارة عازمة على حلها، لكن الموضوع يحتاج إلى الكثير من الوقت، المهم فريق تشرين هذا الموسم سيعتمد في معظمه على أبناء النادي بالدرجة الأولى مع بعض الوافدين، ودوماً طموح الفريق البقاء في المقدمة، فجمهوره لا يرى فريقه إلا في صف الكبار.

كل الحقائق والخبايا ستفضي بأسرارها يوم السبت على ملعب الباسل في اللاذقية، وضيفه الوثبة ليس كوثبة الأمس فهو فريق جديد بثوب متجدد يطمح للمزاحمة على المراكز الأولى وفوزه الأول على أهلي حلب منحه الكثير من المعنويات وإن كانت الملاحظات على الأداء كثيرة ولابد من معالجتها.

تشرين سيحاول افتتاح مبارياته بإسعاد جمهوره الكبير، والوثبة قادم إلى اللاذقية ليؤكد أن انتصاره الأول لم يأت من فراغ، والعائق الوحيد في المباراة العقم الهجومي الذي قد يرسم إطار المباراة فيكون التعادل سلبياً وهو غير ملب لطموح الفريقين.

في الموسم الماضي فاز الوثبة بلقاء الذهاب بهدفي وائل الرفاعي من جزاء وهادي الملط وفي الإياب فاز تشرين بهدف محمد البري من ركلة جزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن