الوزير الأميركي طالب بوقف إطلاق النار.. والسعودي كرر عرض إرسال قوات برية إلى سورية … كيري والجبير «يخادعان»: خطة «ب» إذا فشلت الدبلوماسية..!!
| الوطن– وكالات
قبل يوم من اجتماع «مجموعة الدعم الدولية» لسورية، لجأ وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير إلى الخداع علهما يقنعان روسيا وإيران بالتراجع أمام مطلبهما وقف إطلاق النار في سورية. ولوح الوزيران بـ«الخطة ب» إذا ما فشلت الجهود الدبلوماسية في مدينة ميونيخ الألمانية. وصرح كيري للصحفيين لدى استقباله نظيره المصري سامح شكري في وزارة الخارجية الأميركية «دعونا روسيا، وندعوها مجدداً، للانضمام إلى الجهود الرامية لتطبيق وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول الطواقم الإنسانية». وحذر من أن «ما تفعله روسيا في حلب والمنطقة يجعل الأمور أكثر صعوبة للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإجراء مباحثات جدية».
ودعا كيري موسكو إلى أن «تساهم (..) في إيجاد مناخ يمكننا فيه التفاوض»، مشيراً إلى أن الروس «جعلوا الأمور بالغة الصعوبة في الأيام الأخيرة». وأضاف: «نرى كل ما يحدث وندرك تماماً أن هذه اللحظة حاسمة». وتابع «نذهب إلى ميونيخ بأمل كبير في لحظة فارقة».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي: إن على المجتمع الدولي «الآن أن يقرر أن يحاول الحصول على وقف لإطلاق النار (..) ووصول (المساعدات) الإنسانية».
وقال كيربي: «هذا سيكون موضوع الاجتماع الذي سيكون محدداً في الطريق الذي لا يزال أمامنا».
في برلين، رأت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون در لين، في مقابلة مع مجلة «دي تسايت» الأسبوعية التي تصدر اليوم الخميس، أن «على روسيا وقف القصف وإيجاد حل لمستقبل سورية على طاولة المفاوضات». وبدوره أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شافر أن اجتماع ميونيخ «سيبحث على الفور عن طريقة تمكننا من إيصال المساعدة الإنسانية إلى الأشخاص اليائسين والجائعين والذين يعانون في حلب وفي أماكن أخرى». وأوضح في ندوة الاجتماع يهدف أيضاً «إلى البحث في كيفية إعادة إطلاق مفاوضات جنيف بين النظام والمعارضة السورية».
وتحاشى المتحدث الألماني الحديث عن وقف إطلاق النار، مبيناً أنه ليس لديه أوهام حول الموضوع. وقال «من الصعب ذكر عبارة وقف إطلاق النار، عندما نرى الأحداث في الأيام الأخيرة، لكن هذا هو الهدف الأخير». وأضاف: «نحن من جديد على تقاطع طرق، ومن الضروري فعلاً أن نعرف الذين يتحركون في سورية تحت أي شكل كان: دعم سياسي وعسكري ومالي وسواه».
في الرباط، ذكر وزير الخارجية السعودي أن اجتماع ميونيخ سيسعى إلى «إحياء المباحثات السورية السورية وفق مبادئ اجتماع «جنيف1» من أجل إنشاء هيئة انتقال للسلطة، ولوضع دستور جديد وانتخابات وبناء مستقبل جديد في سورية»، مؤكداً مجدداً أن «المبدأ الذي تقوم عليه المباحثات هو انتقال السلطة ورحيل (الرئيس) الأسد أمر ثابت ومحسوم». وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار، أكد الجبير «سعي الجميع للمحافظة على المؤسسات في سورية ووقف القتل فيها». وفي حال لم تنجح الدبلوماسية ومحادثات جنيف، قال: «هناك بالطبع خطة ب، في حال إخفاق العملية السياسية في سورية، ولكن لا أستطيع أن أتحدث عن هذه الخطة الآن، ولا أعتقد أنه من المناسب تداول تفاصيل خطة مثل هذه عندما تتأسس بشكل عام». وأعاد التأكيد أن السعودية مستعدة لإرسال قوات خاصة إلى سورية في حال قرر التحالف الدولي إنزال قوات برية لمحاربة داعش هناك، مبيناً أن الموضوع يخضع للمناقشة بين الخبراء. وكان كيري قد تحدث في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن موافقته على مقترح السعودية والإمارات إرسال قوات برية لمحاربة داعش في سورية.
وأشار الوزير الأميركي إلى أن بلاده تقترب من موقف حرج حول سورية، إما أن تحرز فيه تقدماً نحو وقف إطلاق النار، أو تتحرك نحو خطة بديلة وتحركات عسكرية جديدة. وأكد أن ما سيقوم به في اجتماع ميونيخ هو اختبار جدية روسيا وإيران، «وإن لم تكونا جادتين، يجب الأخذ في الاعتبار خطة بديلة.. فلا يمكن الجلوس هكذا».
وأمل كيرى أن تقرر روسيا أن أفضل ما يخدم مصالحها السياسية هو حدوث انتقال سياسي في سورية. وأوضح أنه في سبيل ذلك سيركز على التهديد بحدوث انهيار في سورية، والتهديد لحرب مطولة تبقى روسيا متورطة على الأرض، وتهديد تزايد أعداد الإرهابيين، ما لم يتم تسوية الأزمة السورية. واعترف بأهمية نضوج الأطراف المشاركة في المفاوضات المتعلقة بسورية، فلو اعتقد طرف ما أنه الفائز، فسيقدم مطالب لن يقبلها الطرف الآخر، وتستمر المذبحة.