سورية

افتتاح مكتب تمثيلي في موسكو «أغلبية من ساهم في أعمال افتتاحه مرتبطون بالحزب» … دبلوماسي روسي: عدم دعوة دي ميستورا للاتحاد الديمقراطي «خطأ»

| وكالات

وصف دبلوماسي روسي رفيع المستوى رضوخ المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا لأنقرة فيما يتعلق بالامتناع عن دعوة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إلى المحادثات السورية السورية في جينف بـ«الخطأ». كما انتقد الدبلوماسي الروسي الاهتمام المفرط الذي أبداه دي ميستورا لوفد «الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، وعدم مساواته هذا الوفد بوفد شخصيات منتدى موسكو واجتماع القاهرة للمعارضة السورية على صعيد الصلاحيات.
في غضون ذلك، افتتح المسؤول في الاتحاد الدولي للجمعيات العامة الكردية معراب شاموييف مكتباً تمثيلياً في موسكو في خطوة رمزية تواكب سعي الكرملين لإشراك هؤلاء في مفاوضات السلام السورية رغم رفض أنقرة.
وقال شاموييف خلال افتتاح المكتب إنها «مرحلة سياسية مهمة للأكراد السوريين ولحظة تاريخية للشعب الكردي». وأضاف: إن «روسيا لاعب مهم في الشرق الأوسط. هي ليست لاعباً فقط بل تكتب السيناريو».
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاموييف أن أغلبية من ساهم في أعمال افتتاح المكتب مرتبطون بحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي تدعو أنقرة إلى اعتباره تنظيماً إرهابياً. وهددت تركيا بالانسحاب من عملية فيينا في حال دعت الأمم المتحدة حزب الاتحاد الديمقراطي إلى محادثات جنيف، الأمر الذي دفع دي ميستورا إلى الامتناع عن دعوته.
وأكد مندوب روسيا الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف ألكسي بورودافكين أن دي ميستورا أخطأ عندما قرر عدم توجيه الدعوة إلى «الاتحاد الديمقراطي». ودافع عن مشاركة الحزب خلال مقابلة مع إحدى الصحف السويسرية، قائلاً: إن «أكراد سورية جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، ولهم الحق في المشاركة بتقرير مصير بلادهم.. علاوة على ذلك يحارب أكراد سورية تنظيم داعش بشكل مكثف».
واعتبر بورودافكين، في المقابلة التي نقل موقع «روسيا اليوم» مقتطفات منها، أن من المستحيل إحراز تقدم بشأن أي من بنود أجندة المحادثات، من دون مشاركة الأكراد في المحادثات. وأعرب عن أمله في أن يصحح المبعوث الأممي هذا «الخطأ» بحلول موعد استئناف المفاوضات. وأضاف: «لا يجوز أن تصبح الأمم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم سورية رهينتين للدولة الوحيدة التي تمنع مشاركة الأكراد في العملية التفاوضية»، في إشارة إلى تركيا. وسبق لنائب المبعوث الأممي إلى سورية رمزي رمزي أن ذكر أن الأمم المتحدة لن تغير في مضمون الدعوات إلى جنيف في حال استئنافه في الخامس والعشرين من هذا الشهر.
من جهة أخرى، أسف بورودافكين لـ«الاهتمام المفرط»، الذي أولاه دي ميستورا بوفد «قائمة الرياض» (الهيئة العليا للمفاوضات)، وذلك في الوقت الذي لم ينل فيه وفد مجموعة «موسكو – القاهرة» على وضع متساو في المفاوضات، على الرغم من تقديمه وثائق تفاوضية جاهزة.
وعلى حين دعا دي ميستورا (16) شخصية معارضة من منتدى موسكو واجتماع القاهرة إلى حضور محادثات جنيف، لكن بصفة مستشارين، ووجه الدعوة إلى «الهيئة العليا للمفاوضات» لإرسال وفد عنها إلى المحادثات.
وذكر الدبلوماسي الروسي أن وفد «قائمة الرياض» «كان ينطلق في جنيف من مواقف راديكالية جداً»، مبيناً أن قبول روسيا لمشاركة ممثلي «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام الإسلامية» في محادثات جنيف «بصفة شخصية»، لا يعني اعترافاً بهما بصفة شريكين في التفاوض. وتطالب موسكو وطهران ودمشق بضم هذين التنظيمين إلى اللائحة الأممية للتنظيمات الإرهابية.
وأعرب عن أمل بلاده في أن يتم بحلول 25 شباط، تشكيل وفد موحد يمثل كافة أطياف المعارضة السورية، وفقاً لما نص عليه القرار الدولي ذي الرقم (2254)، الذي يطالب بدعوة ممثلي المعارضة من المشاركين في لقاءات موسكو والقاهرة والرياض إلى المفاوضات، ويكلف دي ميستورا بهذه المهمة. كما أعرب عن أمله في أن يساعد اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسورية في ميونيخ اليوم الخميس، في إحراز مهمة إعادة إطلاق العملية السياسية السورية في الـ25 من شباط أو قبل ذلك. وأكد أن التعاون الروسي الأميركي بهذا الشأن يعد من الشروط الأساسية لنجاح هذه المهمة.
في سياق متصل، شدد عضو المجلس الرئاسي لـ«جبهة التغيير والتحرير» قدري جميل على أن محادثات جنيف «يجب أن تستأنف انطلاقاً من عدم وجود مخرج آخر. والتوقف نقلة اضطرارية».
وأكد جميل وفقاً لموقع «روسيا اليوم»، أن الجبهة تلقت دعوة للمشاركة في المفاوضات، مضيفاً: «لدى الأكراد فرصة كبيرة للانضمام إلى الوفد، (أول) أمس كان هناك صدام بين الولايات المتحدة وتركيا، ولذلك توجد فرصة كبيرة، ووجودها ضروري لنجاح المفاوضات، فالأكراد جزء مكوّن أساسي. كيف يمكن وقف إطلاق النار دونهم؟ هذا غير واقعي». واعتبر أن إبعاد الأكراد عن المحادثات «يقوض حل الأزمة»، وقال: «لا أذكر كيف تمكن الأتراك من منع دعوة الاتحاد الديمقراطي، ولماذا أخذ رأيهم في الاعتبار؟ كل التصريحات بأن الاتحاد الديمقراطي ليس معارضة غير صحيحة، ولهذا الحزب دور مهم في محاربة داعش».
ورأى أن اجتماع ميونيخ يجب أن يحلّ معضلة وقف النار وينتهي من وضع «قائمة الإرهابيين»، لأن المسألتين مرتبطتان. ووصف تحميل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون روسيا مسؤولية تأخير مفاوضات جنيف بـ«غير الموضوعي وغير المسؤول». ودعا إلى الابتعاد عن التشاؤم بخصوص مفاوضات جنيف لأنها الطريق الوحيد الممكن لتنفيذ القرار الدولي 2254.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن