«الغذاء العالمي»: 90 بالمئة من أهالي غزة عرضة لانعدام غذائي حاد … لازاريني: انهيار «أونروا» له عواقب وخيمة على السلام والأمن الدوليين
| وكالات
اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» فيليب لازاريني، أن التداعيات السياسية المترتبة على انهيار «أونروا» كارثية، وستكون لها عواقب وخيمة على السلام والأمن الدوليين، بينما أكد برنامج الغذاء العالمي أن 90 بالمئة من أهالي غزة سيواجهون «انعداماً غذائياً حاداً» الشهر المقبل, وقال لازاريني في رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ: إن الهجمات على الوكالة ستؤدي إلى تغييرات أحادية الجانب في معايير أي حل سياسي مستقبلي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وتضر بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وتطلعاتهم إلى حل سياسي، حسبما نقلت وكالة «وفا».
وأشار إلى أن اعتماد «الكنيست» الإسرائيلي قانونين بشأن «أونروا»، يحرمها فعلياً من الحماية والوسائل الأساسية اللازمة لعملها، بعد عام من التجاهل الصارخ لحياة موظفيها ومبانيها وعملياتها الإنسانية في غزة، وبعد حملات دبلوماسية مكثفة من حكومة الاحتلال استهدفت مانحي الوكالة بمعلومات مضللة لتقويض التمويل.
وقال لازاريني في رسالته: الوضع في غزة يتجاوز المفــــردات الدبلوماســــــــية للجمعية العامة، فقد دمرت حياة الفلســـطينيين بعد أكثر من عام من القصف الأكثـــر كثافـــــــة للســكان المدنيين منذ الحــــرب العالميــــة الثانيــــة، وتم تقييد المساعدات الإنســــانية إلى ما دون الحد الأدنى من الاحتياجات، ودُمرت المدارس والجامعات والمستشفيات وأماكن العبادة والمخابز وشبكات المياه والصـــرف الصحي والكهرباء والطرق والأراضــــي الزراعيـــة، ويعيــــش الناجون في أشــــد أشـــكـــال الإهـــانة محاصريــــن ينتظــــرون الموت بالضربات الجوية أو الجوع.
وأكد أن تفكيك «أونروا» من شأنه أن يخلف تأثيراً كارثياً في الاستجابة الدولية للأزمة الإنسانية في غزة، مشيراً إلى أنه لن تتمكن أي جهة أخرى غير «أونروا» من توفير التعليم لـ660 ألف فتى، وستتم التضحية بجيل كامل من الأطفال، مع مخاطر طويلة الأجل من التهميش، وفي الضفة، سيحرم اللاجئون من الحصول على التعليم والرعاية الصحية الأولية، ما يؤدي إلى تفاقم الوضع غير المستقر في الواقع.
في السياق، قال المسؤول بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، «يونيسيف»، جو انغلش، إن قرار «الكنيست» الإسرائيلي لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع في قطاع غزة، وحسب الموقع الرسمي لـ«يونيسيف»، أوضح إنغلش اختصاصي اتصالات الطوارئ لدى المنظمة، أمس الأربعاء، أنه لا توجد منظمة أخرى قادرة على الوصول إلى الأطفال والعائلات المحتاجة، أو تزويد المستشفيات والمراكز الصحية بالطواقم الطبية، والمدارس بالمعلمين.
ووصف إنغلش، الحياة في غزة بالصعبة للغاية، مؤكداً أنها ستصبح شبه مستحيلة إذا تم منع عمل «أونروا»، وحول قصف الاحتلال مبنى سكنياً في مدينة «بيت لاهيا»، قال إنغلش: إن هذه الغارة تعد الواقع الذي يعيشه الأطفال والعائلات في غزة يومياً، مشيراً إلى أن المواطنين في شمال غزة بحاجة ماسة للمساعدات المنقذة للحياة في ظل الحصار العســـكري الإســـرائيلي المتواصل منذ نحو شهر.
على صعيد متصل، أكد برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 90 بالمئة من أهالي غزة سيواجهون بحلول تشرين الثاني المقبل «انعداماً حاداً» في الأمن الغذائي، وعبّر البرنامج في بيان عبر موقعه الرسمي، عن قلقه العميق إزاء التشريعات الإسرائيلية الجديدة التي تؤثر في «أونروا»، وهي المنظمة التي لا غنى عنها في مجال توفير المساعدات المنقذة للحياة في غزة.
وأضاف البيان: «أنظمة الغذاء في غزة انهارت إلى حد بعيد بسبب تدمير المصانع والأراضي الزراعية، بينما أصبحت المتاجر والأسواق شبه خاوية»، محذراً من تحول الأزمة الإنسانية في قطاع غزة إلى مجاعة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة قريباً، مع اقتراب فصل الشتاء.
بموازاة ذلك، قالت الأمينة العامة لمنظمة «العفو الدولية» أنييس كالامار: إن قانون «الكنيست» الإسرائيلي بحظر عمل «أونروا» غير معقول ويشكل اعتداءً صريحاً على حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ويرقى إلى «تجريم المساعدات الإنسانية» وسيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية المتفاقمة أصلاً.
بدورها، قالت منظمة «أطباء بلا حدود»: إن حظر عمل «أونروا» ستكون له عواقب كارثية على الوضع الإنساني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، ودعت المنظمة في بيان لها، أمس الأربعاء إلى تدخل دولي فوري للضغط على إسرائيل للتراجع عن قرارها والسماح بوصول المساعدات الأساسية والتحرك من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة.