موسكو توعدت بالرد على احتجاز صحفيين في واشنطن..ولافروف: خطط تقسيمنا عقيمة … بوتين للمغتربين: واثق بإمكاناتكم في توطيد العالم الروسي وتحقيق إمكاناته الإبداعية
| وكالات
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن ثقته في قدرة الروس المقيمين بالخارج على توطيد العالم الروسي، وتحقيق إمكاناته الإبداعية الهائلة، في حين أشار وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى أن خطط تقسيم الاتحاد الروسي عقيمة بغض النظر عن أصحابها، في حين أعلنت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أن احتجاز صحفيين روس في مطار الولايات المتحدة، لن يبقى من دون رد فعل مناسب.
وفي رسالة إلى المشاركين وضيوف المؤتمر العالمي الثامن للمواطنين الروس المقيمين بالخارج تحت عنوان «معاً مع روسيا»، والتي نشرها موقع الكرملين أمس، أعرب بوتين عن ارتياحه لمشاركة أكثر من 400 ممثل عن المجتمعات الروسية من أكثر من 100 دولة حول العالم، رغم الصعوبات الخطرة والقمع الذي يواجهه بعض الروس في الغرب، ممن يحتفظون بعلاقة روحية مع روسيا، ويشاركونها قيمها الأخلاقية، وقال: «إن القدوم إلى روسيا، بالنسبة لمواطنينا الذين يعيشون في بلدان غير صديقة، يتطلب شجاعة شخصية، وأود أن أشكر بصدق أولئك الذين يواصلون الدفاع بنشاط عن المواقف الدولية للثقافة الروسية واللغة الروسية حتى في أصعب الظروف».
وأضاف بوتين: «إن روسيا تعمل باستمرار على زيادة جهودها الرامية إلى تقديم العون والمساعدة لمواطنيها المقيمين بالخارج، وقد اتسعت فرص استعادة واكتساب الجنسية الروسية بشكل كبير في الآونة الأخيرة، فيما يتم بالتزامن تحسين آليات برنامج الدولة لإعادة التوطين الطوعي، والتي بموجبها دخل بلادنا أكثر من 1.2 مليون شخص، ومن خلال صندوق دعم وحماية حقوق المواطنين المقيمين بالخارج تم تخصيص أموال إضافية للمحتاجين إلى المساعدة القانونية».
بدوره، بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن خطط تقسيم «العالم» الروسي عقيمة بغض النظر عن أصحابها، معرباً عن ثقته في عدم جدوى هذه المخططات، وقال: «يؤثر الوضع في العالم على عملنا معكم، حيث تواجه المجالس التقليدية لتنظيم المواطنين وغيرها من الجمعيات في البلدان غير الصديقة ضغوطاً خطيرة، ومظاهر كراهية لروسيا، وأنواعاً أخرى من التمييز، ومحاولات لإلغاء الثقافة الروسية واللغة الروسية، وحتى على مستوى الحياة اليومية، في حين ينشط توجه لتقسيم الأرثوذكسية في العالم»، وفق موقع «روسيا اليوم».
وأشار لافروف إلى أن قمة «بريكس» في قازان مؤخراً، أظهرت أن محاولات الغرب لعزل روسيا على الساحة الدولية كانت فاشلة، وأضاف: «الغرب الجماعي، بقيادة الولايات المتحدة، ضاعف جهوده لاحتواء روسيا على نحو منهجي وأطلق العنان لعدوان هجين واسع النطاق ضد بلادنا بهدف إلحاق هزيمة إستراتيجية، على حد تعبيرهم».
في سياق آخر، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس، أن احتجاز صحفيين روس في مطار بالولايات المتحدة الأميركية، أمر يتعارض مع مبادئ حرية الإعلام وغير مقبول، وقال للصحفيين: «بعد استكمال كل الإجراءات الشكلية، وجميع إجراءات الحصول على تصاريح الدخول، فإن مثل هذا الموقف تجاه الصحفيين يتناقض مع مبادئ حرية الإعلام، وبالطبع هذا غير مقبول بالنسبة لنا».
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن موسكو لن تتجاهل احتجاز الصحفيين الروس في أحد المطارات الأميركية، مشيرة إلى أن السلطات الأميركية لم تخطر السفارة الروسية في واشنطن باحتجاز الصحفيين الروس الذين جاؤوا لتغطية الانتخابات الرئاسية الأميركية، وشددت على أن «تعسف السلطات الأميركية لن يبقى من دون رد فعل مناسب، وفق «روسيا اليوم».
وأوضحت زاخاروفا أن بلادها تعتبر الحادث انتهاكاً صارخاً آخر من جانب واشنطن لالتزاماتها في مجال ضمان حرية الوصول إلى المعلومات، والتعددية الإعلامية، مبيّنة أن مثل هذه الإجراءات تتناسب تماماً مع منطق الحملة العالمية التي أعلنتها الإدارة الحالية لواشنطن ضد وسائل الإعلام والصحفيين الروس، والتي تتعارض بشكل مباشر ليس فقط مع الالتزامات الدولية للولايات المتحدة، لكن أيضاً مع أحكام دستورها، واعتقلت السلطات الأميركية أول من أمس الثلاثاء، عدداً من الصحفيين الروس في أحد المطارات، من دون توضيح الأسباب.
وحول إصدار المحكمة الفنلندية في وقت سابق قراراً بشأن احتجاز عدد من الممتلكات الروسية على أراضي فنلندا بقيمة نحو 5 مليارات دولار، أعلنت زاخاروفا أن أي أعمال تقوم بها فنلندا تجاه الممتلكات الروسية في هذا البلد لن تبقى من دون رد، مشيرة إلى أن السفارة الروسية في هلسنكي طالبت السلطات الفنلندية بتقديم توضيحات بشأن الإجراءات التي اتخذتها تجاه الممتلكات الروسية، ومدى تطابقها مع القانون الدولي.
على خط مواز، أفادت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية بأن أوكرانيا تسعى، بوساطة قطر، إلى إجراء محادثات أولية مع روسيا لإنهاء الهجمات المتبادلة على البنية التحتية للطاقة، مشيرة إلى أن المفاوضات بهذا الشأن استؤنفت بعد انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في آب الماضي بسبب الغزو الأوكراني لمقاطعة كورسك الروسية، ونقلت عن مصدر دبلوماسي مطلع على المفاوضات قوله: «هناك مناقشات لا تزال مبكرة للغاية حول إمكانية إعادة تشغيل شيء ما، والمفاوضات جارية حالياً بشأن منشآت الطاقة».
وفي الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مسؤول أوكراني كبير قوله: «إن كييف تخطط لمواصلة ضرب أهداف في روسيا، بما في ذلك مصافي النفط، للضغط على موسكو»، في حين كان رأس النظام في كييف فلاديمير زيلينسكي أعرب في مقابلة سابقة مع الصحيفة عن رأي مفاده أن وقف الهجمات المتبادلة على منشآت الطاقة يمكن أن يكون بداية النهاية للأعمال العسكرية.
في الغضون، صرح رئيس المحكمة العليا في أوكرانيا ستانيسلاف كرافشينكو، أن هناك زيادة في حالات الفرار من الخدمة في القوات المسلحة الأوكرانية، مؤكداً أن «الوضع خطر»، داعياً إلى «ضرورة تحفيز العسكريين بالأجور والانخراط في التربية الوطنية للمواطنين»، في حين أفادت صحيفة «ميلتري ووتش» الأميركية المختصة بالشؤون العسكرية بأن معظم دبابات «أبرامز» التي تم تسليمها إلى أوكرانيا تم تدميرها أو الاستيلاء عليها، مشيرة إلى أنه تم تدمير أو تعطيل أو الاستيلاء على أكثر من 20 دبابة من أصل 31 دبابة من طراز «أبرامز» تم تسليمها إلى أوكرانيا، ومعظمها أصيبت بالمدفعية الموجهة أو طائرات من دون طيار».
ميدانياً: أعلنت وزارة الدفاع الروسية تحرير بلدة كروغلياكوفكا في مقاطعة خاركوف شرق أوكرانيا وبلدة سيليدوفو في جمهورية دونيتسك الشعبية والقضاء على 1685 عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الأسلحة الغربية لقوات كييف خلال 24 ساعة.