احتمالات الغزو تلاشت والميليشيات أعادت افتتاح منفذين مع مناطق سيطرة الاحتلال التركي … مصادر «الوطن»: مناطق سيطرة «قسد» إلى التهدئة بعد «فيتو» أميركي ضد أنقرة
| حلب- خالد زنكلو
شهدت مناطق سيطرة ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» شمال وشمال شرق سورية هدوءاً حذراً خلال اليومين الماضيين، بعد جولة محمومة من القصف الجوي والبري العنيف شنته قوات الاحتلال التركي، استمرت 5 أيام، وأتت على الكثير من منشآت البنية التحتية من نفط وغاز وكهرباء، على خلفية اتهامات الإدارة التركية للميليشيات بتنفيذ الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء «توساش» الخميس الماضي قرب أنقرة.
وأوضحت مصادر ميدانية من داخل «قسد» أن وتيرة التصعيد العسكري التركي ضد الميليشيات في مناطق هيمنتها بحلب والرقة والحسكة، هدأت وعادت إلى سابق عهدها قبل بدء التصعيد الأخير بقصف مدفعي متقطع باتجاه بعض النقاط العسكرية للميليشيات.
وذكرت المصادر لـ«الوطن» أن حظوظ الإدارة التركية بشن عملية عسكرية برية باتجاه مناطق سيطرة «قسد»، تراجعت، بل تلاشت، بعدما زج جيش الاحتلال التركي بتعزيزات عسكرية بالقرب من خطوط تماس المناطق التي يحتلها مع مرتزقته التي يسميها «الجيش الوطني»، خصوصاً بالقرب من مدينة عين عيسى شمال الرقة ومدينة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي.
وعزت المصادر السبب إلى «فيتو» أميركي، أبلغه وزير الدفاع الأميركي لويد جيمس أوستن لنظيره التركي يشار غولر، خلال اتصال هاتفي جرى بينهما أول من أمس لبحث قضايا الدفاع والأمن الثنائية والإقليمية، وفي مقدمتها حملة القصف التركية الأخيرة ضد «قسد» المدعومة من واشنطن.
وأشارت إلى أن «قسد»، اطمأنت لـ«الفيتو» الأميركي الذي توقعت صدوره، وهي تعكف راهناً على ترميم خطوط دفاعها التي تضررت بفعل القصف التركي المكثف، في وقت تفرغت ما يسمى «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية» التي تهيمن عليها «قسد»، لإحصاء أضرارها المادية الكبيرة في القطاعات الخدمية والاقتصادية، تمهيداً لإعادة إصلاحها، ولاسيما المتعلقة بالماء والكهرباء، ثم النفط والغاز.
وبينت أن الاستهدافات التركية ضد مواقع ونقاط انتشار مسلحي «قسد»، اقتصرت خلال اليومين الفائتين على القصف المدفعي دون الجوي، وخاصة بالقرب من مدن وبلدات الشريط الحدودي في الحسكة والرقة، وصولاً إلى تل رفعت ومحيطها وريف عفرين في ريف حلب الشمالي ومنبج وعين العرب بريف المحافظة الشمالي الشرقي، حيث عاود سكان المناطق قطاف ثمار الزيتون إثر فترة توقف خلال القصف التركي، أوقعت جرحى مدنيين خلال قطاف ثمار المحصول الاستراتيجي في هذه المناطق.
مصادر محلية في مدينة منبج، أكدت أن «مجلس منبج العسكري» التابع لـ«قسد»، افتتح أمس منفذي «أم جلود» و«عون الدادات»، اللذين يصلان المنطقة بمناطق سيطرة جيش الاحتلال التركي وميليشيات «الجيش الوطني» التي تدعى بـ«درع الفرات»، بعد إغلاقهما في 26 الشهر الجاري إثر موجة القصف التركي.
وكشفت المصادر لـ«الوطن» أن رتلاً من الصهاريج المحملة بالنفط الخام والغاز عبرت أمس معبر «أبو جلود» التجاري من مناطق سيطرة «قسد» إلى مناطق الاحتلال التركي في «درع الفرات»، على حين تجاوز عدد قليل من المدنيين معبر «عون الدادات» المخصص للحالات الإنسانية.
وفي مدينة الباب شمال شرق حلب، حيث يقع منفذ «أبو الزندين» في شطرها الغربي ويؤدي إلى مناطق الحكومة السورية بحلب، توقفت حركة دخول الحافلات التي تقل وافدين لبنانيين إلى مناطق نفوذ «قسد»، وذلك من جراء صعوبة دخولهم الحدود السورية-اللبنانية، بعد افتتاح المنفذ الأربعاء ما قبل الماضي لهذه الغاية، مما يسمى «الحكومة المؤقتة» المعارضة التابعة للإدارة التركية.
وقالت مصادر أهلية في مدينة الباب: إن المنفذ ما زال مغلقاً أمام تنقل المسافرين والحركة التجارية بين مناطق الاحتلال التركي ومناطق الدولة السورية، بعد افتتاحه رسمياً في 28 آب الماضي ولمدة يوم واحد فقط، نتيجة إطلاق قذائف هاون من ميليشيات تابعة لأنقرة باتجاهه.
ولفتت المصادر لـ«الوطن» إلى أن المعتصمين في خيمة الاعتصام قبالة المدخل الرئيس لـ«أبو الزندين»، كثفوا أمس وأول من أمس من احتجاجهم على افتتاح المنفذ، عقب استقدام ما يسمى «الشرطة العسكرية»، التي تنفذ أوامر أنقرة ومسؤولة عن حماية «المنفذ»، تعزيزات عسكرية إلى منطقته، فسرها بعضهم بأنها استبقت وضعه في الخدمة مع مناطق الحكومة السورية بحلب في الأيام القليلة المقبلة.