سورية

وزير الخارجية الروسي أكد أن التحالف الدولي لن يسمح لتركيا بغزو سورية … عشية اجتماع ميونيخ اليوم.. كيري ولافروف يؤكدان ضرورة وقف إطلاق النار في البلاد

| وكالات

عشية اجتماع «مجموعة الدعم الدولية» لسورية في ميونيخ اتفقت روسيا والولايات المتحدة الأميركية على «ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار( في سورية وضمان الوصول الإنساني للمناطق المحاصرة». وأكدت موسكو ضرورة التطبيق الكامل للقرار الأممي (2254) خلال الاجتماع.
ونقل الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» عن بيان للخارجية الروسية أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري أكدا خلال اتصال هاتفي أمس «ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان الوصول الإنساني للمناطق المحاصرة في سورية».
وأوضح البيان أن المحادثات خلال الاتصال «ركزت على التسوية السورية في ضوء اجتماع مجموعة دعم سورية اليوم 11 شباط في ميونيخ».
وفي السياق وبحسب الخارجية الروسية، فإن لافروف ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير ناقشا في اتصال هاتفي جوانب جدول الأعمال الروسي الألماني خلال الاتصالات القادمة المتوقعة وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الدولية الرئيسية بما في ذلك الحاجة إلى تأكيد ضرورة التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 خلال اجتماع ميونيخ.
وفي مقابلة مع صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» نشرت أمس قال لافروف «يبدو أن هناك مراهنة على الحل العسكري، في حال إخفاق المفاوضات أو منع انطلاقها. وتؤكد ذلك بشكل علني بعض الدول التي تنطلق، كما أتفهم، من الكراهية الشخصية تجاه الرئيس السوري بشار الأسد».
وأكد أنه يشاطر المستشرق الروسي البارز فيتالي نعومكين تقييمه، الذي اعتبر فيه أن هناك 3 سيناريوهات لتطورات الأوضاع في سورية، وهي: توصل الأطراف إلى حل وسط خلال المفاوضات في جنيف، أو إحراز الجيش السوري انتصارا عسكريا، أو اندلاع حرب كبيرة بمشاركة عدد من الدول الأجنبية. وأعاد لافروف في هذا الخصوص إلى الأذهان أن موسكو وواشنطن كانتا تصران دائما، كما أيدتهما في هذا الإصرار الدول الأوروبية، على إدراج عبارة تقول إنه لا حل عسكريا للأزمة السورية بقرار دولي حول سورية. لكن بعض حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط رفضوا هذه الفكرة قطعيا.
وأضاف: «أصبح هذا السيناريو (سيناريو المراهنة على الحل العسكري) واقعيا، ونحن نسمع الآن تصريحات عن خطط لإرسال قوات برية إلى سورية».
وتابع: «لقد أعلنت السعودية أنها لا تستبعد الاعتماد على القوات التابعة للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والذي بادرت إلى تشكيله، في الحرب ضد داعش، وأكدت بعض الدول الأخرى أنها مستعدة لدعم هذه الفكرة، وفي أثناء زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة إلى روسيا، ظهرت أنباء عن مشاركة المنامة في هذه الخطة. لكن الملك ووزير خارجيته خلال وجودهما في روسيا يوم الـ8 من فبراير نفيا هذه الأنباء وأكدا انعدام أي خطط في هذا الشأن لدى المملكة»، مؤكداً أن روسيا في تعاملها مع المسألة السورية، تراهن على الحل التفاوضي فقط. وأكد لافروف أن موسكو قلقة للغاية من أنباء تتلقاها من وسائل الإعلام وعبر قنوات الاتصال المغلقة على حد سواء، حول نية الأتراك أو حتى مباشرتهم في استغلال جزء من الأراضي السورية بذريعة إقامة مخيمات هناك لإسكان النازحين السوريين وعدم السماح لهم بالعبور إلى الأراضي التركية.
وتابع: «تواصل تركيا الأحاديث عن إقامة (منطقة آمنة) خالية من داعش في الأراضي السورية. وكما يفهم الجميع أن الحديث يدور عن مقطع الحدود الفاصلة بين الجيبين الكرديين اللذين تعتبر تركيا توحيد قواتهما أمرا غير مقبول على الإطلاق بالنسبة لها، علما بأنه من شأن هذا الأمر أن يمنعها من إيصال الإمدادات إلى المسلحين في سورية وتلقي توريدات البضائع المهربة من أيديهم».
وأوضح أن هناك أنباء عن اتصالات سرية بين قادة داعش والقيادة التركية، لبحث خيارات العمل المتاحة في الظروف الجديدة التي تشكلت بفضل الغارات الروسية الذي قطعت المسارات العادية لتهريب البضائع.
وحسب المعلومات المتوفرة لدى روسيا، فقد بحث الأتراك مع الأعضاء الآخرين في حلف الناتو خططهم لإقامة «مناطق خالية من داعش» داخل الأراضي السورية.
وشدد لافروف تعليقاً على تلك الخطط: «بلا شك سيمثل ذلك انتهاكاً لجميع مبادئ القانون الدولي، كما أنه سيأتي بالمزيد من التصعيد».
وفي الوقت نفسه شكك لافروف في احتمال وقوع تدخل عسكري تركي كامل النطاق في الأراضي السورية، موضحاً أنه لا يمكن اعتبار الاستفزازات التركية المحدودة التي ترصدها روسيا عند الحدود السورية، استعدادا لمثل هذا التوغل.
وأردف قائلاً: «إنني لا أتوقع أن يسمح التحالف الدولي الذي يتزعمه الأميركيون والذي تعد تركيا عضواً فيه، بتطبيق مثل هذه الخطط المتهورة».
وأكد لافروف أن بلاده اتخذت في الوقت نفسه كافة الإجراءات الوقائية الضرورية لضمان أمن العسكريين الروس في سورية. وذكر بأنه تم نشر منظومة «إس-400» ووسائل أخرى للدفاع الجوي في سورية، مؤكداً أن هذه الأسلحة تضمن الأمن في جزء المجال الجوي السوري الذي يعمل فيه الطيارون الروس بنسبة 100%.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن