رياضة

بداية غير مبشرة

| محمود قرقورا

لم تأتِ بداية الدوري الإنكليزي الممتاز بكرة القدم للموسم الكروي 2024/2025 كما يشتهي قطبان كبيران وهما مانشستر يونايتد وآرسنال.

وإذا كان الثاني مستقراً تدريبياً مع المدرب الإسباني مايكل أرتيتا فإن اليونايتد فضّ الشراكة مع الهولندي تين هاغ ليبدأ فصلاً جديداً من تغيير المدربين المتواصل منذ رحيل الأسطورة فيرغسون، إذ إن تين هاغ بات سادس مدرب يُقال من منصبه بعد ديفيد مويس وفان غال ومورينيو وسولسكيار ورانجنيك، فضلاً عن المدربين المؤقتين غيغز وكاريك والحالي نيستلروي ريثما يأتي المدرب الجديد البرتغالي أموريم.

البداية ليست على ما يرام لآرسنال الذي راهن عليه النقاد أنه سيحقق اللقب بعد المنافسة الشرسة للسيتي في آخر موسمين عندما أهدر التتويج من صنع يده، وهذا الموسم ربما الأمور تخرج من يده مبكراً مع إهداره 12 نقطة خلال المباريات العشر الأولى.

أما اليونايتد فكان الرهان بأنه سيكون أكثر مرونة في التعامل مع الخصوم وأنه لن يكون خارج معادلة الأربعة الكبار، ولكن حساب الحقل لم يتطابق مع حساب البيدر، وتتويج تين هاغ لكأس إنكلترا على حساب السيتي في أيار الفائت كان فخاً للإدارة التي جددت له وإذا به يهدر 16 نقطة خلال الجولات التسع الأولى.

المصيبة أن الشياطين الحمر أخفقوا في بلوغ دوري الأبطال 2014 بحلولهم سابعاً و2016 و2017 و2019 و2022 بحلولهم سادساً ثم كان التراجع في الموسم الفائت للمركز الثامن، ولكنهم لم يغيبوا عن منصات التتويج خلال السنوات المذكورة فحققوا الكأس الأقدم في العالم 2016 و2024 وكأس الرابطة 2017 و2023 واليوروباليغ 2017.

وعلى الضفة المقابلة يغيب المدفعجية عن منصات التتويج خلال السنوات الأربع الأخيرة رغم جودة اللاعبين وتأقلم المدرب أرتيتا مع أجواء ملعب الإمارات، ولقب الكأس 2019 ليس مبلغ الأمل عند جماهير الفريق.

القطار لم يفت الناديين بعد، ولكن عودة اليونايتد للمنافسة على مركز مؤهل لدوري الأبطال في الدوري الأقوى عالمياً يبدو أكثر صعوبة من الوصول إلى قمة جبل إيفرست عطفاً على المعطيات الحالية، وإذا نجح المدرب الجديد أموريم في بلوغ ذلك فلا شك أنها ستكون مقدمة لاستعادة اللقب الغائب عن خزائن النادي منذ مغادرة فيرغسون مع نهاية موسم 2012-2013 الذي حمل التتويج العشرين للنادي.

ولكن الفرصة مؤاتية لبلوغ دوري الأبطال من خلال اليوروباليغ كما أن المنافسة على لقبي الكأسين المحليتين واردة بقوة وخاصة أن اليونايتد بلغ ربع نهائي كأس الرابطة.

من جانبه سيكون آرسنال مطالباً بتحقيق سلسلة انتصارات متتالية للبقاء في خضم المنافسة على لقب الدوري أمام خصمين عنيدين هما السيتي وليفربول، وتبقى الفرصة سانحة للمنافسة على الكؤوس بما فيها الشامبيونزليغ لأنه آن الأوان ليحلق المدرب أرتيتا ولاعبوه بأجنحة أوروبية.

وبعيداً عن اليونايتد وآرسنال يبدو السيتي وليفربول أقرب للمنافسة على لقب الدوري الأقدم عالمياً ويبقى السيتي الأقوى بغض النظر عن موجة الإصابات التي بعثرت حسابات المدرب غوارديولا، ولكن ليفربول عنده ما يقوله وخاصة أن المدرب الهولندي سلوت بدا متقناً لخفايا الدوري نظير وراثته فريقاً جاهزاً من المدرب كلوب وهو يعلم علم اليقين أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ولذلك يتعامل مع كل مباراة بتكتيك مختلف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن