المؤشرات تدل على أن الحرائق بفعل فاعل … محافظ اللاذقية: سنتعامل بحزم مع الفاعلين وتم إخماد جميع الحرائق
| اللاذقية – عبير محمود
بجهود جبارة وقلوب قوية لا تعرف الخوف، أخمدت فرق منظومة الإطفاء «فوج الإطفاء- الدفاع المدني- الحراج) من اللاذقية ومختلف المحافظات بالتعاون مع رجال الجيش العربي السوري والمجتمع الأهلي أكثر من 60 حريقاً نشبت في محافظة اللاذقية نهاية الأسبوع الماضي واستمرت لساعات طويلة بفعل الرياح الشديدة والتقلبات الجوية الخريفية والتضاريس الصعبة.
من جهته أكد محافظ اللاذقية خالد أباظة أنه تم إخماد جميع الحرائق التي اندلعت في ريف المحافظة، مع بقاء بؤرة على اتجاه قرية السمرا، ويتم التعامل معها من خلال فرق إطفاء حقلية لصعوبة وصول الآليات لوجودها في جرف صخري، وامتدادها محدود ولا تشكل أي خطر في محيطها.
ومن متابعته الميدانية للحرائق في كل المواقع، أشار أباظة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها جميع الجهات المشاركة في عمليات الإخماد، وزج جميع إمكانات المحافظة لمكافحة الحرائق من آليات وصهاريج، وكوادر وتعزيزهم بعناصر من الجيش السوري، وتأمين المحروقات لآليات الإطفاء والثقيلة، وصهاريج التغذية في المواقع.
وشدد المحافظ على أنه سيتم التعامل بحزم ومن دون أي تهاون في حال ثبتت الشكوك حول قيام أشخاص بافتعال هذه الحرائق، مع تزامن أكثر من 30 بؤرة فجأة من دون سابق إنذار، وسط مؤشرات بوجود فاعلين يقومون بذلك بشكل متزامن.
وأردف أباظة بأن تعدد بؤر الحرائق يعطي مؤشراً كبيراً أنها مفتعلة تمت بفعل فاعل ويتم التحقيق للتأكد من ذلك، مشيراً إلى أنه قد تمت إذاعة البحث عن سيارتين يعتقد أنهما للفاعلين.
وأكد قائد الشرطة في اللاذقية اللواء عبدو كرم استنفار جميع الوحدات الشرطية ومتابعة الدوريات للمؤازرة في مواقع الحرائق وتنظيم الضبوط والقيام بالإخلاء عند الضرورة، وتنظيم حركة السير ووصول الإطفائيات والصهاريج من المحافظات الأخرى إلى مواقع الحرائق.
من جهته أكد قائد فوج الإطفاء في اللاذقية المقدم مهند جعفر أن فرق الإطفاء كافة والطيران المروحي أخمدوا أكثر من 60 حريقاً «حتى ساعة إعداد المادة»، بجهود كبيرة وتعاون بين كل الجهات بجميع المواقع، والتعاون مستمر لإخماد بعض البؤر في المزيرعة وموقع جرف صخري في محور البدروسية جبل سلندرين- السمرا، رغم الظروف الجوية الصعبة والرياح الشديدة.
وأشار جعفر إلى أن كل الكوادر تبقى بحالة استنفار وجهوزية لمكافحة جميع الحرائق على مستوى المحافظة، مشدداً على ضرورة الإبلاغ عن أي نار يتم لحظها لتتم الاستجابة بالسرعة القصوى ومنع تمددها بظل الظروف الجوية الحالية.
بدوره، أكد مدير الزراعة في اللاذقية باسم دوبا لـ«الوطن»، أنه بعد إخماد الحرائق في المحافظة فإن عمليات التبريد والمراقبة مستمرة في بعض المواقع، مبيناً أن عمليات الإخماد تمت بزمن قياسي نظراً للظروف الجوية وطبيعة التضاريس الصعبة ومنها لا يمكن دخول الآليات الإطفائية الثقيلة إليها.
ولفت دوبا إلى أن المحافظة اتخذت جميع الإجراءات بالتنسيق بين جميع الجهات لإخلاء المنازل القريبة من مواقع النيران وإبعاد الخطر عنهم حتى الانتهاء من الإخماد.
وأشار مدير الزراعة إلى الجهود المكثفة والمتكاملة بين الجهات مجتمعة وفق توجيهات ومتابعة المحافظ بشكل ميداني في المواقع، مبيناً أن التعاون كبير بين الجميع من فرق الإطفاء والأهالي وقيادة الشرطة ومنظومة الإسعاف والطوارئ وفرق الهلال الأحمر العربي السوري وكل الجهات والمؤسسات المستمرة بتقديم المؤازرة للفرق التي تعمل على الأرض بشكل مباشر.
استنفار صحي
عضو المكتب التنفيذي لمحافظة اللاذقية المختص بقطاع الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل موفق صوفي أكد لـ«الوطن»، تسجيل حالة وفاة شاب و16 مصاباً بحروق بسيطة واختناق بفعل استنشاق دخان الحرائق من مواقع متفرقة، منهم 2 من رجال الإطفاء تمت معالجة كل الحالات بالمشافي الحكومية وتخريجهم بحالة جيدة.
ونوّه صوفي باستنفار كامل المنظومة الصحية وسيارات الإسعاف للتعامل مع أي حالة طارئة في جميع مناطق المحافظة.
وكانت النيران التهمت مساحات واسعة من ريف اللاذقية الشمالي في البسيط والبدروسية وكسب، وفي منطقة القرداحة في مرج معيربان والحمى وبقيلون والبيطار وجبل العرين وضهر أبو خريزة، وفي منطقة الحفة بالمزيرعة وقرى ياسنس وبريانس وشير فاق ومحيط قلعة صلاح الدين، وفي منطقة جبلة بقرى بشيلي وزاما وبسمالخ ومناطق أخرى متفرقة.
وحرصاً على سلامة الأهالي، عملت محافظة اللاذقية عبر باصات النقل الداخلي لتأمين المواطنين في المنازل القريبة من مواقع الحرائق ونقلهم إلى أماكن آمنة تماماً، وإعادتهم إلى منازلهم بعد عمليات الإخماد بشكل كامل.