اشتداد التنافس بين ترامب وهاريس قبل أيام من الانتخابات وسط تقارب معدلات تأييدهما … مخاوف من تكرار سيناريو 6 كانون الثاني وواشنطن تعزز إجراءاتها الأمنية
| وكالات
مع اشتداد التنافس بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس قبل أيام من الانتخابات الرئاسية، المقررة بعد غد الثلاثاء، تستعد مدينة واشنطن لاحتمال تكرار أعمال العنف التي هزتها قبل أربع سنوات عندما خسر ترامب أمام الرئيس الأميركي جو بايدن، جاء ذلك فيما أثارت ادعاءات المرشح الجمهوري حول تزوير الانتخابات في ولاية بنسلفانيا مخاوف من إمكانية سعيه مجدداً لتغيير نتائج الانتخابات، ومن جهتهم يؤكد الديمقراطيون جاهزيتهم للرد على أي محاولة للتلاعب بالنتائج.
هذا وحذرت سلطات العاصمة الأميركية من أنه يمكن توقع «بيئة أمنية متقلبة وغير متوقعة» في الأيام وحتى الأسابيع التالية لإغلاق مراكز الاقتراع، مضيفة إنها لا تتوقع إعلان الفائز في يوم الانتخابات، في حين تكشف استطلاعات الرأي اشتداد المنافسة بين الرئيس السابق ترامب ونائب الرئيس هاريس قبل ثلاثة أيام من الانتخابات، حسب قناة «فرانس 24».
والخميس الماضي، صرح ترامب قائلاً إن فتح تحقيق في استمارات تسجيل الناخبين في ولاية بنسلفانيا يعكس وجود تزوير في أصوات الناخبين، ومن جانبهم، يستعد الديمقراطيون بقيادة هاريس لاحتمال محاولة ترامب إعلان فوزه في الانتخابات قبل اكتمال فرز جميع الأصوات، كما حدث في عام 2020، وقالت هاريس في مقابلة مع شبكة «ايه. بي. سي» الأربعاء الماضي: «للأسف، نحن مستعدون إذا أقدم على ذلك، وإذا رأينا أنه يحاول التأثير في الإعلام أو التلاعب برأي الشعب الأميركي، فنحن مستعدون للرد»، فيما أعرب حلفاء ترامب عن قلقهم إزاء احتمال مشاركة عدد كبير من «غير المواطنين» في الانتخابات، رغم أن حالات حدوث ذلك «نادرة» للغاية.
إضافة إلى ذلك، ما زال شبح السادس من كانون الثاني عام 2021 يخيم على المدينة، ففي ذلك اليوم، اقتحم مئات من أنصار المرشح الجمهوري دونالد ترامب مبنى «الكابيتول» في محاولة لمنع التصديق على فوز الديمقراطي جو بايدن، وقال كريستوفر رودريغيز، أحد المسؤولين في المدينة خلال اجتماع مجلس المدينة قبل أيام «بدأت استعداداتنا لعام 2024 في السابع من كانون الثاني 2021 من نواحٍ عدة».
وفي تلك الفترة، رفض ترامب مرارا الإعلان ما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات، مدعياً وجود تزوير وغش في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، ما أدى إلى اندلاع المزيد من الاضطرابات، وحتى قبل الهجوم على مبنى «الكابيتول»، هزت واشنطن تظاهرات عنيفة خلال الحركة الاحتجاجية المناهضة للعنصرية «بلاك لايفز ماتر» (حياة السود مهمة) في صيف 2020.
في الغضون، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» أنه بصدد إنشاء مركز قيادة لمراقبة هذه التهديدات، في حين قال جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية كبار الشخصيات السياسية، إنه سيعزز نظامه الأمني إذا لزم الأمر، ومن جهتها، امتنعت شرطة الكابيتول عن التعليق على استعداداتها الأمنية، لكن رئيسة بلدية المدينة مورييل باوزر قالت في مؤتمر صحفي في تشرين الأول الماضي، إن هذا الجهاز الذي يعنى بحماية أمن الكونغرس سيكون «جاهزاً»، في حين أكدت قائدة شرطة المدينة باميلا سميث أنه لم يتم تحديد أي «تهديد حقيقي» يستهدف واشنطن خلال فترة الانتخابات.
بدوره، ذكر موقع «مونت كارلو» أنه خلال الساعات الـ24 الماضية، انشغلت الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة بالهجوم العنيف الذي شنه ترامب ضد النائب الجمهورية السابقة ليز تشيني، وهي من أبرز نقاده في البلاد، موحيا بأنها تستحق الإعدام بالرصاص.
وقال ترامب عن تشيني: «إنها صقر حرب متطرفة، لنتركها واقفة هناك مع بندقية، وهي تواجه تسع فوهات تطلق النار عليها.. دعونا نر كيف تشعر حيال ذلك، كما تعلمون، عندما تكون البنادق موجهة إلى وجهها»، وانتقد ترامب أيضاً أطرافاً أخرى «تدعم تورط» الولايات المتحدة في الصراعات الخارجية، قائلاً: «إنهم جميعاً صقور حرب عندما يجلسون في واشنطن بمبنى جميل، ويقولون حسناً، دعونا نرسل 10 آلاف جندي مباشرة إلى فم العدو».
وقالت هاريس للصحفيين في ولاية ويسكونسن: إن أي شخص يريد أن يكون رئيساً للولايات المتحدة ويستخدم مثل هذه اللغة العنيفة، من الواضح أنه لا يستحق أن يكون رئيساً، جاءت هذه المواقف على خلفية تصويت أكثر من 68 مليون أميركي في عملية الانتخابات المبكرة التي انتهت مساء أول من أمس الجمعة.
وينهي ترامب حملته الانتخابية مساء غد الإثنين في مدينة غراند رابيدز في ولاية ميشيغان المحورية، أما هاريس فسوف تنهي حملتها مساء غد في مدينة بيتسبيرغ في ولاية بنسلفانيا، أهم الولايات المحورية.