موسكو ترفض اتهامات الغرب: العملية الروسية تهيئ الظروف الجيدة للمفاوضات
| وكالات
رفضت موسكو اتهامات الولايات المتحدة والغرب لها بأن العمليات الجوية الروسية تسبب أزمة إنسانية في سورية، وأنها أفشلت الحوار السوري السوري، مؤكدة أن الغرب هو الذي أجج المشكلة.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي حسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن موسكو ترى أن تصريحات واشنطن بأن روسيا تستخدم ذخيرة غير موجهة في سورية «لا أساس لها إطلاقاً من الصحة». كما رفضت ما تردد عن أن القصف الروسي في سورية يدفع باللاجئين إلى أوروبا.
ورفضت زاخاروفا الاتهامات الأميركية بأن روسيا سببت انهيار محادثات سورية ووصفتها بأنها «محض كذب».
وبينت زاخاروفا وفق الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن روسيا بذلت جهوداً كبيرة لإجراء الحوار السوري السوري واتهامها بإفشاله غير منطقي، مشيرة إلى أن روسيا «هي الدولة الوحيدة التي أصرت على ضرورة البحث عن حل دبلوماسي وسياسي في ظل مكافحة الإرهاب وضرورة الحوار المباشر بين الحكومة والمعارضة».
وأكدت زاخاروفا أن تصريحات بعض المسؤولين الغربيين تؤثر بشكل سلبي في مسيرة الحوار السوري السوري في جنيف، مشيرة إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي الذي أعلن أن العمليات الجوية الروسية تتسبب بقتل مدنيين «غير مسؤولة وتعد أمراً غير مقبول».
وأشارت أيضاً إلى أنه لا يمكن قبول تصريحات المسؤولين الأميركيين حول أن روسيا «تستخدم في سورية قنابل محرمة دولياً تقتل المدنيين» ولا سيما أنها تفتقر إلى الأدلة.
وتابعت: «إنه لا أساس من الصحة لاتهامات أميركا والغرب لروسيا بتسبب عملياتها العسكرية في مكافحة الإرهاب في سورية بأزمة إنسانية» لافتة إلى أن الغرب ساهم بتعقيد الأمور في سورية ودول أخرى من منطقة الشرق الأوسط وعليه تحمل مسؤولياته، مؤكدة أن العملية الروسية في سورية لضرب الإرهابيين تهيئ الظروف الجيدة للمفاوضات السورية السورية.
وأوضحت زاخاروفا أن لقاء «مجموعة الدعم الدولية لسورية» سيبحث اليوم في ميونيخ تنسيق الجهود المشتركة لتسوية الأزمة في سورية. وأوضحت خلال مؤتمر صحفي في موسكو اليوم «أمس» أن «المجموعة الدولية» ستناقش أيضاً حل المسائل التي دفعت مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا للإعلان عن تأجيل الحوار السوري السوري في جنيف، مشددة على أن «روسيا ستضمن عدم مطالبة معارضة الرياض بأي شروط مسبقة» وفقاً لقرار مجلس الأمن «2254» الذي يقضي بالحيلولة دون ذلك.
وأشارت زاخاروفا إلى أن المشاركين في اللقاء سيحاولون حل مسألة مشاركة الأكراد خلال الحوار في جنيف، لافتة إلى أنهم «يتصدون لتنظيم داعش الإرهابي ولا يمكن رفض مشاركتهم في تقرير مصير بلادهم مع الأخذ بالحسبان أن هناك أطرافاً دولية تحاول إفشال مشاركتهم باستخدام الابتزاز بغية تنفيذ مصالحها السياسية» مبينة أن إطار فيينا يؤكد أهمية التمثيل الواسع للمعارضة وفق القرار الدولي «2254».
وقالت: «ستتم أيضاً مناقشة مسائل وقف إطلاق النار في سورية ووصول المساعدات الإنسانية إلى القرى والمدن المحاصرة».
وأشارت زاخاروفا إلى أن الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري في «تطهير المناطق الحدودية مع تركيا من الإرهاب» تثير القلق في تركيا وألمانيا والغرب وهذا ما تظهره وسائل الإعلام الأوروبية التي تصنف على أنها موضوعية، مبينة أن «ذلك يدعو إلى الاستغراب بما أن الحديث يدور عن الحدود الشرعية بين دولتين وحين تحقق الدولة والحكومة الشرعية النجاحات في مكافحة الإرهاب». وفي حديث لقناة «روسيا 24» أعلنت زاخاروفا استعداد موسكو لتعزيز تعاونها مع واشنطن من أجل دفع عملية التسوية السياسية للأزمة في سورية قدماً، مشيرة إلى أن لافروف سيبحث ذلك مع كيري في ميونيخ هذا الأسبوع.
وقالت زاخاروفا: «إن لافروف سيعقد لقاءات مع كيري وغيره من الشركاء الغربيين ومن المهم الآن الحفاظ على التوجه الحالي وبحث جميع المسائل المطلوبة لإعطاء زخم لعملية التسوية».
وأوضحت زاخاروفا أن موسكو نفذت بالكامل التزاماتها الخاصة بالتحضير للمحادثات السورية السورية في جنيف من دون شروط مسبقة ومن دون ابتزاز، معتبرة أن الاتهامات الأميركية الموجهة إلى روسيا بإفشال المحادثات هي خطوة خاطئة تماماً.
وأشارت زاخاروفا إلى أن الولايات المتحدة من جهة أخرى بذلت جهوداً لدفع وفد «معارضة الرياض» للمشاركة في المحادثات ولكن نزوات ذلك الوفد أدت إلى الوضع الذي نحن عليه الآن. وأعربت زاخاروفا عن أملها في أن يقوم لقاء مجموعة دعم سورية في ميونيخ بتحليل المواقف بشكل عميق وأن يعيد الغرب النظر في موقفه من تطور الوضع وقالت: «إن تجاهل السوريين الأكراد في عملية التسوية هو طريق مسدود ونحن ندعو دائماً إلى ضرورة إشراك كل القوى غير الإرهابية على الأرض في العملية السياسية».
وأضافت زاخاروفا: «إن الدبلوماسية والسياسة تتعلقان بمسألة الحلول الوسط ولكن يجب في مرحلة معينة القيام بخطوات وخيارات مبدئية وإلا فإن المضي قدماً سيكون مستحيلاً».
وأوضحت زاخاروفا أنه من غير المرجح أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق كامل حول سورية إلا أن هناك توافقاً بشأن الهدف النهائي المتمثل في تحقيق تسوية سياسية ومواجهة الخطر الإرهابي داعية إلى مزيد من التعاون الروسي الأميركي بهذا الشأن.
يشار إلى أن المجموعة الدولية لدعم سورية ستعقد اليوم الخميس اجتماعاً في مدينة ميونيخ الألمانية لبحث إعادة دفع عملية التسوية السياسية للأزمة بعد إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية تعليق الحوار السوري السوري إلى 25 الجاري على خلفية إصرار وفد «معارضة الرياض» على فرض شروط مسبقة واحتكار تمثيل المعارضة بشكل مخالف للقرار الدولي 2254 وبياني فيينا.