لافروف حذّر النظام الأوكراني من تداعيات مواصلته التعنت وإفشال التسويات … بوتين: واثقون بأن معظم الدول تشاطر «العالم الروسي» أفكاره وقيمه
| وكالات
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تحيته للمشاركين في الجمعية الـ16 للعالم الروسي تحت عنوان «القيم الروحية والأخلاقية للعالم الروسي» عن ثقته بأن أغلبية الدول تؤيد أفكار العالم الروسي، ومن جانب آخر اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن استمرار النظام الأوكراني في تعنته وإفشاله تسوية الأزمة الأوكرانية سيؤدي لانكماش الأراضي الواقعة تحت سيطرته.
وحسب وكالة «تاس»، قال بوتين في تحيته: «قوة وجاذبية فكرة العالم الروسي، كانت تكمن دائماً في انفتاحها واحترامها لجميع العادات والثقافات الأصلية، ونحن نرى اليوم، أن أغلبية البلدان والشعوب، توافق وتشاطر هذه المسالك، وترفض أي شكل من أشكال الاستعمار الجديد والعنصرية والروسفوبيا، وعلى العكس من ذلك، تظهر الالتزام بتنمية التعاون الإنساني والحوار المتكافئ المبني على الأخذ في الاعتبار مراعاة المصالح المتبادلة لبعضها البعض».
وأشار بوتين إلى أن «الموضوع الرئيس للمنتدى الحالي، يؤكد رغبتنا الصادقة في الحفاظ على تلك القيم والتقاليد الروحية والأخلاقية التي لا تتزعزع والتي توحدنا وتساعدنا على تحقيق أهدافنا»، ولفت إلى أن من بين المشاركين، «العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية المعروفة وكذلك الكثير من معلمي وأساتذة اللغة الروسية وآدابها، وعلماء، وكذلك العديد من الدبلوماسيين والصحفيين وممثلي المنظمات الدينية والتطوعية والشبابية، وأصدقاء روسيا الحقيقيين من دول مختلفة».
بدوره، وفي كلمة له، أمس السبت، خلال افتتاح الدورة الـ16 لـ«جمعية العالم الروسي» اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن استمرار النظام الأوكراني في تعنته وإفشاله تسوية الأزمة الأوكرانية سيؤدي لانكماش الأراضي الواقعة تحت سيطرته، وقال لافروف: «كلما طالت مساعي قيادة النظام الأوكراني الحالي بدعم من الدول الغربية لإفشال اتفاق تلوَ الآخر للتسوية تقلصت الأراضي التي يسيطر عليها هذا النظام».
ولفت لافروف إلى أنه لو نفذ هذا النظام بصدق ما تم الاتفاق عليه في اتفاقيات عام 2014 و2015 التي أُبرمت في مينسك لما حدث شيء، ولكنهم قرروا خرق الاتفاق، مشيراً إلى اتفاقيات إسطنبول في عام 2022 «التي أتاحت لهذا النظام فرصة ثالثة» لكنه لم يستفد من ذلك.
واعتبر لافروف أن نظام كييف لا يعتنق رهاب روسيا فحسب، وإنما لا يتميز بذكاء كبير أيضاً، موضحاً أن معظم الدول الغربية شكلت تحالفاً لإلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا.. والكل يعرف كيف انتهى الأمر، وشدد لافروف على أن روسيا ستدافع عن القيم التقليدية، وهي مهمة حددها مفهوم السياسة الخارجية للبلاد.
وجدد لافروف استعداد روسيا وانفتاحها على التوصل إلى تسوية سياسية، مشيراً إلى ضرورة إنهاء الصراع من خلال القضاء على أسبابه الأساسية، ومن بينها توسيع حلف الـ»ناتو» إلى الشرق وإيجاد تهديدات للمصالح الأمنية الحيوية لروسيا.
في الغضون، أعلن مساعد الرئيس الروسي نيكولاي باتروشيف، أن الغرب الجماعي يهدف دائماً إلى إخراج روسيا من البحر الأسود، وقال خلال اجتماع مع قيادة البحرية الروسية وأسطول البحر الأسود في رحلة عمل إلى شبه جزيرة القرم: «تشير الحقائق التاريخية إلى أن إبعاد روسيا عن شواطئ البحر الأسود كان أمراً تقليدياً في السياسة الأنغلوساكسونية باعتباره إحدى المهام الرئيسة، واليوم، يضع الغرب الجماعي، بقيادة الولايات المتحدة، خططاً لترسيخ وجوده في البحر الأسود على المدى الطويل وعلى طول محيطه على حساب المصالح المشروعة لبلادنا».
في سياق متصل، وبمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، قال مصدر في البعثة الروسية الدائمة لدى الاتحاد الأوروبي، حسب «تاس»: إن «الاتحاد الأوروبي يقوم بحملة غير مسبوقة في الضغط على الصحفيين والمراسلين الروسيين وإعاقة نشاطهم المهني، ومن دون أي تبرير يتم تقييد بث وسائل الإعلام الروسية أو حتى منعها بشكل تام، كما يقوم بإدراج العاملين في المؤسسات الإعلامية الروسية في قوائمه السود، ووضع العلامات في صفحات هذه المؤسسات على الشبكات الاجتماعية بل وحتى يحجبها بشكل تام، ويلفق القضايا، ويهدد ويطرد، كل ذلك يتم بهدف منع حصول الجمهور الأوروبي على الحقيقة التي لا تعجب البيروقراطيين في بروكسل».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس السبت تحرير بلدتي كوراخوفكا في دونيتسك وبيرشوترافنفويه في مقاطعة خاركوف، فيما بلغ إجمالي خسائر الجيش الأوكراني، خلال اليوم الماضي نحو 2045 جندياً.