تصاعد الاعتقالات ضد المدنيين من قبل فصائل أنقرة في عفرين المحتلة … «قسد» تعتقل 5 معلمات في الرقة بسبب رفضهن مناهجها «المثيرة للجدل»
| وكالات
اعتقلت ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعومة من الاحتلال الأميركي خمس معلمات في مدينة الرقة، بعد تقديمهن استقالتهن احتجاجاً على المناهج التي فرضتها الميليشيات في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرق البلاد، في حين شهدت منطقة عفرين شمال حلب والمحتلة من قبل الإدارة التركية وفصائلها تزايداً في عمليات الاعتقال والاعتداءات التي تستهدف المدنيين في المنطقة.
مصادر أهلية أكدت أمس أن «قسد» اعتقلت قبل أسبوع خمس معلمات من مديرية التربية في مدينة الرقة، مشيرة إلى أن عملية الاعتقال جاءت بعد تقديم المعلمات استقالتهن احتجاجاً على المناهج التي فرضتها «قسد» في مناطق سيطرتها، حسبما ذكرت شبكات إخبارية محلية.
وأوضحت المصادر، أن المعلمات توجهْنَ إلى مديرية التربية لتقديم استقالتهن عقب إضراب استمر لعدة أيام، قبل أن يتم اعتقالهن.
ووفق المصادر، فإن المعلمات المعتقلات هن: فاطمة أحمد الشكطي، دلال محمد عودة، سماح عبد الحميد الفرج، ابتهال خليل داده، وخديجة سليم الأشقر.
وأضافت المصادر: إن المعلمات الخمس لم يُفرج عنهن حتى الآن، حيث اقتادتهن دورية تابعة لـ«قسد» إلى جهة غير معلومة، كما أن ظروف اعتقالهن لا تزال غامضة، رغم محاولات بعض شيوخ العشائر في الرقة التوسط للإفراج عنهن، إلا أن هذه المساعي لم تحقق نجاحاً.
وأثار المنهاج الدراسي الجديد الذي طرحته ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية التي تعد «قسد» ذراعها المسلحة جدلاً واسعاً واستياءً كبيراً لدى أهالي عموم المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
ويؤكد الأهالي أن المناهج التعليمية التي فرضتها «قسد» عنصرية متطرفة تتنافى مع قيم وثقافة سكان المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.
وفي إطار الفلتان الأمني الذي تشهده مناطق سيطرة «قسد» قُتل شخص يدعى خطاب حسن الصالح جراء اشتباكات بين عائلتي «الحول» و«الهلوم»، في مدينة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي وسط مناشدات من الأهالي للتدخل وفض النزاع، حسب شبكات إخبارية محلية، أشارت إلى إصابة شخصين أيضاً بجـروح بليغة جراء الاشتباكات التي استخدم فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
من جهة ثانية ووفق مصادر إعلامية معارضة، تشهد منطقة عفرين بريف حلب والمحتلة من قبل الإدارة التركية وفصائلها تزايداً في عمليات الاعتقال والاعتداءات التي تستهدف المدنيين في المنطقة، وسط تدهور الأوضاع الأمنية وزيادة الشكاوى حول مصادرة الممتلكات. وفي هذا السياق، أقدم مسلحو دورية تابعة لما تسمى الشرطة العسكرية على اعتقال مواطن من قرية معبطلي، وذلك إثر تقديمه شكوى ضد أحد المسلحين العاملين ضمن صفوف ما يسمى «الجيش الوطني» التابع للاحتلال، بعد أن استولى المسلح على 4 منازل تعود للمعتقل قرب نهر عفرين.
وفي حادثة أخرى، اعتدت مجموعة من مسلحي فصيل «فرقة السلطان سليمان شاه» على عدد من المزارعين أثناء وجودهم في كروم الزيتون بقرية جقلا وسطاني بريف عفرين، وذلك لرفضهم تقديم نسبة من محصولهم من الزيتون إلى معاصر مرتبطة بمسلحين من الفصيل، فرضوا على الأهالي دفع 30 بالمئة من إنتاجهم.
وفي ناحية شران بريف عفرين، تعرض مواطنان للاختطاف على يد مسلحين من فصيل «الجبهة الشامية»، وذلك بتهمة المشاركة في خدمة «الدفاع الذاتي» خلال سيطرة «الإدارة الذاتية» الكردية سابقاً عليها، حيث أُفرج عنهما لاحقًا بعد دفع ذويهما فدية مالية بلغت ألف دولار لكل منهما.
كما شهدت ناحية جنديرس قيام دورية تابعة للشرطة العسكرية باعتقال مواطنين اثنين، وذلك بتهم تتعلق بمشاركتهما في الحراسة أثناء فترة «الإدارة الذاتية» الكردية سابقاً، وذلك عقب عودتهما إلى مسقط رأسهما في ناحية جنديرس، قادمين من لبنان هرباً من الحرب هناك.
وتأتي هذه التطورات وسط قلق متزايد بشأن تصاعد حالات الاختطاف والاعتداءات على المدنيين في عفرين، حيث يواجه السكان انتهاكات واسعة على أيدي الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، مما يزيد معاناتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها.